كشفت شركة "جنرال إلكتريك"، المدرجة في بورصة نيويورك بالرمز (GE)، اليوم عن نتائج تقريرها السنوي "مقياس جنرال إلكتريك للابتكار العالمي 2016" الخاص بالمملكة العربية السعودية، والذي يبحث في أساليب تعامل قادة الأعمال في المملكة والسعوديين عموماً مع الفرص المتاحة للابتكار والتحديات التي تعيق مسيرته في خضم بيئة عالمية شديدة التعقيد.
وعلى امتداد 23 بلداً حول العالم، استطلع التقرير في نسخته الخامسة آراء 2748 مشاركاً من كبار المسؤولين التنفيذيين، فضلاً عن 1346 من الأفراد الذين يمتلكون دراية واسعة بمجال الابتكار. وشمل القسم الخاص بالسعودية 200 مسؤول تنفيذي ومواطنين لديهم خبرة بهذا المجال؛ وتزامن إعداده مع إعلان المملكة إطلاق مرحلة جديدة من النمو في إطار "رؤية السعودية 2030".
وبهذه المناسبة، قال هشام البهكلي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك" في السعودية والبحرين: "تؤكد نتائج التقرير الخاصة بالمملكة العربية السعودية على الاهتمام الكبير الذي يبديه مجتمع الأعمال السعودي بالاستثمار في المواهب والتقنيات المبتكرة بغية المضي قدماً نحو مرحلة جديدة من النمو؛ مما يعكس أهداف ’رؤية السعودية 2030‘ المتمثلة في تنويع الاقتصاد ودفع عجلة التطور وحفز النمو لإحداث تحولات نوعية في المملكة. ويندرج الابتكار في صلب مفاهيم التنمية الجديدة في البلاد، ونلتزم بدورنا برعاية واحتضان هذه المفاهيم من خلال جهود موظفينا واستثماراتنا الاستراتيجية والشــراكات ومبادرات التوطين".
بدوره، قال نضال غزاوي، مدير مركز "جنرال إلكتريك السعودية للتكنولوجيا والابتكار": "يشكل استثمارنا في مركز ’جنرال إلكتريك السعودية للتكنولوجيا والابتكار‘ في ’وادي الظهران للتقنية‘ دليلاً واضحاً على حجم تركيزنا الموجه لتشجيع عملية البحث والتطوير المحلية. ومن خلال التعاون مع مجتمع البحوث في المملكة إلى جانب شركائنا في القطاع ومراكز البحث العالمية التابعة للشركة، فإننا نعمل على تقديم الدعم اللازم لتطوير منظومة ابتكار جديدة في المملكة من شأنها المساهمة بتلبية احتياجات شركائنا والمجتمع عموماً، ولا سيما في مجالات الحلول الرقمية والطاقة والرعاية الصحية. ومن خلال العديد من براءات الاختراع المسجلة لدينا، سيسهم البحث المبتكر الذي نعمل على تطويره في تعزيز مستويات الإنتاجية في المملكة، فضلاً عن إمكانية الاستفادة من تطبيقاته العملية حول العالم".
استراتيجية واضحة للابتكار
أظهر "مقياس جنرال إلكتريك للابتكار العالمي 2016" استعداد السعودية لإرساء منظومة جديدة للابتكار؛ حيث أكد 69% من المسؤولين التنفيذيين السعوديين اعتماد شركاتهم لاستراتيجية ابتكار واضحة. وقد أبدى هـؤلاء تفضيلهم للنهوض بعملية الابتكار تدريجياً، بينما تميل نسبة كبيرة مـن الشـركات في المملكة نحو الابتكار الخارجي قياساً بنظرائهم حول العالم. ويرى 79% من المسؤولين التنفيذيين السعوديين أن الابتكار قد حقق نتائج إيجابية منوّهين إلى تسجيل معدلات نمو ملموسة في الإيرادات والربحية الناتجة عن أنشطة الابتكار المشترك. كما أبدى 67% منهم استعدادهم لاقتسام الإيرادات (أو الخسائر) التي يمكن توليدها من خلال هذه الأنشطة. وتأكيداً على استعداد الشركات للاستفادة من البيانات الضخمة، أشار 73% من المسؤولين التنفيذيين إلى التطور الكبير الذي شهدته شركاتهم لجهة قدرتها على تحليل كميات ضخمة ومعقدة من البيانات، وهي زيادة لافتة عن المعدل المسجل في استطلاع عام 2014 والبالغ 48%.
