شاركت جمعية أصدقاء مرضى السرطان في الدورة الـ 12 من مؤتمر الجمعية الدولية لأورام الأطفال- آسيا 2019، الذي أقيم في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض مؤخراً، بهدف حشد المزيد من الجهود والطاقات بين الهيئات والمنظمات الصحية في القارة الآسيوية لتقديم أفضل رعاية للأطفال المصابين بالسرطان والعمل على الحد من وفيات الأطفال الناجمة عن المرض.
وشهد المؤتمر، الذي أقيم تحت شعار "لا لوفيات الأطفال بسبب أمراض السرطان والأورام" حضور عدد كبير من خبراء الصحة والمتخصصين في مجال أورام الأطفال، وممثلين من مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب العاملين في قطاع الرعاية الصحية، والمعنيين برعاية الأطفال المصابين بالسرطان، حيث أكدوا ضرورة العمل معاً كجبهة واحدة في سبيل مكافحة المرض والحد من وفيات الأطفال بسبب السرطان.
وجاءت مشاركة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، المؤسسة الخيرية ذات النفع العام، المعنية بمكافحة السرطان ومقرها دولة الإمارات، في إطار جهودها الحثيثة للمساهمة في كافة الفعاليات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية الرامية لمكافحة السرطان والحد من انتشاره، حيث شاركت في فعاليات البرنامج الشامل للمؤتمر الذي تضمن سلسلة من المحاضرات والجلسات النقاشية وورش العمل المتخصصة.
وفي إطار مشاركتها الفاعلة في المؤتمر، سلطت الجمعية الضوء على جهودها الرامية لتعزيز الوعي المجتمعي حول أنواع السرطانات وأهمية إجراء الفحوصات الطبية الدورية للكشف المبكر عنها في أوساط المجتمع الإماراتي، فضلاً عن التأكيد على التزامها المستمر بدعم المصابين بالسرطان وعائلاتهم، وتوفير كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي لمساعدتهم على تجاوز محنتهم خلال رحلة العلاج.
وخلال المؤتمر، أدارت الدكتورة سوسن الماضي، المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، جلسة نقاشية تناولت أهمية التعاون في تطبيق البرامج الوطنية لمكافحة السرطان من أجل تعزيز الاستجابة الوطنية في مجال الرعاية وضرورة دعم مقدمي الرعاية الصحية للأطفال المصابين بالسرطان، حيث تصدر هذا الموضوع جدول أعمال المؤتمر، كما تمحورت المناقشات حول الجهود الفردية والجماعية للرعاية، كما سلطت الضوء على التحديات والإمكانيات المتاحة في مجال الرعاية الصحية، إضافة إلى الحاجة الماسة لتعزيز قدرة وإمكانيات القائمين على الرعاية.
وشهد المؤتمر تنظيم العديد من ورش العمل والجلسات النقاشية من أبرزها جلسة حول ورش العمل التوعوية التفاعلية، وجلسات حول العلاج بالتلوين للكبار استهدفت مقدمي الرعاية وجلسات التأمل والتي تم تسليط الضوء خلالها على الخصائص العلاجية، والتي كشفت عن انخفاض الأعراض الجسدية والعاطفية اثناء العلاج.
وفي مداخلتها خلال المؤتمر، أشارت ندى بن غالب، مدير إدارة الشؤون المجتمعية في جمعية أصدقاء مرضى السرطان، إلى برنامج "أنا أبتكر" التي أطلقته الجمعية بهدف تشجيع وإلهام الشباب والأجيال المقبلة من الباحثين والأكاديميين والعلماء لابتكار حلول علمية لتحديد أعراض السرطان واكتشافه وعلاجه في وقت مبكر للإسهام في مكافحة السرطان والقضاء عليه.
وأوضحت بن غالب أن مسابقة "أنا أبتكر" للمدارس تعتمد على نهج متعدد الجوانب بهدف زيادة الوعي حول سبعة أعراض وعلامات شائعة لسرطانات الطفولة، لافتةً إلى كيفية استخدام قوة الابتكار وتصميم الروبوتات والتعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات في توجيه الأجيال الناشئة نحو الابتكار والاختراع والتفكير النقدي للمساهمة في إيجاد حلول علمية للتصدي للسرطان.
ومن جانبه، قدم عبد الرحمن محمد، تنفيذي شؤون المرضى في جمعية أصدقاء مرضى السرطان، شرحاً موجزاً حول مبادرة "عربة المرح"، والتي أطلقتها الجمعية بهدف زيارة الأطفال المصابين بالسرطان في كافة مستشفيات الدولة بغية إشاعة أجواء البهجة والفرح ونشر السعادة والأمل في حياة الأطفال المصابين، حيث تضمنت المبادرة إشراك المرضى الصغار في ورش العمل والأنشطة التفاعلية وتقديم الهدايا لهم من أجل رفع روحهم المعنوية ونقلهم إلى أجواء مليئة بالتفاؤل والمرح.
وعن أهمية الحاجة إلى تحسين الرعاية الصحية والعلاج للأطفال المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم، قالت الدكتورة سوسن الماضي: "منذ إنشائها في عام 1999 وبتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، لم تدخر الجمعية جهداً في تنظيم المبادرات المحلية الرامية لخفض معدلات الإصابة بسرطانات الطفولة والقضاء عليها. وتعمل إمارة الشارقة ودولة الإمارات بشكل وثيق جداً مع المنظمات والهيئات الصحية الدولية لتعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على هذا المرض، وهو ما يفسر مشاركتنا في هذا المؤتمر الذي يهدف إلى بناء التعاون بين الدول الآسيوية من أجل تقديم رعاية أفضل للأطفال المصابين بالسرطان."
وقال الدكتور بنسون باو، رئيس الجمعية الدولية لأورام الأطفال: "يشرفنا أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان تعد عضواً في الجمعية الدولية ضمن 177 منظمة عالمية من 88 دولة حول العالم. ويسرنا أن نعمل مع الجمعية لاستضافه الدورة الـ 12 من مؤتمر الجمعية الدولية لأورام الأطفال- آسيا، في العاصمة أبو ظبي، كما يشرفنا التعاون مع الجمعية في مبادرات سرطان الاطفال المستقبلية التي تطلقها". وأعرب الدكتور باو عن شكره وتقديره للدعم المقدم من جمعية أصدقاء مرضى السرطان الذي أسهم في إنجاح المؤتمر".
وفي ذات السياق، عقدت الجمعية الدولية لسرطان الأطفال مؤتمرها الـ 50 في العاصمة اليابانية طوكيو في نوفمبر الماضي، للتأكيد على أهمية حشد الجهود العالمية لمكافحة الأورام السرطانية لدى الأطفال. وتضمن الحدث العالمي برنامجاً علمياً رفيع المستوى بمشاركة أطباء متخصصين في العلاج الإكلينيكي، ونخبة من أبرز العلماء والكوادر التمريضية والأطباء الممارسين، إلى أجانب أولياء أمور الأطفال المرضى وعدد من الأطفال الناجين.