نظرا لاعتبار شهر أكتوبر هو شهر التوعية بمرض سرطان الثدي، فقد نجحت شركة نوفارتيس بدعوة أهم أطباء المملكة المتخصصين في علاج سرطان الثدي لحضور مؤتمر حول هذا المرض في فندق سوفوتيل كورنيش جدة لإطلاعهم على آخر التطورات الحاصلة على صعيد علاجه، بما في ذلك بروتوكولات جودة الحياة اللازمة للمريضة به.
يعد مرض سرطان الثدي من أكثر الأمراض شيوعا بين النساء في المملكة العربية السعودية. إذ أن 19.1% من حالات الإصابة بالسرطان صنفت في المملكة على أنها إصابات بسرطان الثدي في عام 2013؛ علما بأن أعلى معدل للإصابة به هو في المنطقة الشرقية؛ وخاصة بين النساء ممن هن في العقد الخامس من عمرهن. وفيما يلي معدلات الإصابة بالمرض بحسب النسب المئوية والتوزع الجغرافي:
هناك العديد من العوامل الكامنة وراء انتشار هذا المرض ( وهي بالمناسبة ليست محصورة بالمملكة )، بالرغم من أن تقديرات وزارة الصحة تشير إلى أن معدل الإصابة به سوف يتضاعف أربع مرات في الشرق الأوسط على مدى العشرين عاما المقبلة.
لا شك في أن الكشف المبكر عن المرض والوعي به يساعد المريضة على الشفاء منه والتحكم بنوعية حياتها. ومع ذلك، فإن مستويات الوعي بالمرض مازالت دون المستوى المطلوب في أوساط المصابات به في المملكة. إذ يشير الدكتور عادل السايس، المدير الطبي لجمعية السرطان السعودية إلى أن أسالب التعامل مع مرض سرطان الثدي تطورت كثيرا على مدى السنوات السابقة. إذ بتنا نفهمه جيدا، ولدينا الآن خيارات وبروتوكولات علاجية أوسع للتعامل معه وتشخيصه تفوق ما كان لدينا قبل خمسة أعوام مثلا. اليوم باتت لدينا استراتيجيات أفضل لتشجيع المريضة وعائلتها على فهم المرض. وهذا عنصر هام نعمل عليه لتسهيل عبء التشخيص وتشجيع المريضة على التصدي لهذا المرض بصورة شاملة. "
تطور علاج مرض سرطان الثدي بصورة كبيرة خلال العقد الماضي، ولم يعد العلاج الكيماوي هو الجواب الأوحد له، بل ظهرت هناك العديد من العلاجات الدوائية الأخف وطأة على الجسم من حيث الأعراض الجانبية.
تمت المصادقة على بروتوكول العلاج الجديد في المملكة على أنه مخصص أساسا لمعالجة سرطان الثدي، والذي أظهر نسب نجاح عالية مع أعراض جانبية أقل، الأمر الذي سمح للمريضات وعائلاتهن بالحصول على علاج ونوعية حياة أفضل من ذي قبل.
من النواحي الجديدة التي تم اكتشافها على صعيد العلاج العناية الشاملة وتغيير أسلوب الحياة والنظام الغذائي مع التركيز على النواحي النفسية والبدنية وإدماجها ضمن النظام العلاجي المخصص لكل مريضة على حدة، علما بأن الخدمات الصحية لم تعد مقتصرة على العلاج التقليدي، بل باتت تركز على بروتوكولات العلاج المبنية على أسلوب الحياة واحتياجات المريضة المختلفة من جميع جوانبها.
في حديثه عن الاحتياجات التي لم تلق الاهتمام اللازم، صرح الدكتور أحمد علي سعد الدين، إستشاري الأورام السريرية في قسم التعليم السريري لمرضى الأورام في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، الشئون الصحية في الحرس الوطني في الرياض قائلا " إن عبئا نفسيا وجسديا كمرض سرطان الثدي له تأثير كبير على المريضات وعلى أفراد عائلاتهن. إذ أن الإصابة به ترقى إلى مستوى العيب في المجتمع السعودي، وبالتالي باتت المريضة تحت ضغط نفسي من العائلة والمجتمع على حد سواء، فضلا عن الضغط النفسي الناجم عن التشخيص الذي كشف عن وجود المرض. إن الاحتياجات النفسية لمريضات سرطان الثدي يجب أن تتوزع إلى مدى واسع من المسئوليات الإجتماعية والنفسية والجسمية لكل من المريضة وعائلتها. كما أن تقييم مثل هذه الاحتياجات هو خطوة أساسية على طريق تقديم العلاج العالي الجودة مع عدم التركيز فقط على العلاج الدوائي. "
كما أضاف: "من المهم جدا التأكيد على أن هناك تحسنا ملحوظ في نتائج علاج سرطان الثدي فيما يخص فهم المرض وتحقيق نهج أفضل وأكثر تخصصًا باستخدام العلاج المستهدف والبيولوجي، بالإضافة إلى التقدم في البحوث لفهم آلية مقاومة مثل هذه العلاجات. "
إن أكثر من 65% من النساء السعوديات شخصت حالتهن على أنهن مصابات بسرطان الثدي وفي المرحل المتقدمة منه. بيد أن التطورات الأخيرة التي طرأت على صعيد العلاج بعثت الأمل من جديد لدى المريضات بالعودة مجددا إلى حياة طبيعية خالية من المرض؛ إذ أن الأدوية المصادق عليها كعلاج لهذا المرض باتت موجهة بصورة أكثر للشفاء منه ودون الحاجة لإدخال المريضة إلى المستشفى، وبالتالي حمايتها من التأثيرات النفسية التي كانت تسببها العلاجات السابقة.
" إن التشخيص المتأخر للمرض لا يعني نهاية الحياة بالنسبة للمريضة، بل باتت الصورة أكثر إيجابية. إذ أن هناك المزيد من الأبحاث التي تجري الآن بحثا عن أفضل السبل لتحسين نوعية حياة المصابات بالمرض. واليوم، بتنا أكثر ثقة بوجود نتائج جيدة مع ظهور أساليب وطرق للتعامل مع المرض وأعراضه" بهذا صرح الدكتور متعب الدويش الفهيدي – إستشاري الأورام في مركز الأميرة نورة لعلاج الأورام، الشئون الصحية بالحرس الوطني في جدة، والأستاذ المساعد ومنسق مجموعة الأورام في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للصحة والعلوم في جدة.
وفي النهاية اختتم المؤتمر بصورة مثيرة تمثلت بدعوة أو محاولة القائمين على سجل جينيس للأرقام القياسية إظهار " صورة لأكبر مطرقة في العالم ( بطول 25.3 قدما )" تعبيرا عن أحد إنجاز نوفارتيس في مجال علاج الأورام والمخصص لعلاج سرطان الثدي.