التغلّب على التحديات
يرى 49% من المسؤولين التنفيذيين السعوديين انخفاضاً في حجم الصعوبات المعيقة للخروج بأفكار مبتكرة قياساً بـ 65% خلال عام 2014. ويقول 58% منهم أن الافتقار إلى الاستثمار والدعم المالي الكافي للابتكار يشكل أبرز التحديات التي تواجههم. كما يشير نصف المشاركين في الاستطلاع إلى أن مكافأة الموظفين أصحاب الأفكار المبدعة وتشجيعهم على الابتكار يندرج ضمن إطار أفضل الممارسات لتعزيز عمليات الابتكار الجذري.
كما أوضح 57% من المسؤولين التنفيذيين أن إيجاد المواهب المناسبة لا يزال يمثل تحدياً بالنسبة لهم؛ حيث يسعى 52% منهم لتوظيف أصحاب المهارات المتقدمة في حل المشكلات، بينما يبحث 48% عن مرشحين من أصحاب الملكات الإبداعية رفيعة المستوى.
التأثيرات الإيجابية للثورة الرقمية
أفاد معظم المشاركين في الاستطلاع ممن يمتلكون دراية واسعة بمجال الابتكار (81%) أن التطورات التكنولوجية مثل الروبوتات والتطبيقات المؤتمتة ستساهم في إحداث تحول جذري على صعيد طبيعة فرص العمل المنشودة وسوق العمل عموماً خلال الأعوام العشرة المقبلة. كما أشار 84% من المشاركين إلى أن دور الشركات الأكثر ابتكاراً لن يقتصر على إطلاق منتجات وخدمات جديدة وحسب، بل سيشمل تأسيس أسواق جديدة لم تكن موجودة في السابق. ويعتقد 41% من المسؤولين التنفيذيين و49% من أهل الخبرة والدراية بأن الثورة الرقمية ستحدث أثراً إيجابياً على عمليات التوظيف، إلى جانب دورها في توفير فرص عمل جديدة وهو ما نوّه إليه أكثر من ثلث المشاركين.
موظفو المستقبل
كشف الاستطلاع حول العالم عن تغير مستقبل أسلوب العمل ولا سيما مع ظهور مفهوم الموظفين غير المقيّدين بمكان العمل ممن يفضلون أنماط التعاقد والتوظيف الحر. وفي المملكة العربية السعودية، أشار 68% من المسؤولين التنفيذيين– مقارنةً مع 81% عالمياً– إلى تنامي دور فلسفة "الشركات الناشئة" لتغدو معياراً رئيسياً لإرساء ثقافة الابتكار ضمن الشركات من مختلف الأحجام. وبنسبة تتجاوز المعدل العالمي، يعتقد 66% من أهل الخبرة و62% من المسؤولين التنفيذيين بأن النظام التعليمي الحالي مصمم لمواكبة احتياجات القطاع الخاص لجهة توفير المواهب والمهارات الجديدة. بينما أشار ثلثا المشاركين إلى أن هذا النظام يساهم في إعداد الأجيال المقبلة انسجاماً مع طبيعة فرص العمل المستقبلية.
تقنيات التصنيع المتقدمة
تأكيداً على دور تقنيات التصنيع الرقمية في حفز معدلات الكفاءة والإنتاجية في قطاع التصنيع، أشار 78% من المسؤولين التنفيذيين و88% من أصحاب الخبرة إلى أن تقنيات التصنيع المتقدمة- مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد- ستحدث تغييراً جذرياً في مشهد القطاع الصناعي خلال السنوات العشر المقبلة.
