ناقشت جلسة "متحدون لتعزيز الأمن والسلم" إحدى جلسات اليوم الأول ضمن فعاليات القمة العالمية لرئيسات البرلمانات، المنعقدة في قصر الإمارات بأبوظبي، التحديات الأمنية التي أفرزتها حالات الصراع الدائرة في المنطقة والعالم، وانعكاساتها على السلم الدولي والنسيج الاجتماعي والحضاري للعالم أجمع ولكل دولة على حدة، وسبل حماية الحقوق الفردية والجماعية في ظل الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان في ظل الأحداث التي تشهدها العالم.
وشارك في الجلسة كل من: معالي أولغا زرهين نائبة رئيس مجلس الشيوخ في بلجيكا، ومعالي إينارا مورنيس رئيسة برلمان لاتفيا، ومعالي مارجريت منساه وليام رئيسة المجلس الوطني لناميبيا، ومعالي لوز فيلومينا سالجادو روبيانيس رئيسة برلمان البيرو، ومعالي ماجا جوجكوفيتش رئيسة الجمعية الوطنية في صربيا، ومعالي كريستين موتونين رئيسة الجمعية البرلمانية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
نائبة رئيس مجلس الشيوخ البلجيكي : القمع والتهميش لا يصنعان السلم بل ينتجان الصراعات ويكررانها
وقالت معالي أولغا زيرهن نائبة رئيس مجلس الشيوخ في بلجيكا: "أتقدم بالشكر الجزيل إلى المجلس الوطني الاتحادي، ولرئيسة المجلس معالي الدكتورة أمل القبيسي، وأشكرها على حسن ضيافتها وعلى الجهد الذي بذل لتكون القمة حدثاً استثنائياً في تاريخ العمل البرلماني العالمي، مضيفة " سأركز في كلمتي على أربع نقاط : النساء لا ينقصهن الحماس للقيام بواجباتهن المختلفة، لكن الحماس وحده لا يكفي فعلى سلطات كل دولة تقع مسؤولية حماية الحقوق وسيادة القانون ليشمل الجميع بدون أـي استثناء.
وأضافت: " هناك شروط لحماية الديمقراطية، فنحن لا نريد ديمقراطية مبنية على الخوف والقمع والتهميش، لأن القمع والتهميش لا يصنعان السلم بل ينتجان الصراعات ويكررانها، بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي تتغذى على القمع والتهميش".
وقالت: " إن هذه المرحلة تشهد الكثير من الصراعات والهجرة والنزوح والأوضاع الإنسانية الصعبة، وهذا يغذي الإرهاب بالتحديد. وتابعت: " أما النقطة الثانية فهي ضرورة التوافق على مفهوم الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن لا تتدخل النزعات الجغرافية الضيقة في توصيف وقولبة هذه القيم والمفاهيم التي يجب أن تشمل حقوق الجميع بدون استثناء.
وبخصوص النقطة الثالثة قالت : " إن الاتحاد البرلماني الدولي أصدر العديد من القرارات ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب، وعلينا أن نتفق كبرلمانيين على الطرق السليمة التي تمكننا من تنفيذ هذه القرارات بدون المساس بحقوق الإنسان" مضيفة أن النقطة الرابعة تتعلق بقرار مجلس الأمن 1325 الذي وضع أسساً متقدمة لعملية مشاركة المرأة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم الدولي.
وختمت قائلةً: النساء نصف البشرية ويجب أن يكون لهن النصيب ذاته في مهمة تحقيق الأمن والسلام.
رئيسة برلمان لاتفيا : هناك إقرار دولي بدور البرلمانات في بناء مجتمعات مستقرة ومتجانسة يسودها القانون والعدالة واحترام حقوق الإنسان
أما معالي آرينا مورنيس فتوجهت بالشكر الجزيل لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا وللمجلس الوطني الاتحادي على دعمهم المساعي الدولية الرامية لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وقالت نشهد مرحلة في غاية الحساسية حيث يسود العنف والإرهاب والتطرف، وهذا هو التهديد الحقيقي لكل مساعي السلم.
