في الوقت الذي يشهد فيه العالم أزمة غير مسبوقة مع إنتشار فايروس COVID-19 على نحو متزايد، تلعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) دوراً حيوياً في الحفاظ على التواصل بين الأشخاص في ظل سياسات التباعد الاجتماعي التي تشهدها العديد من الدول في جميع أنحاء العالم. باتت المعلومات والتعاون وخدمات الاتصال بما في ذلك شبكات الهاتف المحمول أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث تعتبر العنصر الوحيد الذي يمكّن الأسر والعاملين في مجال الصحة ومسؤولي السلامة العامة والمؤسسات التعليمية والشركات الهامة من البقاء متصلين مع العالم بينما تؤثر الأزمة العالمية على جميع القطاعات والمجتمعات.
تعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في هذا الوقت بمثابة منظومة متكاملة تعمل على تمكين وتسريع نمو أعمال أصحاب المصلحة الذين يستثمرون هذه التكنولوجيا على نحو هادف. وتعتبر قدرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على ربط الناس ومشاركة المعلومات والمعارف على نحو مباشر خلال الأزمات بمثابة عامل التغيير الأساسي في تحويل العديد من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لحياتنا، مثل التعليم والرعاية الصحية والأعمال التجارية والتطوير المهني.
وبينما تتجه المؤسسات التعليمية لتبني عمليات التعلم عبر الإنترنت، اكتشف الطلاب والمعلمين الأهمية الاستثنائية لاستخدام الأدوات الرقمية والاتصال، حيث يقوم مزودو خدمات الاتصال خلال الفترة الراهنة، بتمكين العملاء من الوصول إلى بيئات التعلم عبر الخدمات السحابية. بات بإمكان الطلاب والمدرسين استخدام تقنيات الهاتف المحمول للمشاركة في عملية التعليم عن بعد، عبر الوصول إلى المواد الدراسية بالصوت والصورة والنصوص والمشاركة في جلسات النقاش عبر الإنترنت والفصول الافتراضية بشكل مباشر.
وتساهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تغيير تجربتنا الثقافية بشكل عميق خلال هذه الأوقات الحرجة، وذلك عبر الوصول إلى التكنولوجيا الجديدة وتعزيز قدرات الإنتاج والنشر ، وعبر المشاركة والإبداع، والتعلم والمشاركة في مجتمع قائم على المعرفة، حيث يقوم حالياً أكثر من 2000 متحف ومعرض من المستوى العالمي بتنظيم جولات لزيارة المعارض والمتاحف افتراضياً عبر الإنترنت، في محاولة لتوفير تجربة استثنائية للمستخدمين بكل راحة من منازلهم.
اتبعت العديد من المؤسسات نهجاً احترازياً للحد من انتشار فايروس COVID 19 عبر توجيه موظفيها للعمل من المنزل. وتقوم بعض دول الخليج حالياً بإلغاء الحظر عن العديد من برامج وتطبيقات المحادثات الخاصة بإجراء المؤتمرات والاجتماعات لتمكين الشركات والمدارس من عقد الاجتماعات أو تنظيم صفوف التعليم عن بعد بشكل فعال. ومن المتوقع أن يؤدي الاستخدام غير المسبوق لاستخدام منصات تكنولوجيا المعلومات لاجراء المحادثات عن بعد، إلى خلق ضغط هائل على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في المؤسسات وكذلك على شبكات مزودي خدمات الاتصال الثابتة والمتنقلة. وتقوم وحدات تكنولوجيا المعلومات عبر العالم بتوسيع شبكاتها وأنظمة الحوسبة السحابية لتوفير خدمات اتصال فائق للعاملين في المنازل، وتمكينهم من تلقي رسائل البريد الإلكتروني وإرسالها، والوصول إلى بيانات الشركة، والمشاركة في مؤتمرات الصوت والفيديو والتعاون بشكل فعال.
وتلتزم شركة إريكسون بدعم عملائها خلال هذه الأوقات الصعبة ومساعدتهم على توفير أفضل خدمات الاتصال الممكنة بجودة فائقة، ويعمل مهندسو إريكسون وفرق العمل فيها للحفاظ على كفاءة الشبكات وتشغيلها على نحو مستمر بالتعاون مع شركائنا، حيث استطعنا اثبات الاهمية الحيوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في تحويل المجتمعات وتوفير الاستجابة الإنسانية خلال الأوقات الحرجة ودعم الشبكات المجتمعية عبر توفير حلول طويلة المدى تدعم الكفاءة والفعالية.
ويعتبر التعرف على الوسيلة الأفضل للاستفادة من مزايا التكنولوجيا والطريقة المثلى للاستثمار في المعدات والبيانات والشراكات، أحد الاعتبارات الرئيسية في هذا الوقت، فإضافة إلى توفير خدمات الاتصال الأساسية، يتجه الكثير من الناس للتعرف على كيفية الاستفادة من الخدمات والتقنيات المبتكرة مثل الأتمتة وتحليلات البيانات لتعزيز المرونة وقدرات الاستجابة للأزمات مستقبلاً. وتشكل المعلومات التي تظهر حركة البيانات عبر الشبكة مصدراً مهماً لبيانات الوقت الفعلي التي تظهر التنقل البشري أثناء الطوارئ؛ على سبيل المثال، نحن نعلم حالياً بأن المناطق السكنية تشهد كثافة غير اعتيادية في حركة البيانات عبر الشبكة، فيما كانت الكثافة أكبر في مراكز المدن ومراكز التسوق والمراكز التجارية قبل حلول الأزمة.
وفي حين يتم اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية لإدارة الأزمات، وتطبيقها خلال أزمة عالمية مثل جائحة COVID-19 ، ينصب التركيز الرئيسي حالياً على تطوير التكنولوجيا وتعزيز استقرار أدائها لتسريع عمليات الوصول إلى النظم والموارد الحيوية وتوسيع الاعتماد عليها.
نحن نعيش اليوم واقعاً استثنائياً لم تشهده البشرية سابقاً، ومع تحول حياتنا اليومية على الصعيدين الوظيفي والشخصي لاعتماد خدمات رقمية أكثر تقدماً، فقد أثبتت شبكات الاتصالات المتنقلة ذات الجودة الفائقة، أهميتها الحيوية لتمكيننا من التواصل بوسائل وطرق لم نشهدها من قبل.