في تأكيد لمكانتها الاقتصادية المتنامية على الصعيدين الإقليمي والدولي، تستضيف إمارة الشارقة 35 خبيراً اقتصادياً وتنفيذياً من ذوي الخبرات الكبيرة، ضمن فعاليات مؤتمر "يوروموني الإمارات: الشارقة 2017"، وتستضيفه الإمارة يومي 8 و9 مايو الجاري في فندق شيراتون الشارقة.
ويستعرض الخبراء خلال المؤتمر، الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، وينظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) بالتعاون مع "يوروموني كونفرنسز"، بحضور أكثر من 350 متخصص، أسس التحول نحو الاقتصاد المبتكر، ومستقبل المناطق الحرة في ظل هذا التحول، وواقع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات في ظل الاقتصاد المبتكر، ومستقبل قطاع البنوك وطرق الدفع، ودور أسواق رأس المال في دفع الابتكار في الاقتصاد، مع التأكيد على الإمكانات الواعدة لإمارة الشارقة في تبني هذا التوجه.
وتضم فعاليات المؤتمر، الذي يقام تحت شعار "التمويل والاستثمار لأجل اقتصاد مبتكر"، عدداً من الكلمات والجلسات النقاشية التفاعلية والجلسات الحوارية وورش العمل، التي تتناول شتى المواضيع ذات العلاقة بالاقتصاد المبتكر والمحاور الأساسية المرتبطة به.
وسيلقي مجموعة من كبار المتحدثين كلمات ترحيبية ورئيسية في الحدث، أبرزهم: سعادة يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، وسعادة الدكتور عبيـد سيف الزعابي، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع بالإنابة، وسعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ريتشارد بانكس، مستشار التحرير في يوروموني كونفرنسز، وعادل علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، وخالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لشركة الشارقة للبيئة "بيئة"، وعادل الزرعوني، الرئيس التنفيذي لشركة الزرعوني للاستثمارات، يتناولون فيها أهمية الاقتصاد المبتكر، والإمكانات التي تملكها كل من دولة الإمارات والشارقة لتطبيقه بنجاح.
ويشارك كل من: حسين محمد المحمودي، الرئيس التنفيذي، شركة الأعمال التجارية للجامعة الأمريكية في الشارقة، طارق فضل الله، مدير إداري ورئيس تنفيذي في شركة "نومورا" لإدارة الأصول، والدكتورة ماجدة السيد قنديل، اقتصادي رئيسي، دائرة البحوث الاقتصادية في مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، و توم كوكزوارا، مدير مكتب الديون العام، دائرة المالية المركزية، بحكومة الشارقة وعلياء مبيض، مديرة الاقتصاد الجيولوجي والاستراتيجية، المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، خلال اليوم الأول للحدث في الجلسة النقاشية الأولى، التي تتناول موضوع "أساسيات الاقتصاد الكلي للتحول نحو اقتصاد مبتكر".
وتتطرق الجلسة إلى محاور فرعية متنوعة، وتجيب عن تساؤلات حول علاقة النمو المستدام في الناتج القومي المحلي بنمو سوق العمل والإنتاجية، وما إذا كان اقتصاد العالم يتجه نحو الاستغناء عن العولمة، التفريق بين السياسة المالية والسياسة النقدية، وأثرهما في حدوث التضخم، ومفهوم الاقتصاد المبتكر، والاختلافات بين الواقع الجديد لسوق الطاقة وماضيه، والمجالات الاقتصادية التي ستشهد تحولاً بفضل اعتماد التقنيات الجديدة، ومدى ملائمة الاستراتيجية الاقتصادية للإمارات لاحتياجات المستقبل، وغيرها من المحاور.
وأما سعادة الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام، وكريستا فوكس، المديرالتنفيذي للمنطقة الحرة DMCC، وتوم نوويالرتس، المدير العام لشركة "مومينتوم لوجيستكس"، فيستعرضان رؤيتيهما خلال الجلسة النقاشية الثانية، التي تحمل عنوان "أسس الاقتصاد المبتكر: مستقبل المناطق الحرة"، لعدد من القضايا في هذا الجانب، مثل: أثر المناطق الحرة في الاقتصادات بين الماضي والحاضر، ودور المناطق الحرة في الاقتصاد المبتكر، وأهمية إعادة النظر في مفهوم المناطق الحرة للتركيز على الملكية الفكرية والتمويل وحرية تنقل الخدمات والأفراد بدلاً من البضائع فقط، واستراتيجية المناطق الحرة في الشارقة على المستويين المحلي والإقليمي.
ويشارك كل من الأستاذة إيمان المحمود، مديرة البرامج في مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، ووليد حنا، المؤسس والشريك الإداري في مؤسسة شركاء المبادرات في الشرق الأوسط (MEVP)، ونور الشوا، المدير العام لشركة "إنديفور الإمارات" في الجلسة الثالثة النقاشية ضمن اليوم الأول، التي تتناول موضوع "شريان الاقتصاد المبتكر: الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات".