وقالت : نشهد في سوريا كارثة إنسانية حقيقية في حمص وحلب، وعلى المجتمع الدولي أن يفتح تحقيقاً موضوعياً حول ما يجري في هذه المدينة وان يسعى الجميع لتقديم المجرمين إلى العدالة الدولية، مشيرة إلى ان اللجوء والعنف نتجا عن الصراعات ، ولمعالجة مشكلة اللجوء يجب إنهاء الصراعات الدائرة أولاً، منوهة إلى أهمية بناء مجتمعات منسجمة ومتعاونة، والمرأة بوصفها مكون اجتماعي هام، تلعب دوراً بالغ الأهمية في إرساء قاعدة السلم العالمي وأنها تستحق أن تتصدر الجهود الدولية في هذا المجال، مشيرة إلى الإقرار الدولي بدور البرلمانات في بناء مجتمعات مستقرة ومتجانسة يسودها القانون والعدالة واحترام حقوق الإنسان، مضيفة أن هذا الإقرار يضع البرلمانات أمام استحقاق كبير.
رئيسة المجلس الوطني لناميبيا : دور البرلمانات الذي يجب أن يركز خلال المرحلة القادمة على الإصلاحات والحوكمة والابداع في التشريعات
واشادت معالي مارجريت منساه وليام رئيسة المجلس الوطني لناميبيا بحسن التنظيم الدقيق والرائع للقمة العالمية لرئيسات برلمانات العالم. وقالت : إنها فرصة للحديث وتبادل الرأي حول قضايا الأمن والسلام التي تشغل العالم، وأشارت إلى دور البرلمانات الذي يجب أن يركز خلال المرحلة القادمة على الإصلاحات والحوكمة والابداع في التشريعات.
وقالت وليام: إن مفاهيم الأمن والسلام أصبحت اليوم ملتبسة، وغير متوافق على أسسها وأصولها، بسبب تضارب المصالح وتعارضها، وأن غياب العدالة غذى الإرهاب وعمق التطرف وأشعل الحروب التي تعاني منها الشعوب وبشكل خاص النساء.
واعتبرت وليام أن قرار الاتحاد البرلماني الدولي رقم 1325 أدى إلى تقدم ملحوظ في مجال مشاركة المرأة في الجهود الدولية لتعزيز الأمن والسلام، ولكن علينا بذل المزيد من الجهود التي تمكن المرأة من قيادة جهود حفظ الأمن وليس فقط الحديث عن موقفها ووجهة نظرها.
وقالت إن الأطفال يموتون يومياً في العديد من الدول وفي دول تقع على بعد بضعة أمتار فقط من مقر البعثة الاممية لحفظ السلام، وعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا تحقق من شعاراتنا على الأرض، ماذا فعلنا للنساء في العراق وسوريا وفلسطين، مشيرة إلى أن التركيز على الإرهاب والتطرف بدون البحث عن جذور هذه الظواهر، عملية غير مفيدة، علينا أن نتحدث عن التنمية والمشاكل الاقتصادية واحتكار التكنلوجيا، واحترام الاقليات وإدماجها بالمجتمع، لنعرف على جه التحديد كيف نواجه هذه الظواهر بطريقة عملية ومفيدة.
وتابعت: هناك ثروات كثيرة وكافية في العالم، لكننا لا نحسن استخدامها أو توزيعها، وأن التفاوت في مستويات الدخل خلق قاعدة اجتماعية كبيرة تعاني التهميش والحرمان، وقالت: الإرهابيون يستهدفون عقول النساء والأطفال والشباب مستغلين هذه الحالة من الظلم والجوع والقهر الاجتماعي. وختمت دعونا نكافح من أتجل السلام لنصنع السلام.
رئيسة برلمان البيرو : عدم مشاركة التكنولوجيا واحتكارها يعزز التهميش وعدم المساواة بين الشعوب وبين الفئات الاجتماعية
وقالت معالي لوز فيلومينا سالجادو روبيانيس رئيسة برلمان البيرو : أن عملية التقدم التي جرت خلال الخمسين سنة الماضية لم تحدث التغيير الجوهري المطلوب الذي نريده جميعا. وتابعت: لدينا اليوم أكثر من 50 رئيسة برلمان، لكن في المقابل ارتفع منسوب الإرهاب والصراعات والقتل والتفكيك الاجتماعي والجرائم العابرة للحدود وكل هذه العوامل ساهمت في غياب الأمن والسلام الدوليين، وشددت روبيانييس، على ضرورة مشاركة التكنولوجيا واحتكارها، لأن هذا الاحتكار يعزز التهميش وعدم المساواة بين الشعوب وبين الفئات الاجتماعية.
