تهدف الوجهات السياحية الرئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تعزيز جهودها الرامية إلى استقطاب السياح من الهند والصين مع مواصلة الأوضاع الاقتصادية العالمية المتقلبة في التأثير على حركة السياحة الإقليمية والأوروبية، وذلك وفق النتائج التي كشفت عنها "كولييزر انتوناشيونال" يوم الاثنين 24 أبريل خلال جلسة بعنوان "تعزيز مفهوم تجارب السفر المميزة: أسواق الصين والهند الضخمة للسياحة الخارجية" ضمن فعاليات سوق السفر العربي (الملتقى 2017) المنعقد في مركز دبي التجاري العالمي
ويخرج من الصين 122 مليون سائح بالمتوسط سنوياً ومن الهند 22 مليون سائح، وتعتبر أسواق رئيسية للمنطقة بالفعل، وقد أنفق هؤلاء المسافرين 252 مليار دولار و15.4 مليار دولار سنوياً على التوالي في العام 2015. ويبلغ معدل نمو الحركة السياحية الخارجية في الصين حالياً 6.7% سنوياً بينما تتمتع الهند بمعدل نمو سنوي يبلغ 7% في المتوسط.
وبهذا السياق قالت ديبرا دوغا المدير التنفيذي لفندقي ديوكس لندن وديوكس دبي: "تضم دول مجلس التعاون الخليجي العديد من المعالم السياحية الشهيرة عالمياً، وتواصل استقطاب السياح من كافة أنحاء العالم نتيجة ذلك. ومع مواصلة تأثر الأسواق في أوروبا ودول مجلس التعاون بضغوط انخفاض أسعار النفط وتراجع قيمة العملات فمن المهم أن تواصل الهيئات السياحية وقطاعات الفنادق والسياحة استكشاف الأسواق الجديدة".
وتضم الصين 1.4 مليون فرد من الأشخاص ذوي الثروات العالية و146 مليون فرد من الطبقة العاملة يمثلون 19% من السكان العاملين و90 مليون عامل في القطاعات الخدمية وهو ما يمثل بالإجمال نحو 29% من السكان وهم الأكثر احتمالاً للسفر.
أما الهند فهي موطن لحوالي 433,000 فرد من الأشخاص ذوي الثروات العالية مع 59 مليون يعتبرون من العاملين الإداريين المتعلمين في الطبقة الوسطى و97 مليون من العاملين في القطاعات الخدمية وهم يمثلون بالإجمال نحو 31% من السكان المؤهلين والأكثر احتمالاً للسفر.
وقال فيليبو سونا مدير أبحاث الفنادق في الشرق الأوسط في "كولييرز انترناشيونال": "يسهم نمو الطبقة الوسطى وتوفر بطاقات الطيران الرخيصة في إعادة تشكيل خيارات السفر للخارج في هذين البلدين حيث يوجد 146 مليون شخص من حاملي جوازات السفر".
وأضاف قائلاً: "أصبحت مدن المنطقة أكثر اهتماماً بتعزيز علاقات دائمة مع الشركات الصينية وخاصة في قطاعات البناء والبنية التحتية والنفط والغاز والتصنيع. ومن ناحية أخرى فإن دولاً مثل الإمارات العربية المتحدة وعمان تزيدان من جهودهما لاستقطاب السياح الهنود من خلال العروض الترفيهية الخاصة والنشاطات الترويجية، فيما يتوقع أن تزيد المملكة العربية السعودية من حصص التأشيرات للسكان الهنود المسلمين لزيارة البقاع المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة".
واقترح التقرير 12 توصية تتعلق بتأشيرات الدخول والفنادق والخصوصيات الثقافية والتسويق، وضرورة قيام دول مجلس التعاون بإيجاد تأشيرة خليجية موحدة متعددة تتفق بمبادئها مع تأشيرة الشنغن؛ وأن تقوم الفنادق بتوفير بطاقات الترحيب واللافتات بلغات السياح؛ والترويج للاحتفالات والمهرجانات الثقافية من كل بلد؛ وتوفير برامج مكافآت العملاء.
وأشار التقرير أيضاً إلى أنه يتوجب على الفنادق وضع استراتيجيات لاستهداف المجموعات خلال التسويق في الأسواق الهندية والصينية وإيجاد برامج ثقافية خاصة لتعزيز سمعتها في الأسواق المستهدفة. وعلى سبيل المثال فإنه من الضروري فهم مواقع التواصل الاجتماعي الصينية لأن المواقع المحلية مثل "بايدو" و"وايبو" تعتبر مفصلة على "تريب ادفايزر" و"بوكينغ.كوم".
