افتتح معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة في أبوظبي اليوم الخميس فعاليات المؤتمر العالمي الخليجي الأول لأمراض النساء والولادة بفندق ياس روتانا بجزيرة ياس في أبوظبي الذي ينظمه مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي ومراكز هيلث بلاس للإخصاب ويستمر على مدى يومين بحضور أكثر من 300 طبيب ومتخصص من داخل وخارج الدولة، وقد حضر الجلسة الافتتاحية السيد محمد علي الشرفاء الحمادي الرئيس التنفيذي للمجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية، والسيد مجد أبو زنط، الرئيس التنفيذي لشبكة هيلث بلاس التخصصية وعدد من المسؤولين والأطباء.
وأكد معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد اهتمام دائرة الصحة في أبوظبي بالتوسع في التخصصات الطبية الدقيقة بما فيها أمراض النساء والولادة والأطفال وفقا لنتائج دراسات فجوات الطاقات الاستيعابية والتي يتم من خلالها تحديد الاحتياجات الفعلية من التخصصات الطبية والمنشآت والكوادر الطبية مشيراً إلى أن الدائرة وبالتنسيق مع جهات الاختصاص تشجع الاستثمار في القطاع الصحي مع التركيز على التخصصات الدقيقة في ظل تنامي الطلب على الخدمات الصحية.
كما افتتح معاليه ويرافقه محمد علي الشرفاء الحمادي وعدد من المسؤولين المعرض الطبي المقام على هامش المؤتمر، واستمع إلى شرح عن المعروضات والتي تشمل آخر الابتكارات الطبية والأصناف الدوائية في مجال معالجة أمراض النساء والولادة والإخصاب.
وفي كلمته الافتتاحية رفع السيد محمد علي الشرفاء الحمادي الرئيس التنفيذي للمجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية التي تمتلك مستشفى دانة الإمارات ومراكز هيلث بلاس أسمى آيات الشكر والعرفان إلى معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد لرعايته وافتتاح المؤتمر العالمي الخليجي لأمراض النساء والولادة.
وقال أن المجموعة تحرص على عقد المؤتمرات الطبية سنوياً للاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير مستوى الخدمات، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر تقرر عقده سنوياً. وتحدث عن الخطط المستقبلية للمجموعة والتي تشمل افتتاح مركز هيلث بلاس للإخصاب في دبي خلال الأسابيع القليلة القادمة والتوسع في المملكة العربية السعودية بافتاح مركزين للإخصاب في جدة والرياض خلال السنة القادمة مشيراً إلى أن المجموعة ممثلة في مستشفى دانة الإمارات ومراكز هيلث بلاس التخصصية ومستشفى مورفيلدز للعيون في أبوظبي تقدم خدمات في مختلف تخصصات أمراض النساء والولادة والإخصاب والطب الباطني والأطفال بما في ذلك أقسام العناية المركزة للأطفال والخدج وحديثي الولادة، وتخصصات الجراحة وأمراض الجهاز الهضمي والغدد الصماء والأمراض الصدرية عند الأطفال وأمراض وجراحات العيون وغيرها.
وقال الدكتور إسلام صدقي استشاري أمراض النساء وجراحة المناظير في مستشفى دانة الإمارات ورئيس المؤتمر أنه عقد خلال اليوم الأول من المؤتمر ثلاث جلسات علمية تم خلالها استعراض ومناقشة 8 أوراق علمية ركزت على الاتجاهات الحديثة في متابعة الجنين واكتشاف الحالات المرضية في مراحل مبكرة، والصحة النفسية وتشخيص وعلاج سكري الحمل وأمراض الكلى والمناظير التشخيصية والعلاجية عند النساء وأطفال الأنابيب وعلاجات الإخصاب والتطعيمات ضد الأورام السرطانية. كما قامت الدكتورة مريم مطر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية في إلقاء محاضرة عن أهمية الفحوصات الجينية ما قبل الزواج وللأجنة.
وأوضح أن أحد المحاضرات الرئيسية في اليوم الأول ألقاها البروفيسور دانيال سيبربك أستاذ أمراض النساء والولادة في سويسرا حيث استعرض أهم نتائج الأبحاث عن استخدام بعض الأدوية في بعض الحالات للإسراع في عمليات الولادة حفاظاً على سلامة وصحة الجنين والأم.
