وجهت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة جمعية مرشدات الإمارات، رسالة إلى المؤسسات الحكومية والخاصة، والمجتمع المحلي لدعم الحركة الإرشادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشددة على تأثير انخراط الأجيال الجديدة في الحركات الإرشادية لتمكين الفرد في المجتمع، وتعزيز وعيه بالمسؤولية الاجتماعية، ورفع معدلات المشاركة في المسيرة التنموية للدولة ومستقبلها.
جاء ذلك خلال لقاء سموها وفداً من الإقليم العربي للمرشدات، أكدت فيه جهود الإمارات في دعم الحركة الإرشادية في المنطقة والعالم العربي، وحجم مشاركتها الفاعل في تحقيق التواصل الفعال مع مختلف الحركات الإرشادية في دول العالم، متوقفة عند الخطط التي تضعها جمعية مرشدات الإمارات للارتقاء بجهودها في تعزيز الطاقات الشابة في الإمارات.
وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: "لا يمكن الحديث عن الأثر الذي أحدثته الحركة الإرشادية في الإمارات دون الوقوف ملياً عند الطاقات الشابة والمسؤولة التي تقود اليوم مؤسسات كبرى، وتضع خططاً لمبادرات، وتساهم في وضع السياسات الرسمية لمختلف القطاعات في الدولة، إذ نجحت الحركة الإرشادية في تخريج شخصيات مجتمعية فاعلة، ومستقلة، ومحصنّة بالمعرفة والعلم، وتملك من الخبرات ما يؤهلها لتكون شريكاً في الوصول بطموحات الدولة وآمالها إلى أرض الواقع".
وأضافت سموها: "إننا اليوم مطالبون جميعاً، مؤسسات وأفراد بدعم وتعزيز دور الحركة الإرشادية في الدولة، ولا يجب علينا أن ننسى ما كرّسه قادة الدولة في دعمهم لهذه الحركة، إذ أولوها عناية كبيرة، تجلت بانطلاقها في الشارقة عام 1973، مروراً بانتقالها إلى سائر إمارات الدولة، وصولاً إلى اليوم، الذي نخرّج فيه المئات من الفتيات المدربات سنوياً، والمحملات بالقيم النبيلة والخبرات الكبيرة ليكن أفراداً صالحين، يوظفن طاقاتهن وقدراتهن لما فيه خير لوطنهن".
وشهدت زيارة وفد الإقليم العربي للإمارات عدداً من الاجتماعات التنسيقية في مقر مفوضية مرشدات الشارقة، ومفوضية مرشدات رأس الخيمة، مع وفد من جمعية مرشدات الإمارات، حيث بحث الوفد مستقبل العلاقات المشتركة، والمشاريع الخاصة بتطوير القطاع الكشفي، والنهوض بأنظمة الإدارة والتوجيه، والاستدامة، مع ممثلي الحركة الإرشادية الإماراتية.
وخرجت الاجتماعات بعدد من التوصيات للنهوض بالحركة الإرشادية العربية والإمارتية، تضمنت: "توفير مرجعية لرصد التطورات والمتغيرات الإقليمية للحركة الإرشادية وآلية لتحديثها باستمرار لتمكن الجمعيات في الإقليم العربي من متابعة التطورات العالمية، وتوفير سياسات لإعداد وتنمية القيادات الإرشادية، وحقائب تدريبية معتمدة تضمن الارتقاء بالقادة ضمن مستويات محددة وبما يتوافق والتطورات العصرية والتقنية والأسس العلمية".
كما شملت التوصيات: "رصد الخبرات الإرشادية لدى الأعضاء المتوفرة في الإقليم وتوثيقها وتعميمها كمرجعية تسهم في دعم النهج التشاركي بين الجمعية وتمكين الجمعيات من الاستفادة من القدرات المتوفرة في الإقليم، والمساهمة الفاعلة في عكس متطلبات تطويرالحركة الإرشادية في الإقليم العربي لدى الجمعية العالمية من خلال دراسة لتحديد الوضع الحالي لحركة المرشدات في الإقليم العربي ورصد التحديات التي تواجهها وفق طبيعة كل منطقة وأولوياتها واقتراح آليات لتطوير الحركة الإرشادية".
والتقى الوفد بعد اجتماعه بوفد مرشدات الإمارات في مقر مفوضية مرشدات رأس الخيمة، قرينة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الشيخة هنا بنت جمعة الماجد، ناقشوا معها أهمية العمل المشترك للنهوض بالحركة الإرشادية العربية والإماراتية، وما تقوده الإمارات من جهود على مستوى دعم الاستراتيجيات، وتبني المبادرات والخطط.
