نجحت "معارف للتعليم والتدريب"، أحد أكبر مالكي ومشغلي المدارس الخاصة في المملكة العربية السعودية، في الارتقاء بعملية التعلم إلى المستوى التالي عقب تفعيل منصاتها الرقمية الغنية بالموارد لطلابها في مدارس "المنارات"، و"الفيصلية الإسلامية"، و"الراوبي الخضراء العالمية" و"نور الإسلام"، متيحةً لهم فرصة التعلم في أي وقت ومكان.
ومع تطبيق جلسات التعلم الإلكتروني على مدار ثلاثة أيام في إطار الإجراءات الاحترازية المتخذة لاحتواء تفشي فيروس "كوفيد -19"، استقطبت منصات "معارف" الإلكترونية نحو 15 ألف طالباً وطالبة حضروا 8,560 جلسة حية عبر الإنترنت خلال ساعات الدوام الرسمي للمدارس.
وجاء تطوير منصات التعلم الإلكتروني لدى "معارف للتعليم والتدريب" ثمرةً للتعاون بين الطواقم التعليمية وفرق تكنولوجيا المعلومات في المدارس التابعة للمجموعة، حيث ركزوا على توفير بيئة جاذبة تتيح للطلبة التعلم واستئناف برامجهم التعليمية. وتشتمل هذه المبادرة على جلسات حية، ومقاطع فيديو تدريسية، وأنشطة تفاعلية، ومسابقات وفروض منزلية، وذلك عبر منصة رقمية آمنة وملائمة لأعمار الطلاب.
وشارك أكثر من نصف الطلاب في جلسات التعلم الإلكتروني عبر هواتف "آي فون" وأجهزة "آي باد"، في حين استخدم ما يقارب ربعهم أجهزة الحواسب المكتبية والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية العاملة بنظام "أندرويد". وكان إبداع المعلمين والطلاب في إيجاد منهجية فاعلة لمواصلة التعلم بأساليب مختلفة استجابةً فوريةً متميزة لتجاوز تداعيات تعليق الدوام في المدارس بسبب انتشار فيروس "كوفيد – 19".
وتمكنت "معارف للتعليم والتدريب" من تجهيز منصاتها للتعليم الإلكتروني في غضون ثلاثة أيام فقط من إعلان إغلاق المدارس، ولاقت مبادرتها هذه إقبالاً واسعاً من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور لتثمر عن نتائج متميزة بجميع المقاييس. ويؤكد الإطلاق الناجح لمنهجيات التعلم الإلكتروني التزام "معارف" بمواصلة توفير التعليم لطلابها بطريقة سلسة مع الحفاظ على سلامة الطلاب والطواقم التدريسية على حد سواء.
وتبادل المعلمون والطلاب وأولياء الأمور والمشرفون خلال تفاعلهم عبر الإنترنت ما يقارب 327 ألف رسالة عبر قنوات التفاعل، وأكثر من 196 ألف رسالة محادثة، إضافةً إلى أكثر من 1 مليون بث صوتي خلال الجلسات والدردشات الحية.
ومع المشاركة الواسعة لجميع الأطراف في الجلسات، سجلت منصات التعلم الإلكتروني 86,427 زيارة عبر مختلف أوقات اليوم. ووصل عدد استجابات الطلاب لحل الفروض المنزلية إلى 304,465 استجابة، بالإضافة إلى إنشاء وإرسال حوالي 2,000 ورقة بحثية، و1,391 تفاعلاً في غرف المناقشة. ولم يتوانَ المعلمون بدورهم عن مساعدة طلابهم في فهم الدروس، حيث استجابوا إلى 7,335 طلباً لتقديم شرح إضافي.
وتعليقاً على هذه الخطوة، قال الدكتور محمد العرفج، الرئيس التنفيذي لمجموعة "معارف للتعليم والتدريب":"مع خبرة تزيد على 48 عاماً في مجال التعليم والتدريب، لطالما كانت ’معارف‘ سباقةً في إرساء نماذج تعليمية رائدة. وكان استثمارنا في التدريب المتخصص بتكنولوجيا المعلومات وتركيزنا على مراكز تطوير مهارات الحياة من العوامل الرئيسية لنجاحنا في تلبية الاحتياجات التعليمية للطلاب. وقد استدعى إغلاق المدارس بسبب تفشي ’كوفيد -19‘ إيجاد منهجية تعليمية جريئة ومبتكرة تواكب تطلعات مجتمعنا".
وأضاف العرفج: "بفضل جهود معلمينا وموظفينا، لاقت منصتنا للتعلم الإلكتروني أصداءً إيجابية واسعة بين جميع أصحاب المصلحة. ولا تقتصر أهميتها على مواصلة توفير الدروس للطلبة فحسب، بل تدعمهم أيضاً في تخطي العقبات ومتابعة التركيز على دراستهم. وتساهم هذه الخطوة الاستثنائية كذلك في طمأنة أولياء الأمور، وتمكين الطلبة من استئناف دروسهم واكتساب مهارات التعلم الرقمي في آن واحد".
وتشمل منهجية "معارف" للتعلم الإلكتروني غرفاً صفية افتراضية تم تطويرها في كل مدرسة تبعاً للصف الدراسي والمواد المقررة فيه، بالإضافة إلى بث حي يتضمـن جلسات تعليمية مدة كل منها 60 دقيقة وتفصل بينها استراحة تتراوح بين 10 – 15 دقيقة. ويحضر الطلاب من الروضة وحتى الثالث الثانوي جلسات حية يصل عددها الإجمالي إلى 19 ساعة أسبوعياً (حسب الصف الدراسي).
وبدأت برامج الدعم لاختبارات "التحصيلي"، واختبار التقييم المدرسي SAT، وتقييم كامبريدج للتعليم الدولي CAIE في 22 مارس. وفضلاً عن الجلسات الحية، أتاحت جلسات التعليم غير المتزامن (الدروس المسجلة) للطلاب الذين يستخدمون بوابة معارف التعليمية (MLG) الاستفادة من برامج التعلم الإلكتروني عبر أدوات لا تحتاج إلى الاتصال بالإنترنت مثل العروض التقديمية ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى الموارد الداعمة مثل أوراق العمل والمشاريع وراوبط الفيديو؛ الأمر الذي يتيح للطلاب التدرّب وصقل مهاراتهم بالوتيرة والتوقيت المناسبين لكل منهم.
كما يتضمن البرنامج اليومي ساعات مكتبية يتوافر المعلمون أثناءها للتواصل مع الطلاب وأولياء الأمور والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم.
وتم تصميم منصات التعلم الإلكتروني في "معارف للتعليم والتدريب" باستخدام نظام "تيمز" في برنامج "مايكروسوفت أوفيس 365"، وبإشراف منسق التعلم الإلكتروني / مدير شؤون التكنولوجيا في كل مدرسة. كما يستفيد البرنامج من تطبيق المراسلة الشهير "واتساب" متيحاً للطلاب والمعلمين والمنسقين وأولياء الأمور التعاون ومشاركة المصادر وأفضل الممارسات. ومع تفعيل برنامج التعلم الإلكتروني بشكل كامل الآن، بات بإمكان المعلمين العمل من المنزل انسجاماً مع الإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من تفشي فيروس "كوفيد – 19".
وكان قد تم الاستحواذ على مجموعة "معارف للتعليم والتدريب" العام الماضي من قبل "جيمس للتعليم"؛ وهي مشروع مشترك أطلقته "جيمس للتعليم" وشركة "حصانة الاستثمارية"، الذراع الاستثماري للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية السعودية، لتحسين وتطوير قطاع التعليم في المملكة العربية السعودية.