وقدم الدكتور إسلام صدقي ورقة عمل عن الأنيميا ومشاكل نقص الحديد حيث أوضح خلالها أن مشكلة الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد مشكلة مزمنة في العالم كله، حيث أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الوفيات الناتجة عن الأنيميا بسبب نقص الحديد تأتي في الترتيب 13 بين أسباب الوفيات على مستوى العالم.
وأضاف أن 41% من الحوامل في العالم حسب دراسة من منظمة الصحة العالمية في 2008 يعانين من الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد لأسباب عديدة منها عدم اتباع سلوكيات صحية سليمة وعدم تناول غذاء صحي، ومن مضاعفات هذه المشكلة الصحية حدوث الولادة المبكرةً، وولادة أطفال صغيري الحجم ما يتطلب إدخالهم أقسام العناية المركزة وفي حالات قد تتطلب الأم الى نقل دم.
وأكد أن العلاج الأفضل هو إعطاء الحامل التي تعاني من هذه المشكلة عقار لعلاج نقص الحديد عن طريق الوريد، ويعطى مرة واحدة طوال فترة الحمل، وهو علاج حديث بدأ استخدامه بنجاح في الآونة الأخيرة، كما ينصح الحوامل وقبل التفكير بالحمل التركيز على تناول أغذية صحية غنية باللحوم والبقوليات.
كما قدم الدكتور سعدون سامي سعدون الرئيس الطبي في مستشفى دانة الإمارات واستشاري المناظير الجراحية عند النساء ورقة عمل عن جراحات المناظير المتطورة في علاج أمراض النساء حيث أشار فيها إلى أهمية جراحة المناظير المتطورة في علاجات آلام الحوض والأكياس على المبايض والألياف الرحمية داخل تجويف وعضلات الرحم إضافة إلى علاج العقم.
وأكد على أهمية التخصصات الدقيقة في معالجة مثل هذه الحالات بالمناظير مشيراً إلى أنه تم استقطاب كادر طبي يضم 3 جراحيين متخصصين في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال لإنشاء مركز متخصص في المستشفى لعلاج أمراض النساء باستخدام طرق متطورة بالمناظير إلى جانب عيادة لآلام الحوض وبطانة الرحم المهاجرة.
وقال أن مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال يستقبل العديد من الحالات المحولة من مراكز ومنشآت صحية في أبوظبي ومن مختلف أنحاء الدولة تعاني من مشاكل كوجود الأكياس الدموية في تجويف البطن والحوض والتي بدورها تؤثر سلباً على الحمل وتأخره وحدوث حالات من العقم مشيراً إلى أنه بفضل تقنيات الموجات فوق الصوتية والمناظير الجراحية المتطورة أصبح بالإمكان تشخيص هذه الحالات مبكراً وعلاجها في الوقت المناسب.
وعرض الدكتور سعدون خلال الجلسة بعض الحالات المرضية الصعبة والتي تم علاجها بنجاح بالمنظار الجراحي ومنها سيدة في العقد الثاني من العمر وتعاني من بطانة الرحم المهاجرة أدى إلى تكون كيس دموي حجمه 8 سنتيمترات على المبيض الأيمن وكيس آخر حجمه 6 سنتيميترات على المبيض الأيسر، وأجريت لها عملية بالمنظار الجراحي تم خلالها إزالة الكيسيين مع الحفاظ على سلامة وظائف المبيضين.
ويواصل المؤتمر غداً الجمعة فعالياته بعقد 4 جلسات علمية يتحدث فيها خبراء ومختصين من من كلية الطب في جامعة الإمارات ومستشفى الكورنيش في أبوظبي ومستشفى الزهراء في دبي ومستشفى دانة الإمارات للنساء والاطفال ومركز هيلث بلاس للإخصاب عن مشاكل الجنين اثناء الحمل، وتشخيص وعلاج سكر الحمل لتجنب المضاعفات، وسلسل البول عند النساء، والمناظير التشخيصية والعلاجية عند النساء، واطفال الانابيب والاخصاب، والفحوصات الجينية والتطعيمات ضد الاورام السرطانية.