بحضور عدد من الوزراء، وممثلي المؤسسات الثقافية، ونخبة من كبار المثقفين والناشرين العالميين، توّجت إدارة معرض تورينو الدولي للكتاب 2019إمارة الشارقة رسمياً ضيف شرف الدورة الـ 48من المعرض الذي يقام خلال الفترة من خلال الفترة من 9 وحتى 13 مايو الجاري.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح المعرض الذي أقيم على أرض المعارض بمدينة تورينو وتحدث خلاله الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، رئيس وفد الإمارة المشارك في المعرض، بحضور سعادة ألبرتو بونيسولي، وزير الثقافة الإيطالي، وسيرجيو شيمبارينو، رئيس إقليم بييمونتي، وكيارا أپّيندينو، عمدة مدينة تورينو، وجوليو بيينو، رئيس معرض تورينو الدولي للكتاب، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية وممثلي الهيئات والمؤسسات الثقافية.
وضم وفد الشارقة الذي ترأسه الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، رئيس وفد الإمارة المشارك في المعرض، كلاً من سعادة أحمدبن ركاضالعامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة الدكتور حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وسعادة عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، وسعادة عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، ونخبة من الكتاب والأدباء والناشرين الإماراتيين.
وافتتحت كيارا أپّيندينو، عمدة مدينة تورينو إلى جانب الشيخ فاهم القاسمي،سعادة عبدالله حسن الشامسي قنصل عام الدولة في ميلان، وعدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات الثقافية الإماراتية والإيطالية، جناح الشارقة المشارك في المعرض، وتعرفوا على الجهود التي تبذلها المؤسسات الثقافية والتراثية في الإمارة، مستعرضين ترجمة أعمال 57كاتباً إماراتياً وعربياً إلى الإيطالية.
واستهل الشيخ فاهم القاسمي كلمته في حفل الافتتاح بالقول: "يسعدنا أن نعرض قصة نجاحنا على واحدة من أبرز المنصات الأدبية في إيطاليا والقارة الأوروبية، هنا في العاصمة التاريخية لإيطاليا وعاصمتها الثقافية، ما دفعنا لإعداد برنامج ثقافي فريد يليق بهذا الحدث، وفي الوقت ذاته، يوفر لزوار "معرض تورينو الدولي للكتاب" وللمعنيين بصناعة النشر الأوروبية صورة متكاملة لأحدث إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي في المشهد الثقافي والأدبي.
وكشف الشيخ فاهم القاسمي الرسالة التي تنطلق منها الشارقة في عام اختيارها العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، بقوله: "إن شعار (افتح كتاباً، تفتح أذهاناً) الذي اختارته الإمارة للاحتفاء بتتويجها العاصمة العالمية للكتاب، يعكس قيم ومبادئ الإمارة ودولة الإمارات، تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تؤكد على دور الثقافة والتبادل الثقافي في تعزيز التعاطف، وقبول الآخر، والتسامح، ولغة الحوار، التي يمكن تحقيقها من خلال التعرف على ثقافات جديدة من العالم".
وأضاف الشيخ فاهم القاسمي: "كثيراً ما نتحدث عن الثقافة، وثقافة الكتب، لكن الثقافة مصطلحٌ مجرد، يشمل الكثير من الفنون و العناصر، كالمسرح، والموسيقى، والسينما، والأدب، وحتى مهارت الحياة اليومية، ويسعدني أن يكون كل ذلك المخزون المعرفي نجحت وسيلة واحدة في جمعه، إنه الكتاب الذي تبادلت فيه البشرية -منذ آلاف السنين- معارفها وخبراتها، وتبادلت ثقافتها في حالة من الحوار والتعايش والسلام".
وتابع: "الكتاب يساعدنا على تأسيس تعليم عالمي المستوى، إنه يؤهلنا لتعلم العزف على الموسيقى، وهو الذي يمكّن المخرجين من صناعة الأفلام والمسلسلات التي نستمتع بمشاهدتها على شاشات التلفاز ..الكتاب علّمني، عندما كنت طالباً في الفنون المسرحية، فن الكوميديا الإيطالية المرتجلة "كوميديا ديلارتي"، قبل زيارة إيطاليا، وعلمني اللغة الإيطالية..الكتاب هو ما يجمعنا".
