تشهد تكنولوجيا قطاع الموارد البشرية تطوراً سريعاً في الآونة الأخيرة، حيث تتغير الاتجاهات ومتطلبات السوق في هذا المجال عاماً بعد عام، مما يجعل مطوريه دائمي الابتكار والعمل لمواكبة هذه التطلعات الجديدة التي يتم استحداثها تبعاً لتغير مكان وطبيعة العمل، فيما يتم صياغتها انطلاقاً من أخلاقيات العمل المختلفة التي باتت تجمع إلى حد كبير بين ديموغرافيات وثقافات متعددة، لذلك فإن تكنولوجيا الموارد البشرية تتطور باستمرار لتخرج من مفهومها التقليدي الذي كان يعنى بجدولة الرواتب، وإدارة سجل الموظفين وعمليات التوظيف.
وفي هذا الصدد علقت المدير الإقليمي لشركة هالوجين سوفت وير في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، لورنا دالي، الراعي الذهبي للنسخة الثالثة من قمة تكنولوجيا الموارد البشرية التي تنظمها شركة كيو إن إيه إنترناشونال، بالقول " تتغير تطلعات الناس وتوقعاتهم من العمل الذي يطمحون للانخراط به باستمرار في مختلف دول العالم وعلى نحو متسارع، وعليه نحن ندرك أن الأشخاص حين يقومون بإعطاء الملاحظات واستقبال انطباعات المتلقيين بشكل دوري، سيشعرون بالرضا تجاه الأعمال التي يقومون بها، كما ستساعدهم هذه الخاصية على بذل قصارى جهدهم لإنجاح العمل، مما يساهم في تحسين الخدمات والأعمال التي يقدمونها لعملائهم والمؤسسات التي يعملون بها والمجتمعات المحلية التي يعيشون فيها".
حيث يجتاح توجه جديد في عمل أقسام الموارد البشرية مختلف المؤسسات حول العالم، ويعتمد هذا التوجه على استعراض الأداء المستمر للشركات وتقييمه من قبل متلقي الخدمة بالإضافة إلى جمع انطباعات العملاء سواء تلك المتكررة أو الآنية منها. وتأتي هذه الحاجة للاستفادة من هذه الانطباعات نظراً لتعدد الأجيال في القوى العاملة بالإضافة إلى تغير طبيعة العمل عما كانت في السابق. حيث شددت السيدة دالي على هذا الأمر بالقول " ينبع هذا التوجه من حاجة أساسية يرغب الناس بتلبيتها، وذلك لأن جميع العاملين يريدون أن يشعروا بأهمية التواصل المستمر مع المؤسسات التي يعملون بها، الأمر الذي يعزز لديهم تقدير الإدارة لمساهمتهم في إنجاح العمل ككل".
لتلبية هذه الطلبات الجديدة للموارد البشرية، يتحتم على الشركات توظيف التوجهات التكنولوجية الجديدة في قطاع الموارد البشرية والتي باتت متاحة في السوق. حيث إنه بالإضافة إلى الاستمرار بتقديم الخدمات التقليدية من برمجيات وأنظمة الموارد البشرية، والخدمات التي تعتمد على الأنظمة السحابية، والأدوات التكنولوجية التي بنيت من أجل الأغراض الخفيفة والمتخصصة مثل إدارة الأداء المستمر، والانطباعات المتكررة من التغذية الراجعة، وتحليل البيانات، وأدوات التعليم التي ستصبح قريباً جزءاً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه لاستمرار تطور المؤسسات.
