أوضح خبراء صناعة النقل والمركبات وملحقاتها المشاركون في الدورة الثانية من المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل في دبي أن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي يمكنها تصدر التحرك الإقليمي نحو مركبات ذاتية القيادة كليا و خدمة التنقل الجماعي (Maas).
يقام المؤتمر الدولي الثاني لمركبات المستقبل تحت رعاية معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس وتأتي ضمن سلسلة من المبادرات من الجهات التي تروج التقنيات المستدامة، صديقة البيئة وذاتية التحكم على الطرق الإماراتية".
في أبريل 2016 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، راعاه الله، أن 25 % من كافة أنظمة النقل العام في الإمارة ستكون ذاتية القيادة بحلول 2030، ما يعزز من التوجه نحو مستقبل نقل ذكي بيئي وفعال .
وقبل المؤتمر تحدث سعادة عبد الله عبد القادر المعيني، المدير العام في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" قائلا: " تهدف الحكومة في دولة الإمارات دائما إلى ضمان تطوير مستدام وفي نفس الوقت الحفاظ على البيئة وتحقيق توازن مثالي بين التطوير الاقتصادي والاجتماعي".
وتابع: "من الواضح أن مستقبل النقل يتطلب عملا جماعيا وتعاونا لضمان نقل مستدام، سهل المنال، آمن ونظيف ولذلك من الأهمية بمكان استقدام مختلف المعنيين بما في ذلك الجهات الحكومية، المصنعين، الموزعين، وغيرها من الجهات الأخرى ذات الصلة لإجراء نقاش مشترك".
وبين سعادته " تعزيزلأفضل الممارسات الدولية في مجال النقل المستدام واستخدام اخر الابتكارات في مجال السيارات الكهربائية والهجينة فان الهيئة انتهت من اعداد اللائحة الامارتية الخاصة بالمركبات الكهربائية و تعمل على استكمال وضع القوانين والتشريعات الاتحادي التي تنظم استيراد وتسجيل واستخدام المركبات الصديقة للبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة ،وبالنسبة لنا فان الهذف هو تحقيق التوازن الصحيح بين توقعات الحكومة والمصنعين والمستهلكين. ".
واضاف سعادته " سيجمع المؤتمر نخبة من الخبراء والاختصاصيين والمطورين من مختلف أنحاء العالم، حسث سيكون المؤتمر تجمعا فريدا لجميع أصحاب المصلحة الرئيسيين في هذه الصناعة بما في ذلك صانعي المركبات والمكونات الاساسية، كذلك مقدمي خدمات الشحن والصيانة وشركات بناء المرافق اللازمة لذلك ، كما سيضم مجموعة من جهات صنع القرار ووضع السياسات والتشريعات لمناقشة التحديات الحالية واستشراف مستقبلية سوق المركبات في المنطقة".
وقال جاكوب بانجسجارد، المدير العام في اللجنة الدولية للسيارت FIA Region 1 من بلجيكا أن البنية التحتية والخدمات الحالية في دول الخليج تشير الى أن الحكومات الإقليمية يمكنها تطبيق خدمات Maas كأحد خيارات النقل، ومن ثم الحد من الازدحام المروري وزيادة سلامة الطرق.
Maas هي عبارة عن دمج العديد من أشكال النقل، مثل النقل العام أو النقل حسب الطلب، ومشاركة المركبات في خدمة نقل واحدة، يمكن الاستفادة منها حسب الطلب، والتي توفر للمستخدمين إمكانية الوصول إلى كل خيارات التنقل الممكنة من خلال الاشتراك في خدمة واحدة.
وأوضح بانجسجارد أن المفهوم يشبه عقد نقل فردي للمستخدم ، تماما مثل خطة الدفع الخاصة بالهاتف النقال، والذي يغطي الوصول وتسديد كل حاجات النقل.