ويستعرض الخبراء الثلاثة خلال الجلسة عناوين فرعية، أبرزها: دور شركات رأس المال الاستثماري في منطقة الخليج في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ودور الشركات الصغيرة والمتوسطة كمحرك رئيس للاقتصاد المستدام، وكيفية تأسيس شركات إماراتية مميزة في المستقبل، واستفادة الإمارات من تجربة الدول الأخرى فيما يتعلق بالشركات الصغيرة والمتوسطة، والحماية التي يوفرها قانون الإفلاس الجديد في الإمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة والممولين، وكيفية تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على الانطلاق من الشارقة.
ويناقش كل من: كريك موور، الرئيس التنفيذي لشركة بهيف ب2ب (BeehiveP2P)، و كورانج شاه، مدير الدفعات الرقمية للشرق الأوسط وأفريقيا ، "ماستر كارد" وعمر سدودي، الرئيس التنفيذي، شركة "بيفورت" في أولى جلسات اليوم الثاني، التي تحمل عنوان "مستقبل قطاع البنوك وطرق الدفع – كيفية جلب الابتكار للقطاعات الوطنية الأساسية"، التغيرات التي يشهدها قطاع البنوك في الإمارات، وخفض الديون العالمية وما يمثله من فرصة للبنوك محلياً، والتهديدات والفرص المتاحة أمام المصارف والهيئات التنظيمية وصانعي السياسات، وكيفية استفادة البنوك من نسبة الانتشار العالي لخدمات الجوال، وغيرها من المواضيع.
ويشارك كل من: وائل أبو رضا، الشريك الإداري في شركة "هالو" لإدارة الاستثمارت، و نيراج أغروال، المدير التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع وعضو مجلس الإدارة التنفيذي في مجموعة غلفتينر وفادي السيد، المدير ومدير المحافظ في شركة "لازارد" لإدارة الأصول، وشربل عزي، المدير الأول ورئيس مؤشرات ستاندرد آند بورز - داو جونز، للشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا وروسيا ورابطة الدول المستقلة، وستاندرد آند بورز غلوبال، وبانكاج جوبتا، الشريك المؤسس "الخليج للاستثمار الإسلامي"، في آخر جلسات المؤتمر، والتي تحمل عنوان "أسواق رأس المال – المحرك الرئيس للابتكار؟".
وتجيب الجلسة عن أسئلة تتعلق بتطوير أسواق رأس المال وأهميتها لتأسيس اقتصاد مبتكر، وملائمة التشريعات والأنظمة الحالية للمستقبل، ودور الجهات المشرعة في حماية المستثمرين وتشجيع المخاطرة في الوقت ذاته، وتسخير رأس المال السيادي والعائلي في دعم الأسواق العامة، ومراحل رأس المال الموجه للابتكار، وغيرها.
وسيتم تنظيم جلسات حوارية مع عدد من المسؤولين والخبراء، منها الحوار الذي سيجريه ريتشارد بانكس، مع عادل علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، والحوار المشترك حول دور التعليم والبحث العلمي كأساس للاقتصاد المبتكر، الذي يوضح فيه الدكتور بجورن كيرف في، المستشار في الجامعة الأميركية في الشارقة، دور البحث العلمي في بناء اقتصاد معرفي قائم على أسس الابتكار والإبداع.
وقال محمد جمعة المشرخ، مدير مكتب (استثمر في الشارقة): "تجسد استضافتنا لنحو 35 خبيراً اقتصادياً ومديراً تنفيذياً في (يورومني الإمارات: الشارقة 2017) اهتمامنا الكبير بموضوع الاقتصاد المبتكر، الذي يشكل توجهاً مستقبلياً لا غنى عنه للاقتصادات التي تمتلك العزيمة والرغبة في المنافسة والحضور على الساحة الدولية".
وأضاف المشرخ: "من المؤكد أن الاقتصاد التقليدي يمتلك العديد من الآليات والقنوات، لكن دمج أحدث التقنيات فيه، وتعظيم استفادته من انتشار الأجهزة الذكية، وتطوير تشريعاته باستمرار، يجعله أكثر قدرة على التعامل مع المتغيرات الداخلية والخارجية، وبيئة جاذبة للمستثمرين وأصحاب الأعمال، ويسهل الإجراءات والمعاملات على الشركات والأفراد، وهذه هي الأهداف التي نحققها من اقتصادنا المبتكر".
وتابع: "نتطلع إلى خروج المؤتمر بتوصيات قيّمة مما ستقدمه هذه النخبة من المسؤولين والخبراء والتنفيذيين المشاركين، وسنعمل على تبني ما يتلاءم منها مع طبيعة اقتصادنا ومرونته، ونتمنى أن تشكل قيمة مضافة لاقتصادات المنطقة والعالم أيضاً".
يشار إلى أن مؤتمر "يوروموني الإمارات: الشارقة 2017" يجمع ممثلين عن عدد من أبرز الهيئات المالية والمؤسسات المعنية بالتنمية الاقتصادية، لمناقشة المراحل القادمة من مسيرة التنمية في دولة الإمارات عموماً، وفي الشارقة خصوصاً، في إطار سعيها لتصدر دول المنطقة على الصعيد الاقتصادي، من خلال اعتمادها أساليب عمل حديثة تدعم توجهاتها المتنامية نحو تبني منظومة الاقتصاد المبتكر.