بالتعاون مع شركة آبڤي للمستحضرات الصيدلانية الحيوية العالمية، سافر أخصائيو الروماتيزم من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي إلى مستشفى شاريتيه الجامعي في العاصمة الألمانية برلين لمناقشة آخر المستجدات في معالجة مرض التهاب الفقرات التصلبي (Spondyloarthritis)، وهو نوعٌ من التهابات مفاصل الفقرات المؤلمة التي قد تُشخَّص خطأً في كثير من الأحيان على أنها آلام أسفل الظهر الميكانيكية الشائعة، ويصيب هذا المرض ما يصل إلى 3٪ من البالغين و تشير الدراسات إلى وجود فجوة تصل إلى تسع سنوات بين بدء تطور المرض ووقت تشخيصه. وتتعدد الأمراض التي يمكن أن تسبب آلام الظهر الالتهابية، ومنها حالاتٌ صعبة التشخيص، لكنّ التقدم العلمي خلال العقد الماضي ساهم في تسهيل اكتشاف بعض تلك الحالات وطرق معالجتها من قبل الأطباء.
قد تبدأ بعض التهابات المفاصل التي تسبب آلام الظهر الالتهابية في مناطق أخرى من الجسم. فقد تصيب هذه الأمراض الالتهابية المفصلية الجلد (التهاب المفاصل الصدفي) ، أو العينين، أو المسالك البولية (التهاب المفاصل الارتكاسي) ، أو الأمعاء (التهاب المفاصل المعوي)، أو المفاصل الأخرى (التهاب المفاصل الروماتويدي). لكنّ المرضى الذين يعانون من التهاب الفقرات التصلبي يواجهون حالياً صعوبة الوصول إلى التشخيص الصحيح. ومن هنا تبرز الحاجة المُلحّة للتعاون المشترك بين الاطباء من مختلف التخصصات من أجل معالجة هذا المرض المعقّد بشكلٍ مناسب. ووفقاً لآخر الإحصاءات، يعاني نحو 1 بالمئة من مجموع سكان الإمارات البالغ عددهم 8.2 مليون نسمة من التهاب الفقرات التصلبي، أي أنّ عدد المصابين يقدر بنحو 82,000 مريضاً.
وفي هذه المناسبة، قال سامي أبي نخول، المدير العام لشركه آبڤي: "لقد اصبحت بيئة الرعاية الصحية اليوم معقدةً وتتطلب منا جميعاً العمل معاً للارتقاء بمستوى الرعاية التي يحصل عليها المرضى. ولذلك فإننا في آبڤي نوسّع تركيزنا أبعد من مجرد الأدوية التي نطوّرها، فبالإضافة إلى تطوير علاجاتٍ فعالة، نحن نشارك في المبادرات والجهود التعاونية، ومنها هذه المبادرة، للنهوض بمستوى الرعاية الصحية المقدَّمة للمرضى ".
وأضاف: "وتماشياً مع رسالة شركة آبڤي في توظيف خبراتها العلمية والبشرية ونهجها الفريد في الابتكار من أجل تطوير وتسويق علاجات متطورة تعالج بعض أصعب الأمراض في العالم وأكثرها تعقيداً وخطورة، مثل التهاب الفقرات التصلبي، فإننا لن ندّخر أي جهد لفهم تعقيدات هذا المرض والوصول إلى الطريقة المثلى لمعالجته".
وخلال رحلة الوفد الخليجي، زار أخصائيو الروماتيزم مراكز تخصصية لعلاج التهاب الفقرات التصلبي تعتمد نهج التركيز على المرضى وتشتهر بتميّزها في تقديم أفضل مستويات الرعاية، وبمساهمتها في تحسين تقديمها عبر مختلف مؤسسات الرعاية الصحية. وتشمل بعض أهم سمات هذه المراكز التخصصية تشجيع و استقبال المرضى بشكل مبكر، والتعاون مع التخصصات الطبية الأخرى، وتوافر خبراء أشعة متخصصين في العضلات والعظام، ومتخصصين في العلاج الطبيعي للمساعدة في التشخيص.
وقال الدكتور وليد الشحي من مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في دبي بدولة الأمارات العربية المتحدة: "كانت هذه الزيارة من الفرص الممتازه التي حظينا فيها بالعمل مع خبراء معروفين في مجال تشخيص ومعالجة مرض مهم وغير شائع مثل التهاب الفقرات التصلبي. وأنا متلهف لنقل المعرفة التي اكتسبتها إلى زملائي ومرضاي في دبي بما يعود بالفائدة على مرضانا في الإمارات العربية المتحدة، خصوصا اني مقبل على افتتاح اكبر مركز لالتهابات العمود الفقري في الامارات الحبيبه
من جهتها، قالت الدكتورة سمر العمادي من مؤسسة حمد الطبية في الدوحة بقطر: "إنّ المشاركة في هذه الزيارة الاطلاعية إلى أحد المراكز الرائدة عالمياً في معالجة التهاب الفقرات التصلبي، وبقيادة البروفيسور الدكتور يواخيم زيبر، الأخصائي الشهير في الطب الباطني والروماتيزم، كانت تجربةً مجزية ستساعدنا في تشخيص حالات التهاب الفقرات التصلبي في منطقتنا ومعالجتها بشكل أفضل".
وقال الدكتور عبد الخالق العريبي من مستشفى الكندي التخصصي في المنامة بالبحرين : "لقد حضينا بالالتقاء بخبرات ألمانية عالمية في مجال علاج هذا النوع من الأمراض الروماتيزمية عبر نهج يعتمد على التعاون بين تخصصات متعددة ، حيث يتعاون أخصائي الروماتيزم مع التخصصات الطبية الأخرى كالأشعة والمختبر وامراض الجهاز الهضمي . وهو ما زادنا يقينا بان التقدم العلمي والعلاجي القادر على التغلب على الأمراض المعقدة ، لا يقوم الا على التعاون مع زملاء المهنة بشتى تخصصاتهم بشرط مواصلة البحوث الإكلينيكية العلاجية الجادة ".