المحرك الرئيسي
أفاد نحو 42% من المسؤولين التنفيذيين و40% من أصحاب الخبرات بأن القطاع الخاص يشكل حالياً المحرك الرئيسي لمسيرة الابتكار، فيما أشار ثلث المسؤولين التنفيذيين إلى أن مسؤولية حفز الابتكار تعتمد على تعزيز الجهود الحكومية، تليها الشركات متعددة الجنسيات (20%) والجامعات ومختبرات البحث (14%). علاوةً على ذلك، يعتقد 59% (أكثر من المعدل العالمي) من أصحاب الخبرة بأن الحكومة تضع الابتكار على رأس قائمة أولوياتها.
مستقبل رقمي
تمحور العديد من أسئلة الاستطلاع حول أهمية التقنيات الرقمية، حيث أبدى نحو 70% من المسؤولين التنفيذيين و80% من أصحاب الخبرة قلقهم إزاء تأثير النمو المتسارع للتكنولوجيا الرقمية على الشركات منوّهين إلى أن المزيد من الشركات ستضطر لمواجهة التحدي المتمثل بظاهرة "الداروينية الرقمية"– خطر التعرض للتقادم– في حال فشلها بمواكبة التغيرات التكنولوجية المتسارعة. وانسجاماً مع المعدل العالمي، قال 58% من المشاركين في الاستطلاع أن تحقيق الأداء الأمثل على صعيد تدفق الإيرادات ونماذج الأعمال الحالية يتجاوز بأهميته إطلاق نماذج جديدة للأعمال.
آن الأوان لإحداث تغيير جذري في قطاع الطاقة
يعتقد 61% من المشاركين في الاستطلاع أن قطاع الطاقة سيكون أكثر المستفيدين من الاستثمار بمجال الابتكار، حيث أبدى نحو نصف المشاركين موافقتهم على أن المزايا المجزية للابتكار ستتجلى في زيادة كفاءة استهلاك الطاقة ومساعدة المستهلكين على ترشيد استهلاكها وتلافي هدرها. وقد أكد 43% من المسؤولين التنفيذيين و48% من أهل الخبرة بأن الابتكار سيساهم بخفض تكاليف الطاقة.
وتكشف نتائج "مقياس جنرال إلكتريك للابتكار العالمي" عن تركيز الشركات بشكل واضح على تعزيز ثقافة الابتكار ضمن إطار استعداداتها لبلوغ المستقبل الصناعي الرقمي. وتدعم "جنرال إلكتريك" مسيرة الابتكار في المملكة عبر طيف واسع من الاستثمارات، بما فيها مركز "جنرال إلكتريك السعودية للتكنولوجيا والابتكار" الذي حقق نتائج لافتة وسجّل العديد من براءات الاختراع في مجال البحوث المحلية.
ويندرج "مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا" في مدينة الدمام ضمن قائمة مراكز التميز العالمية للابتكار التابعة للشركة، ولا سيما عبر برنامج البحث العالمي "هوت آند هارش". وأعلنت "جنرال إلكتريك" خلال عام 2015 عن تخصيص 100 مليون دولار أمريكي لتطوير برامج جديدة تدعم جهود الشركة في مجال التوطين، وبناء قدرات البحث والابتكار، وتوفير فرص عمل جديدة في مجالات التصنيع وبرمجيات التحليل المتقدم. ويرتكز ذلك إلى ضخ "جنرال إلكتريك" لاستثمارات بقيمة مليار دولار منذ عام 2012 دعماً لجهود التوطين والتنويع الاقتصادي التي تبذلها المملكة في 3 مجالات رئيسية هي الابتكار، وتطوير الأعمال، والرعاية الصحية والطاقة.
وتمتلك "جنرال إلكتريك" حضوراً مؤثراً في المملكة العربية السعودية يمتدّ لأكثر من 80 عاماً، حيث تحظى بفريق عمل مؤلف من 2000 موظف يشغل 50% منهم مناصب هندسية وتقنية تتطلب كفاءات عالية، في حين تبلغ نسبة الموظفين السعوديين منهم 70%. كما نجحت الشركة من خلال استثماراتها على المستوى الوطني في المملكة في بناء قاعدة موردين محلية تضم ما يزيد على 300 شركة محلية ومنهم 150 شركة سعودية صغيرة ومتوسطة. ويصدّر "مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا" اليوم قطع الغيار والخدمات إلى أكثر من 70 عميلاً في 40 بلداً تقريباً على امتداد منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.