ويمكن للفنادق الراغبة في تعزيز أعداد الضيوف الصينيين أن تتقدم بطلب للحصول على شهادة "نرحب بالصينيين" من خلال الالتزام بمعايير محددة تجد تقديراً لدى الضيف الصيني.
وأردفت ديبرا دوغا قائلة: "هناك أمور عديدة يمكن للفنادق أن تقوم بها لتجعل الضيف الصيني والهندي مرتاحاً وكأنه في بيته الثاني، بدءاً من تجنب وضع الضيوف الصينيين في غرف بالطابق الرابع وحتى تأمين أدوات مائدة مختلفة لتناول الأطعمة الهندية النباتية والخاصة".
كما قام تقرير كولييزر انترناشيونال بتقييم توافق الوجهات السياحية الخليجية الرئيسية مع أربعة شرائح من المسافرين الصينيين والهنود وهم: رجال الأعمال، ووفود المؤتمرات والمعارض، والسياح الجدد والسياح المتمرسون.
وسجلت دولة الإمارات أعلى مستوى من التوافق لكلتا الجنسيتين بفضل مزيجها المتنوع من الحداثة والثقافة والعلاقات التجارية القوية ونمو حركة الطيران بين المدن الرئيسية.
وفي كل من دبي وأبوظبي كانت الهند سوق المصدر الأفضل أداءً في العام 2016. ففي دبي وصل 1.8 مليون مواطن هندي العام الماضي مقارنة مع 1.6 مليون في العام 2015. وفي أبوظبي التي استقبلت العام الماضي رقماً قياسياً بلغ 4.4 مليون زائر بالإجمال، كان 323,388 منهم هنوداً. ووفقاً لأرقام صادرة عن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة فإن ذلك يعتبر نمواً بنسبة 15% عن 2015.
وسجلت أعداد الزوار الصينيين القادمين إلى دبي نمواً قوياً أيضاً حيث بلغ عددهم 540,000 شخص في العام 2016 مقارنة بـ 450,000 شخص في العام 2015، ما يعزز من مكانة الصين كأحد أكبر 10 أسواق سياحية مغذية للإمارة.
وتخطط أبوظبي لاستقطاب 600,000 سائح صيني بحلول العام 2021، أي ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 265% بالمقارنة مع أول تسعة أشهر من العام 2016، وذلك وفقاً لبيانات هيئة السياحة والثقافة في الإمارة.
أما سلطنة عُمان التي سجلت أعلى مستوى توافق بالنسبة للزوار من رجال الأعمال، فقد استقبلت 299,568 زائراً هندياً للسلطنة في العام 2016 بزيادة بلغت نسبتها 17% في العام 2015 مقارنة مع العام 2014، فيما شهدت السلطنة خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعاً بنسبة 60% في أعداد السياح الهنود.
وعلاوة على مناظرها الطبيعية الساحرة، تعمل سلطنة عُمان أيضاً على ترويج مكانتها كوجهة لأعراس السياح من البنغال الغربية وكولكاتا.
وفي قطر، تمتع السياح الهنود بمستوى توافق أعلى عبر شرائح الزوار الأربعة، حيث باتت الهند الأن ثاني أكبر سوق مصدر للسياح بعد المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن ترتفع أعداد السياح مع إطلاق العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى والمعالم الترفيهية الضخمة خلال السنوات القادمة.
وبالنسبة للزوار الصينيين، فقد ساهمت بعض المبادرات مثل مبادرة عام الثقافة القطري الصيني 2016 على تعزيز صورة الدول العربية في الأسواق الصينية، فيما بلغ عدد الواصلين إلى الدوحة من آسيا وأوقيانوسيا إلى 342,976 زائر في النصف الأول من العام الماضي.
وقد أدار الصحفي والمذيع وخبير الاتصالات الاستراتيجية وعلاقات العملاء ستيفن مارني هذه الجلسة، وشارك فيها عزيز نارين، نائب الرئيس في مجموعة تاج للفنادق والمنتجعات؛ وفيليبو سونا، مدير دراسات الفنادق في الشرق الأوسط في "كولييزر انترناشيونال"؛ وديفيد تومسون، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة منتجعات وفنادق جي ايه؛ وديبرا دوغا، المدير التنفيذي لفندقي ديوكس لندن وديوكس دبي.