وقال بانجسجارد احد المتحدثين في المؤتمر الدولي الثاني لمركبات المستقبل الذي يقام يومي 14 و15 نوفمبر 2016 في جراند حياة دبي :"دون الحاجة إلى التخطيط لأي شئ مقدما، يمكنك فتح تطبيق على هاتفك الذكي في أي وقت وأن تحصل على أفضل حل للوصول من أ إلى ب، من الباب إلى الباب".
وتابع: "كثير من دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الإمارات، لديها البنية التحتية وخدمات نقل عامة حديثة ومتطورة. ومن السهل تصور ربط كل وسائل النقل العام معا بخدمات مركبات مثل سيارات الأجرة، ومشاركة السيارات في تطبيق واحد".
ويعد بانجسجارد واحد من 30 متحدثا يقدمون رؤاهم حول النقل الذكي، النظيف والمتصل في الدورة الثانية من المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل الذي تستضيفه هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات".
وأضاف بانجسجارد: "ومن أكبر الفرص التي توفرها تطبيقات Maas إمكانية زيادة كفاءة خدمات النقل، فهناك أماكن كثيرة حول العالم، تعاني من الازدحام المروري وتعتبر خدمات Maas بديلا عن اقتناء سيارة. وفي ضوء ذلك سوف تسرع السيارات ذاتية القيادة من انتشارخدمات Maas".
كما يشارك "هنري بزيه"، المدير الإداري لـ KIA Connected من كيا موتورز أمريكا، ضمن المتحدثين في قمة اليومين التي تتضمن عرضا للسيارات التي تستخدم أحدث تقنيات الذكية والصديقة للبيئة من أكبر شركات التصنيع في العالم مثل تويوتا، ليكسز، مرسيدس بينز، بي إم دبليو وفولكسفاجن.
وسوف يتحدث "بزيه" عن المركبة ذاتية القيادة كليا والتي يرى أنها ستكون مفتاح المستقبل. وقال بزيه: "أومن بشدة بأن الطريق إلى ذاتية التحكم أمر حتمي لا مفر منه، وسوف نرى مستويات متوسطة إلى مستويات عليا، من الاستقلالية على الطرق في الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، دول الخليج والصين بحلول 2020".
وتابع: " تبقى السلامة هي المحور رقم واحد لتبني وتطبيق تقنيات المركبات ذاتية القيادة. وكفائدة إضافية يمكن للمركبة المتصلة زيادة مستويات الراحة في قيادتنا خلال التنقل والخدمات الأخرى.
"تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي ببنية تحتية مدنية وشبكة اتصالات متطورة وقد أظهرت التزاما بتطبيق التقنيات الجديدة لتحسين النقل كما يظهر بشكل خاص في القطاع الحكومي. علاوة على ذلك، فإن تركيبة السكان الشابة في المنطقة إضافة إلى الثقافات المتعددة يجعلها جاهزة لتوفير خدمات على أعلى المستويات العالمية".
من جانبه أوضح أحمد باولس، الرئيس التنفيذي في ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط: "يعد المؤتمر الدولي الثاني لمركبات المستقبل فرصة فريدة لكل المعنيين للاجتماع في مكان يتبنى الإبداع".
وتابع: "من المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 250 فردا من 25 دولة يمثلون 150 منظمة، فيما يتم تسليط الضوء على التشريعات والقوانين الحكومية التي تخص حلول مركبات المستقبل من خلال دراسات في النقل الأخضر والمركبات ذاتية القيادة كليا".
كما ترحب القمة السنوية بمشاركة الجهات الحكومية الدولية والإقليمية الرئيسية، الجهات التنظيمية والاتحادات، بما في ذلك الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات "TRA" ونادي الإمارات للسيارات و المجلس الأعلى للطاقة بدبي وهيئة الطريق والمواصلات بدبي "RTA" كشركاء استراتيجيين ، كذلك مركز البريطاني للمركبات المتصل وذاتية القيادة و المفوضية الأوروبية و الاتحاد الدولي للنقل البري والرابطة الأوروبية لصانعي السيارات.