وتحدثت مريم الرميثي، نائب رئيس جمعية مرشدات الإمارات، خلال اجتماع الوفد في مقر مفوضية مرشدات الشارقة، حول تاريخ جمعية مرشدات الإمارات، وأطلعت الوفد على أبرز الأساسيات المتعلقة باستشراف مستقبل الحركة الإرشادية في الدولة، كما عرضت خارطة الطريق الأساسية، والخطط الاستراتيجية وخيارات العمل التي تنتهجها، إضافة إلى شرح ملخّص للخيارات المقترحة وبطاقة الأداء المتوازن ومؤشرات أداء العملية الإرشادية في الدولة.
وتطرقت الرميثي إلى قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة الجمعية، الذي نبع من حرص قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة جمعية مرشدات الإمارات، على تفعيل دور الجمعية، وإيمانها الراسخ بالدور الجوهري لحركة المرشدات في إعداد وتأهيل الفتاة الإماراتية لتكون قائدة في مسيرة التنمية الشاملة، وعرّفت الوفد بأعداد الأعضاء للعام الحالي، ومدى الزيادة السنوية الحاصلة على مستوى الإنتساب.
وبدورها، قدّمت القائدة رائدة بدر، رئيسة اللجنة العربية الإقليمية للمرشدات، لمحة عن أحدث المستجدات الخاصة بالجمعية العالمية للمرشدات، وفتيات الكشافة، والإقليم العربي للمرشدات، تناولت فيها عرض الرؤية والرسالة، والخطة الاستراتيجية الخاصة بالعامين 2015 – 2017، والخطة المستقبلية للعام 2018- 2020.
كما استعرضت رئيسة اللجنة العربية الإقليمية للمرشدات، رؤيتها العالمية والعربية، ورسالتها، وخطتها الاستراتيجية، وأحدث البرامج المتبعة في الإقليم والفعاليات المقبلة، وقدّمت تعريفا بالمشاريع الحالية التي تقوم بها اللجنة، والهياكل التنظيمية للمتطوعات والعاملين، وأهداف التنمية المستدامة، إلى جانب تقديم إحصائية الأعداد الخاصة بالمرشدات وفتيات الكشافة على مستوى 154 دولة حول العالم، مع حلول العام 2020.
وأشادت رائدة بدر، رئيسة اللجنة العربية الإقليمية للمرشدات، برؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة جمعية مرشدات الإمارات، وجهودها الواضحة على صعيد الاهتمام بالحركة الإرشادية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، لافتة إلى الدور الكبير الذي تلعبه سموها في مجال الارتقاء بمهارات الفتيات المرشدات وتمهيد الطريق أمامهنّ ليكنّ عناصر فاعلة في المجتمع.
وقالت بدر: "دولة الإمارات العربية المتحدة وبفضل جهود قادتها الرشيدة سبّاقة في العمل الكشفي والإرشادي على المستويين العربي والعالمي، وهذه الجهود واضحة ونلتمسها في شتى المحافل التي تكون دولة الإمارات شريكاً في العمل فيها، وقد اطلعنا من خلال هذه الزيارة على حزمة من الاستراتيجيات والخيارات التي تنتهجها جمعية مرشدات الإمارات والمفوضيات التابعة لها ما يعكس التقدم الكبير والفاعلية التي حققتها على هذا الصعيد، بالإضافة إلى التعرّف على الخطط والمشاريع المستقبلية التي نستشرف من خلالها واقعاً أكثر إشراقاً في هذا المجال".
وشهدت الاجتماعات حضور كلّ من سعادة نجاة بخيت حديد، نائبة رئيسة اللجنة العربية الإقليمية للمرشدات، وسعادة القائدة هند الهولي، رئيسة لجنة مرشدات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب الأستاذة العنود الورشو، عضو مجلس إدارة جمعية مرشدات الإمارات، وريم بن كرم عضو مجلس ادارة جمعية مرشدات الإمارات، ومريم الشحي – عضو مجلس الإدارة ومدير مفوضية رأس الخيمة، وعائشة الصريدي – عضو مجلس الإدارة، وشيخة عبد العزيز الشامسي، مدير مفوضية مرشدات الشارقة، وبدرية الجنيبي، مدير مفوضية مرشدات أبوظبي، وعصمت عبد الله من مفوضية أبوظبي، ومنى البلوشي من مفوضية رأس الخيمة، وفاطمة آل علي من مفوضية الشارقة.
يذكر أن "جمعية مرشدات الإمارات"، دأبت منذ تأسيسها على تعزيز مهارات الفتيات الإماراتيات وتطويرها، وأسهمت بشكلٍ فاعلٍ في تطوير المهارات الإبداعية والمعرفية، وتنمية روح الفريق بين الفتيات الإماراتيات، وتشجع هذه المؤسسة الإرشادية الفتيات والشابات على المشاركة في جميع فعالياتها وأنشطتها، إيماناً منها بأن المعارف التي تكتسبها الفتيات من هذه الأنشطة تلعب دوراً بارزاً في مساعدتهن ودعمهن في حياتهن الأكاديمية، والمهنية، والشخصية.