وتوجه الشيخ فاهم القاسمي بالشكر للشعب الإيطالي وعمدة مدينة تورينو وإدارة معرض الكتاب، بقوله: "أتوجه بالشكر الجزيل لأصدقائنا في مدينة تورينو، لاختيار الشارقة ضيف شرف دورة هذا العام من المعرض، فمحادثاتنا التي انطلقت العام الماضي من خلال مهمة الانضمام إلى المدن الثقافية، والتعليمية، والمبتكرة، أثمرت بهذه الشراكة اليوم"، وأكد أن احتفاء المعرض بالشارقة سيفتح آفاقاً جديدة لتعزيز علاقات الإمارة المتينة مع تورينو.
من جانبه قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب؛ الجهة المشرفة على فعاليات الشارقة في المعرض: "يشكل احتفاء المشهد الثقافي الإيطالي بالشارقة ضيف شرف مميز على فعاليات معرض تورينو الدولي للكتاب، احتفاءً بمنجز ثقافي ومسيرة طويلة وضع أساساتها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقدّم خلالها المعرفة والكتاب سبيلاً لفتح نوافذ الحوار والتلاقي مع مختلف ثقافات العالم".
وأضاف العامري: "تلتزم هيئة الشارقة للكتاب برؤيتها الرامية إلى تقديم المنجز الثقافي والصورة الجوهرية لمشروع الشارقة الحضاري إلى العالم، لهذا نواصل جهودنا ونعزز مشاركاتنا الدولية لبناء جسور تنجح في تقديم ما تقوده الإمارة من جهود على مختلف المستويات، سواء على مستوى تنظيم المعارض والملتقيات الثقافية، ورعاية وحماية التراث الشعبي والإنساني، وتعزيز جهود الترجمة وصناعة الكتاب، وتوسيع ثقافة القراءة ونشر قيمها بين مختلف فئات المجتمع المحلي والعربي".
وأوضح العامري أن الهيئة فتحت من خلال سلسلة فعاليات اختيار الشارقة ضيف شرف على معارض الكتب العالمية، الباب واسعاً أمام الكتّاب والمثقفين الإماراتيين والعرب ليقدموا نتاجهم الإبداعي إلى القراء في اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، واليوم في معرض تورينو يعرض الكتّاب الإماراتيون والعرب أعمالهم الأدبية باللغة الإيطالية، لتسجل إصداراتهم تاريخاً جديداً على العلاقات الثقافية الإماراتية الإيطالية، وتضيء على جانب من الحراك الثقافي العربي".
من جهتها قالت كيارا أبيندينو، عمدة مدينة تورينو: "بدأ التعاون بين الشارقة وتورينو خلال زيارتي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب العام الماضي، حيث تحددت ملامح أهدافنا المشتركة بمد جسور التواصل والحوار بين مدننا وثقافاتنا، فكلانا نمثّل رمزاً عالمياً للكتاب".
من جهته، قال سعادة ألبرتو بونيسولي، وزير الثقافة الإيطالي: "يوفر معرض تورينو الدولي للكتاب منصة لتبادل مختلف الآراء ووجهات النظر، فالكتب تمثّل أفكار مؤلفيها، كما يشكّل المعرض مركزاً يجمع العطشى للثقافة، إذ يسهم الكتاب بتداول الأفكار ومشاركتها بحرية كاملة، ما يساعد الناس على تعزيز روحهم النقدية وفكرهم المنفتح، والتعامل مع الثقافات والأفكار كافة، مهما بدت مختلفة وبعيدة".
من جهته قال نقولا لاجوييا، المدير الفني لمعرض تورينو للكتاب: "يعد معرض تورينو الدولي للكتاب منصة للتبادل، والمواجهة، والمشاركة، والاحتفال، ويجمع المعرض مئات آلاف من القراء ويقدم مثالاً إيجابياً عن الدولة بأكملها، وعن تجربة ثقافية توحدنا جميعاً".
ويشارك في الجناح المخصص للإمارة كلّ من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومدينة الشارقة للنشر، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مجلس إرثي للحرف المعاصرة، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان.