خلال مشاركتها في القمة العربية الدولية للأمن السيبراني في البحرين التي نظمها المركز الوطني للأمن السيبراني مؤخراً تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين، أكدت هواوي على دور التعاون في ضمان أمن العالم الرقمي ومواجهة مخاطر الأمن السيبراني التي تهدد التقنيات الناشئة. وسلطت الشركة الضوء على تحديات الأمن السيبراني التي تتعلق بشبكات الاتصالات الحديثة والفرص التي توفرها الخدمات والتصاميم والتقنيات الحديثة التي تتطلب أعلى مستويات حماية خصوصية المستخدمين. كما ناقشت الشركة أهمية ضمان الأمن السيبراني على مستقبل أعمال العديد من القطاعات والصناعات الحيوية في المنطقة.
وألقت آفكه تشارت، نائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية العالمية لدى هواوي كلمة رئيسية تناولت فيها تصميم الأمن السيبراني والتعاون وأهمية الالتزام بالمعايير الدولية الموحدة المتفق عليها، وأشارت لإمكانية معالجة الثغرات الأمنية في المنتجات والمشاكل التشغيلية من خلال اعتماد المعايير والأنظمة اللازمة. وأشادت آفكه بجهود مجموعة عمل أمان الجيل الخامس التي توفر خطة عمل لأمان الجيل الخامس وتضمن نهجاً دفاعياً منظماً وشاملاً يمكن اعتماده لدفع عجلة التطور التقني. وأكدت على أهمية تعاون الأطراف المعنية لاستكشاف النماذج والحلول التي تعتمد على تحليلات البيانات الضخمة، وسلطت الضوء على أولوية تطوير حلول ضمان الأمان وفقاً للمعايير والقوانين كأحد المقومات الأساسية لمعالجة الثغرات الأمنية التي تعاني منها المنتجات وأخطاء التشغيل من خلال المعايير والأنظمة المعتمدة.
وناقش المشاركون في القمة الجهود المشتركة لتحسين الأمن السيبراني وحماية الخصوصية على ضوء العديد من المعايير الدولية التي تم تطويرها لهذا الغرض وفي مقدمتها خطة عمل NESAS/SCAS التي وضعتها الجمعية الدولية للهاتف المحمول (جي اس ام ايه) بالتعاون مع مشروع شراكة الجيل الثالث للمساهمة في مواجهة التهديدات الإلكترونية بالاعتماد على الخبرات التقنية وتوفر المعايير اللازمة لمنح شهادات تقييم أمان المنتجات. ونشرت الجمعية قاعدة معلومات الأمن السيبراني للجيل الخامس التي توفر المعلومات اللازمة عن المشغلين والموردين العالميين والإرشادات لمواجهة مخاطر أمن شبكات الجيل الخامس في مختلف مراحل بناء الشبكات بدءاً من التصميم والبناء وصولاً إلى الصيانة والتحسين والعمليات.
وتم تنظيم حلقة نقاشية بعنوان "تعزيز الأمن الإلكتروني وفقاً للمعايير وفرص التعاون"، ناقشت من خلالها القطاعات المشاركة أفكاراً جديدة تتعلق بدور الأمن السيبراني في مستقبل أعمالهم وخدماتهم. وشارك في الحلقة النقاشية كل من السيدة تشارت، والسيد محمد النعيمي رئيس التكنولوجيا والشبكات في هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين، والدكتور جاسم حاجي رئيس المجموعة العالمية للذكاء الاصطناعي، وخالد جلال المدير الأول لمجموعة تقنية المعلومات والاتصالات في شركة "جارمكو"، ونواف محمد عبد الرحمن الرئيس التنفيذي للمعلومات في مركز محمد بن سلمان آل خليفة لأمراض القلب، والدكتور عبد الله الأسدي الأستاذ المساعد في جامعة البحرين.
وقال الدكتور عبد الله الأسدي: "تدرك أنظمة الأمان الثابت إمكانية حدوث الهجوم الإلكتروني حتى عندما يكون النظام الدفاعي جاهز لمواجهته، مما يسهم في تعزيز الأمن السيبراني من خلال الاستعداد لمواجهة الهجمات لكي تتمكن الأنظمة من مواجهتها والتعافي من آثارها دون أن تتوقف الأعمال".
وقال خالد جلال: "يحدث هجوم سيبراني على المستوى العالمي كل 39 ثانية يومياً، وينفذ 2200 مهاجم هجمات إلكترونية على 800 ألف شخص. فإذا لم نواجه هذه التحديات، لن نتمكن من الحد من الهجمات والتهديدات. وعلى الرغم من أن متخصصي التكنولوجيا يبذلون جهوداً كبيرة، لكنها ليست كافية إذا لم نعتمد خطط الأمن السيبراني الثابت كجزء أساسي من استراتيجيات الشركات. ويمكن أن تسهم المعايير والأنظمة العالمية الموحدة في تعزيز أمن النظام الإيكولوجي المزدهر للأعمال وتنمية الاقتصاد الرقمي على مدار الأعوام القادمة".
وقال الدكتور جاسم حاجي: "ساهمت قدرات الأمن السيبراني التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مساعدة فرق أمن المعلومات على الحد من مخاطر الاختراق وتحسين قدراتهم الأمنية بكفاءة كبيرة. وأصبح الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة من التقنيات الأساسية التي يتم اعتمادها لضمان أمن المعلومات وتحليل ملايين الأحداث في وقت قصير وتحديد تهديدات البرامج الضارة التي تستغل الثغرات ونقاط الضعف وتحديد السلوكيات الخطيرة والتي قد تؤدي إلى هجوم إلكتروني أو تنزيل تعليمات برمجية ضارة".
من جهته، قال نواف عبد الرحمن: "ساهمت استراتيجيات الأمن السيبراني في الحد من الهجمات الإلكترونية عند البوابة من خلال حماية حدود الشبكة. كما ساهم التحول الرقمي المتسارع على مدار الأعوام الماضية في تعزيز البوابات الدفاعية، مما أدى بدوره إلى اعتماد الاستراتيجيات التي تتمتع بالكفاءة لضمان الأمن الإلكتروني من أجل مواجهة التهديدات والهجمات والحد من خطورة المهاجمين غير المعروفين والتغلب على التحديات السيبرانية. وتسهم مثل هذه الحلقات النقاشية في توفير المعلومات اللازمة للمؤسسات من أجل تعزيز الأمن الإلكتروني وفقاً للمعايير المعتمدة، وتسلط الضوء على تقييم وحل مشاكل الأمن السيبراني والتهديدات المتعلقة بالتوجهات الرائجة مثل إنترنت الأشياء وإنترنت الأشياء المخصص".
شارك في القمة عدد كبير من الشخصيات الرفيعة المستوى على مستوى المملكة والمنطقة والعالم، بالإضافة لممثلين عن المؤسسات الحكومية والقطاعات الرئيسية بما فيها الخدمات المصرفية والخدمات المالية والتأمين، والنفط والغاز، والطاقة، والمرافق، وتقنية المعلومات والاتصالات، والتصنيع، والتعليم، وغيرها.