أطلقت الدورة الثانية من منتدى العالمي تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، أمس (الأحد) في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، أجندة "المناصرة" للمصابين بالأمراض غير المعدية، التي تدعو إلى اتخاذ إجراءات فاعلة على مستوى حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والوقاية، والعلاج والرعاية، والمشاركة الهادفة.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة الأولى من جلسات اليوم الثاني للمنتدى، الذي انطلق تحت شعار "تسريع وتيرة مكافحة الأمراض غير المعدية: لنُحدث فرقاً في عام 2018"، بهدف مناقشة أولويات الحملة الاستراتيجية التي يقودها تحالف منظمات الأمراض غير المعدية باتجاه اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى حول الأمراض غير المعدية 2018.
وشارك في الجلسة التي أقيمت تحت عنوان " توحيد الحراك في مجال الأمراض غير المعدية لعام ٢٠١٨: صياغة السرد، المناصرة للعمل ومساندة الأصوات الداعية، وأدارتها بولا جونز، المدير التنفيذي في مبادرة تعزيز الصحة في مقاطعة العاصمة الأسترالية وعضو في مجلس إدارة تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، كل من المتحدثين، آن ليز ريل، الأمين العام للجمعية النرويجية للسرطان، وكاتي داين، المديرة التنفيذية في تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، في المملكة المتحدة، و د. كينت بيوس، رئيس توجهات السياسة الاستراتيجية، برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، الإيدز، وتريفور هاسل، رئيس التحالف الكاريبي الصحي، و د. ميلاني مورغور، المديرة الأفريقي، المهنيون الشباب - شبكة الأمراض المزمنة، في كينيا.
وأكدت آن ليز ريل أن أجندة "مناصرة" جاءت كإحدى مخرجات اجتماع 43 شخصاً من 22 دولة، اجتمعوا وتباحثوا في القضايا المتعلقة بأبرز التحديات التي تواجه تحالف منظمات الأمراض عير المعدية، وأهم السبل لتفعيل دور المنظمات المجتمعية، والإقليمية، والعالمية، في مكافحة هذه الأمراض، وتقديم الدعم اللازم لمصابي الأمراض غير المعدية حول العالم.
ولفتت ليز إلى أن الأجندة ستكون بمثابة بوصلة العمل للتحالف، إذ تتيح الأجندة الفرصة لإبراز مختلف التحديات التي تواجه المجتمعات فيما يتعلق بالأمراض غير المعدية، كما تساعد في دمج المرضى في التحالف باعتباره منبر يمكنهم من خلاله المشاركة في اتخاذ القرار، بالإضافة على أن الأجندة ستطيح بالمفاهيم المغلوطة بشأن الأمراض، فضلاً عن إلغاء التمييز القائم على الجنس ونوع المرض بين المصابين.
بدورها قالت كاتي تين: "إن عمل التحالف يركز على دعم السياسات المرتبطة بالوعي تجاه الأمراض غير المعدية، من خلال التواصل مع مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية، من أجل تأمين بيئة آمنة وصحية، للأفراد".
ودعت تين إلى تكثيف الاجتماعات المتعلقة بالأمراض غير المعدية، ومحاولة تفعيل دور المؤسسات الرسمية، لا سيما رؤساء الدول، بالإضافة إلى المنظمات المجتمعية، لافتة إلى أن الاجتماعات السابقة خلت من رؤساء الدول، حيث لم يشارك أي رئيس دولة، واكتفت بمشاركة ثمانية وزراء صحة.
من جانبه اعتبر د. كينت بيوس، أن المجتمع المدني هو الرافد الأساس للتطور، وطالب بمزيد من الضغط على الحكومات، من أجل القيام بدورها الحقيقي بهذا الشأن والإيفاء بالتزاماتها، تجاه دعم ومكافحة الأمراض غير المعدية، لافتاً إلى أنها أحد أبرز التحديات التي تنخر المجتمعات، وتبتلع اقتصاداتها، من خلال عرقلتها لمسيرة النمو المستدام.
وأكد بيوس على ضرورة توفير 6% من موارد الحكومات ووضعها في حسابات المنظمات المدنية، لتمكينها من القيام بمهامها تجاه مختلف التحديات التي تواجه الأمراض غير المعدية، لافتاً إلى أهمية التضامن والتعاون الفعّال بين مختلف شرائح المجتمع، سواء من الجهات الرسمية داخل الحكومات أو من خارجها، إضافة إلى تحديد أطر قانونية وتشريعية تحدد المسؤوليات والواجبات للجميع.
وفي سياق متصل تحدث تريفور هاسل عن أهمية توافر المعلومات المؤكدة، حول الأمراض غير المعدية وأعداد المصابين بها، وأبرز العلاجات المبتكرة عالمياً، ومشاركتها ليس محلياً فحسب، بل عالمياً، من أجل إحداث أكبر فائدة ممكنة.
ودعا هاسل إلى استقطاب التأييد عالمياً، وإطلاق المزيد من الحملات، لما لها من أهمية في دعم جهود تحالف المنظمات، كما دعا إلى إطلاق مسيرة ضخمة بشأن الأمراض غير المعدية، تلفت انتباه الرؤساء، والقيادات السياسية في مختلف بلدان العالم.
وشدد هاسل على ضرورة الاهتمام بمسألة السمنة المفرطة، مشيراً إلى أنها تصيب ثلث أطفال الكاريبي، ومحذراً في ذات الوقت من خطورة هذه الظاهرة التي تهدد المجتمعات صحياً، واجتماعياً، واقتصادياً.
واختتمت د. ميلاني مورغور الجلسة بدعوتها إلى تفعيل أدوار الشباب والاستفادة من طاقاتهم ورغبتهم في العمل المجتمعي مؤكدة أن ذلك ينعكس على مستقبل الأجيال القادمة ويرسخ مفاهيم محاربة مسببات الوفاة التي تحدث نتيجة أمراض يمكن مكافحتها، والقضاء عليها.
وضمت مورغور صوتها إلى صوت زملائها بضرورة توفير العدالة الاجتماعية، والرعاية الصحية، لأفراد المجتمعات كافة، لما لها من آثار إيجابية في جهود التنمية المستدامة، وصنع أجيالٍ ومجتمعات خالية من الأمراض، أو قادرة على مكافحتها ومنع حدوث المزيد من الوفيات بسببها.
واتفق المشاركون في الجلسة على ضرورة وضع قيود على تسويق الكحول ومنتجات التبغ والأغذية والمشروبات غير الصحية للأطفال والمراهقين، وفرض الضرائب على منتجات التبغ والكحول، والأطعمة والمشروبات غير الصحية، وتوفير أماكن خالية من التدخين (مثل الملاعب والمدارس، والمطاعم، وأماكن العمل)، وحظر الاعلانات والعروض التجارية عن التبغ، وتوفير معلومات وتحذيرات صحية للمستهلكين حول المشروبات الكحولية ومنتجات التبغ.
يشار إلى المنتدى العالمي لتحالف الأمراض غير المعدية انطلق تحت شعار "تسريع وتيرة مكافحة الأمراض غير المعدية: لنُحدث فرقاً في عام 2018 " برعاية قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو اللجنة العليا، حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، بهدف توحيد الحراك في مجال الأمراض غير المعدية.