وأشارت روبيانس إلى مدى الضرر الذي لحق بالبيئة والمناخ خلال العقود الماضية، وقالت أن البيرو خسرت بين عامي 1980 و2014 مئات الآلاف من المسطحات الخضراء ومن المياه الصالحة للشرب مما تسبب في النزوح والهجرة وحروب السيطرة على المصادر الطبيعية.
وأضافت روبيانس، أن بيرو عانت من الإرهاب في الماضي وتم اتخاذ قرارات هامة لمكافحة الإرهاب واعتقال قادته، وأنه تم تغيير قوانين الاعتقال حتى لا يستفيد منها محامو المعتقلين.
رئيسة الجمعية الوطنية في صربيا : الامن والسلام قيم تستلزم حمياتنا ورعايتنا في وقت تتزايد فيه الكراهية تجاه الأخر
وقالت معالي ماجا جوجكوفيتش رئيسة الجمعية الوطنية في صربيا أن الامن والسلام قيم تستلزم حمياتنا ورعايتنا في وقت تتزايد فيه الكراهية تجاه الأخر، وأن صربيا تعاونت مع جيرانها لإيجاد حلول مناسبة وعادلة للمشكلات التي كانت بينها وبين جيرانها.
وأشارت معالي جوجكوفيتش إلى أن التهجير والنزوح أكبر تحديات السلام، وان صربيا كانت معبراً للمهاجرين وانها تراعي أمنهم ولا تعتدي على حرياتهم بل تعاملهم بكل احترام وتفهم لقضيتهم الإنسانية وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل معهم على هذا الأساس لأن المهاجرين ليسوا أزمة دولية كما يصورها البعض بمقدر ما هو الإرهاب. .
وتابعت جوجكوفيتش، أن حماية حقوق اللاجئين والنازحين يعني أن نستأصل الإرهاب من جذوره ونضع حداً للنزاعات التي تسببت بهذا الاقتلاع القصري للناس من أراضيها.
رئيسة الجمعية البرلمانية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: المرأة تشكل القسم الأكبر من اللاجئين وعليها تقع المسؤولية الأكبر من النزاعات لأن الرجال يتركون النساء وحيدات لممارسة مسؤولياتهن
وقالت معالي كريستين موتونين رئيسة الجمعية البرلمانية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن موضع الساعة موضوع شائك وهو معاناة المرأة من الحروب والصراعات، وتابعت أن المرأة تشكل القسم الأكبر من اللاجئين وعليها تقع المسؤولية الأكبر من النزاعات لأن الرجال يتركون النساء وحيدات لممارسة مسؤولياتهن في حماية ابنائهن وعائلاتهن من أثار الصراع.
وأشارت موتونين إلى أن القرار 1325 وضع حجر الأساس لمستقبل مكانة المرأة في مساعي وجهود السلم الدولي، ونوهت إلى أن المرأة نصف المجتمع فكيف لنا حل مشاكل التمييز والتهميش إذا همشنا النساء.
وقالت موتونين: نحن نؤيد كافة المبادرات السياسية الخاصة بتمكين النساء في العالم، ونراهن على أن تمكين النساء قد يساهم في وضع حد للتمدد الإرهابي عبر الكثير من الحلول الممكنة مثل تجميد أرصدة الإرهابيين، والقضاء على الفقر وتغيير أنظمة التعليم التي تساهم في قولبة مفاهيم أجيال كاملة وتعزيز الابتكار والابداع. وختمت موتونين بالقول: إن الرقعة الجغرافية التي تمثلها منطمة الأمن والتعاون في أوروبا تمكننا من القول أن الدعوة لشراكة أممية واسعة لمكافحة الظواهر السلبية التي تجتاح العالم، وأشارت إلى أن لا تنمية ولا أمن أو سلام بدون المرأة.