ولكن على الرغم من ذلك، تحذر السيدة دالي من التعامل المتسرع مع الأدوات التكنولوجية الجديدة للموارد البشرية، وعلقت على ذلك قائلة: "على الشركات أولاً، أن تدرك ما إذا كانت جاهزة للانتقال من المفهوم التقليدي للموارد البشرية إلى مفهوم إدارة الأداء المستمر. وثانياً على مدراء الشركات أن يدركوا ما إذا كانوا جاهزين للعمل كقدوة يحتذي بها بقية الموظفين. ففي الوقت الراهن المؤسسات الجاهزة لهذا الانتقال هي تلك تتبنى نهج المرونة والتكييف لصقل أدائها وتطوير عملها من خلال جمع الانطباعات وردود الفعل على العمليات الجديدة. حيث تضمن هذه الحلقة المتكونة من تقديم الخدمة وتلقي ردود الفعل عليها ومن ثم تطويرها، دعم الموظفين المستمر لإنجاح العمل".
من جانبه قال مدير شركة كيو إن إيه إنترناشونال السيد سيد إن سي " أصبحت مواكبة التطورات التكنولوجية التي تؤثر على الموارد البشرية مهمة صعبة. فالعمليات الإدارية للموارد البشرية في جميع أنحاء العالم باتت أكثر مرونة وتفاعلاً. وخاصة في الإمارات ومنطقة الخليج العربي التي تشهد تحولات مثل التوجه نحو التوطين وتطبيق سياسات الضريبة المضافة خلال السنوات القادمة، وعليه فإن تطبيق واستخدام الأدوات المناسبة في مجال الموارد البشرية أصبح ضرورة ملحة. وإدراكاً منا للتغييرات الصعبة في المستقبل، فقد خططنا للنسخة الثالثة من قمة تكنولوجيا الموارد البشرية التقنية، من أجل تقديم مناقشات معمقة حول هذا القطاع، وتوفير منصة لرواد قطاعي الموارد البشرية تكنولوجيا المعلومات لتحليل أدوات تكنولوجيا الموارد البشرية المتاحة وكيفية استخداماتها وما إذا كان ينبغي تعديلها وتكييفها أم لا، ومتى يجب القيام بهذا التكييف وكيف سيؤثر ذلك على المنظمات في المنطقة".
وعن التوجه القائم على التوطين في الإمارات ومختلف دول الخليج العربي علقت السيدة دالي بالقول " هناك فرص عظيمة لرواد الأعمال والموارد البشرية في منظقة الخليج العربي لتحقيق أقصى قدر من الإمكانيات المتوفرة في المنطقة الخاصة بهم. ومن أجل القيام بذلك، تحتاج المنظمات لأن تعي وتفهم مجموعة المهارات الأساسية التي يمتلكها الموظفيين المحليين، لتقوم بدعمها بغية تطويرها وتحسينها، وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين المحليين لتحقيق التقدم الوظيفي المطلوب في المناصب القيادية. ومن شأن هذا الأمر أن يساعد المنظمات والشركات على أن تصبح وجهة جذابة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي الباحثين عن عمل وتساهم في صياغة المصير الاقتصادي للمنطقة".
ومن الجدير بالذكر أن شركة هالوجين سوفت وير تشارك في فعاليات النسخة الثالثة من قمة تكنولوجيا الموارد البشرية بعقدها ورعايتها لنشاط يستهدف أكثر من 150 موظفاً من ذوي الخبرات القليلة والمتوسطة في قطاعي الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات من مختلف القطاعات الحكومية والعامة والمنظمات الخاصة. وفي معرض حديثها عن أهمية رعاية وحضور القمة السنوية الثالثة للموارد البشرية قالت السيدة دالي: " تشكل قمة تكنولوجيا الموارد البشرية المنعقدة في منطقة الشرق الأوسط، فرصة رائعة للتواصل مع أبرز قادة الموارد البشرية ورواد الأعمال في العالم. وقد فتحت هذه الشراكة الباب للتواصل مع الشركات ذات التجارب الناجحة، كما تمنحنا هذه المشاركة فرصة التعرف على المزيد من الاتجاهات والأولويات العالمية الناشئة في قطاع الموارد البشرية".
يذكر أن النسخة الثالثة من قمة تكنولوجيا الموارد البشرية ستعقد في السادس عشر والسابع عشر من شهر مايو المقبل في فندق ويستن دبي في منطقة الحبتور.