تزامناً مع "الحملة الخليجية الثالثة للتوعية بالسرطان"، اختتمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ومقرها إمارة الشارقة ، سلسلةً من الفعاليات والبرامج التوعوية، التي نظمتها خلال الفترة من 1 ـ7 فبراير الجاري، في إمارتي الشارقة ودبي، بهدف تعزيز الوعي بالسرطان، وأهمية الكشف المبكر عنه.
وتؤكد الجمعية من خلال تنظيمها لهذه الفعاليات حرصها الكبير على المشاركة في كل المبادرات المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة السرطان، حيث جاءت منسجمةً مع أهداف الحملة الخليجية للتوعية بالسرطان، التي أطلقتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع الاتحادية، بالتعاون مع اللجنة الخليجية للتوعية بالسرطان في 4 فبراير الجاري، تحت شعار "40% وقاية-40% شفاء".
وفي هذا الصدد قالت سعادة سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان: "يأتي تنظيمناً لهذه الفعاليات التوعوية تماشياً مع رؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، الحاثة على تضافر كل الجهود المجتمعية والمؤسسية لمجابهة السرطان، وهدفنا من خلالها إلى رفع الوعي الصحي بمختلف أنواع السرطان، وإبراز أهمية الكشف المبكر عنه، والدور الكبير الذي يلعبه في خفض الوفيات الناتجة عن السرطان، وذلك انسجاماً مع أهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021".
وأكدت جعفر على أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان تعتبر أحد الأعضاء الفاعلين في الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، وتحرص كل عام على المشاركة في حملة اللجنة الخليجية السنوية للتوعية بالسرطان، إذ تعتبر هذه المشاركة الثالثة لها على التوالي و منذ البدء بالحملة ، وشددت على أن الحرص على المشاركة ينبع من إيمان الجمعية بضرورة بلورة رؤية خليجية مشتركة لمكافحة السرطان، ليتم بث رسائلها على امتداد دول مجلس التعاون الخليجي، التي تجمعها وحدة الثقافة و البيئة المشتركة.
وأشارت رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان إلى أن الحملة الخليجية الثالثة للتوعية بالسرطان تأتي تحت شعار "40% وقاية - 40% شفاء"، وذلك في إشارة إلى نتائج الدراسات والبحوث العلمية التي أوردتها منظمة الصحة العالمية، والتي أكدت أن 40% من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها باتباع أنماط الحياة الصحية المتمثلة في العادات الغذائية الصحية، وممارسة النشاط البدني، والمحافظة على الوزن الصحي، وأن الـ 40% الأخرى من الأمراض السرطانية يمكن الشفاء منها في حال تم تشخيصها مبكراً وخضعت للعلاج المناسب في حينه".
وتضمنت الفعاليات التي نظمتها جمعية أصدقاء مرضى السرطان حملات توعوية أُقيمت بالتعاون مع عدد من المؤسسات والدوائر الحكومية، شهدت إقامة سلسلة من المحاضرات وورش العمل، التي طرحت معلومات ونصائح طبية مفصلة للتعامل مع السرطان، ووفرت للجمهور فحوص طبية مجانية للكشف عن عدد من الأمراض، فضلاً عن إقامة برامج ترفيهية استهدفت مجموعة من المصابين والناجين وأسرهم.
في هذا السياق أوضح الدكتور صالح العثمان المدير التنفيذي للحملة الخليجي للتوعية بالسرطان أن سلسة حملات التوعية بالسرطان إنطلقت في عام 2016م ، حيث اوضحت قاعدة البينات التي يحتضنها المركز لما يزيد على 165الف حاله خلال 15سنة الماضية ، اتضح من خلالها أن منطقة الخليج حاليا تعد من الأقل على مستوى العالم حيث يتم تشخيص 78 - 158 حالة لكل 100الف نسمة، في حين يتوقع أن تتضاعف الحالات خلال 10 الأعوام القادمة بسبب زيادة معدل المدخنين وتغير النمط الغذائي وقلة ممارسة الرياضة.
وكذلك اتضح أن اكثر من 50 % من الحالات يتم تشخيصها في مراحل متأخرة مما يصعب الشفاء منه ، وذلك بسبب قلة الوعي حول علامات السرطان وعدم عمل الكشف الدوري حيث يمكن شفاء مايقارب 95% عند الاكتشاف المبكر.
وبفضل الله تم اطلاق الحملة هذا العام في أكثر من 40 مدينة خليجيه شارك فيها أكثر من 155 جمعية وجهه حكومية وأهلية تحت شعار 40X40 ... والقرار قرارك.
وأقامت الجمعية يوماً توعوياً عن السرطان في بلدية دبي قدمت خلاله مجموعة من النصائح الطبية، فضلاً عن توفير فحوصات طبية مجانية للكشف عن أمراض ضغط الدم والسكري، كما نظمت يوماً توعوياُ في مدرسة الليسي بدبي بحضور جميع الطلبة وأمهاتهم، إلى جانب يوم توعوي رياضي استهدف مجموعة من الناجيات أقيم في منتجع كورال بيتش بالشارقة، ويوماً آخراً عن التغذية الصحية استهدف عدداً من الأمهات الناجيات، أُقيم في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
ولم تكتف الجمعية بهذه الفعاليات وحسب حيث وضعت شاشات عرض في الأماكن المخصصة للانتظار في بلدية الشارقة، استعرضت عبرها العديد من الرسائل التوعوية، بجانب إرسال نصائح توعوية لجميع موظفي بلدية الشارقة بشكل يومي عن طريق البريد الإلكتروني، كما نصبت في جزيرة النور لوحات تثقيفية للتعريف بالحملة الخليجية للتوعية بالسرطان، فضلاً عن نشر 17 رسالة من الرسائل التوعوية الخاصة بالحملة في منصتها بموقع انستغرام.
يشار إلى أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان تهدف إلى المساعدة في تخفيف الأعباء المادية والمعنوية التي يفرضها السرطان على المرضى وعائلاتهم، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكر عن ستة أنواع من السرطانات هي؛ سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، وسرطان البروستات، وسرطان الجلد، وسرطان الخصية، وسرطان القولون والمستقيم، ووفّرت الجمعية منذ تأسيسها عام 1999 الدعم لأكثر من 4200 مصاب بالسرطان، من المقيمين على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، بجميع جنسياتهم وفئاتهم العمرية.