أبدى خبراء قطاع الرعاية الصحية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التزامهم بمواكبة مشهد الرعاية الصحية المتغير بغية ضمان أن يكون تقديم خدمات الرعاية الصحية في المنطقة لا مثيل له. كانت هذه الرسالة التي وجهتها مجموعة من الخبراء الذين اجتمعوا لمناقشة موضوع ’إدارة الديناميكيات المتغيرة للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا‘ خلال اليوم الأول من فعاليات الدورة الثانية لـ ’منتدى ميدتيك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا‘.
وتنظم ’ميكوميد‘، الهيئة التجارية الإقليمية الممثلة لمصنعي الأجهزة الطبية ومعدات التشخيص في الشرق الأوسط، الدورة الثانية من المنتدى المستمر على مدى يومين متتاليين في ’مجمع محمد بن راشد الأكاديمي الطبي‘ بمدينة دبي الطبية، والذي استقطب أكثر من 200 مشارك من المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا الطبية وممثلي الهيئات التنظيمية وخبراء الرعاية الصحية.
وتناقش الدورة الثانية من ’منتدى ميدتيك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا‘ موضوعاً رئيسياً يحمل عنوان ’الوجه المتغير للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا‘، ويتيح المنتدى للمشاركين منصة فريدة تمكنهم من تبادل الأفكار والنقاشات بشأن أهم القضايا المحلية التي تواجهها المنطقة مثل استراتيجيات التنظيم والتعليم ودخول السوق اللازمة لدمج التكنولوجيا الطبية في نظم الرعاية الصحية المعقدة بالمنطقة.
وافتتح المنتدى كل من سعادة الدكتور أمين حسن الاميري، وكيل وزارة الصحة المساعد لسياسات الصحة العامة والتراخيص، وزارة الصحة، الإمارات العربية المتحدة؛ وسعادة الأستاذ توفيق بن أحمد خوجة، المدير العام للمكتب التنفيذي، مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، المملكة العربية السعودية.
وقال سعادة البروفسور توفيق خوجة أن منطقة الشرق الأوسط شهدت خلال السنوات العشر الأخيرة عملية مراجعة شاملة لأنظمة الرعاية الصحية، التي تستمر في التطور يوماً بعد يوم. وأضاف: "يجري تطوير الخطط الاستراتيجية لقطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مستمر، بهدف تلبية الاحتياجات المتغيرة للمرضى والتوافق مع أحدث ما توصل إليه القطاع عالمياً من حيث العلاجات والإجراءات الطبية".
وتابع البروفسور خوجة قائلاً: "نحن نعمل على تعزيز التدريب الطبي وتنمية المهارات القيادية في القطاع بهدف تحقيق أفضل النتائج للمرضى، ويتوجب علينا ضمان التمويل الكافي لقطاع الرعاية الصحية لضمان تحقيق هذا الهدف. علينا الاستمرار في وضع المرضى في صلب اهتمامنا، والعمل على بناء نظام صحي متكامل وشامل في دول مجلس التعاون".
وجمعت جلسة نقاش، أدارها السيد نيناد باسيك- رئيس شركة Global Success Advisors ، والمؤسس المشارك لمجموعة CEEMEA للأعمال- قادة الفكر من الحكومة والقطاع والمؤسسات الأكاديمية ومن بينهم سعادة الدكتور أمين حسن الاميري، وكيل وزارة الصحة المساعد لسياسات الصحة العامة والتراخيص، وزارة الصحة، الإمارات العربية المتحدة، لمناقشة الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لضمان تلقي المرضى خدمات علاجية من الطراز العالمي.
وفي ختام الجلسة، توسع سعادة الدكتور أمين حسين الأميري في حديثه عن المشهد المتغير في قطاع الرعاية الصحية في المنطقة، وقال: "على عكس العديد من البلدان الأوروبية، تمتلك الإمارات العربية المتحدة معدل نمو سكاني مرتفع مع أكثر من 200 جنسية مختلفة. ولذلك، ينبغي أن نعمل على مواءمة استراتيجيات الرعاية الصحية مع احتياجات المجتمع ككل من خلال تحديد أي المرافق العلاجية والمعدات والتقنيات هي الأفضل لتلبية هذه الاحتياجات".
وأضاف الأميري: " تحقق الحكومة النجاح في هذا الأمر من خلال التأسيس لشراكات استراتيجية ضمن قطاع الرعاية الصحية الخاص، والتي تضمن بدورها تقديم خدمات ذات جودة عالية للمرضى والاستمرار بتوفير الوصول إلى أفضل العلاجات والخدمات".
ومع احتفاله مؤخراً بالتعاون الاستراتيجي مع ’ميكوميد‘، سلط السيد مروان عبدالعزيز جناحي، المدير التنفيذي، مجمع دبي للتقنيات الحيوية والأبحاث (دبيوتك)، الضوء على أهمية الشراكات والتعاون في سوق الرعاية الصحية بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال السيد جناحي: "ينطوي قطاع الرعاية الصحية بدولة الإمارات العربية المتحدة على إمكانيات نمو كبيرة على خلفية الحجم الكبير للسوق. وكنتيجة لذلك، تتمتع دبي بوضعية جيدة تتيح لها أن تتطور لتصبح مركزاً إقليمياً مبتكراً في مجال استثمارات الأبحاث والتطوير لكبار لاعبي السوق. وتمثل الشراكات والتعاون مفتاح تطوير قطاع الرعاية الصحية الإماراتي، ويتمتع ’مجمع دبي مجمع دبي للتقنيات الحيوية والأبحاث بالموقع الملائم لتسهيل هذا الأمر. ويتمثل هدفنا في تطوير علاقات مع أعلى مستوىً من ممثلي الحكومة وقطاع الرعاية الصحية لدفع إمكانات القطاع، وضمان كونه أهم المساهمين في النمو الاقتصادي للدولة".
ومن ناحيته، أشار السيد رامي رجب، رئيس مجلس إدارة ’ميكوميد‘ إلى أن الهدف الرئيسي للمنتدى تمثَّل في جمع كافة جهات الجهات الفاعلة في قطاع التكنولوجيا الطبية لتحقيق قدر أكبر من التعاون الضروري لمواجهة تحديات الرعاية الصحية في المنطقة.
وقال السيد رجب: "يعتمد نجاح مثل هذه الفعاليات على نوعية المتحدثين – تماماً كالسادة الذين شاركوا في جلسة النقاش هذا الصباح – كما يعتمد أيضاً على الحضور الذين يساهمون في النقاشات ويقدمون وجهات نظرهم وأفكارهم الخاصة. وللعام الثاني على التوالي، تميز ’منتدى ميدتيك الشرق الأوسط وشمال لإفريقيا‘ بجمعه هذين الجانبين معاً".
وأضاف السيد رجب: "إنه لأمر رائع أن نشهد هذا المستوى من المشاركة والالتزام من جميع الحاضرين؛ ومن خلال هذا النوع من التعاون، يمكن لقطاع التكنولوجيا الطبية أن يعزز وصول المرضى إلى خدمات رعاية صحية عالية الجودة، وإبداع حلول مبتكرة، والعمل وفق نهج تعاوني لرسم مستقبل الرعاية الصحية في المنطقة".
وتضمنت مجموعة الخبراء المكونة من قادة قطاع الرعاية الصحية كلاً من السيد سعيد حداد، العضو المنتدب لشركة ’جونسون آند جونسون‘ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ والسيد • أندريه- ميكيل باليستر، الرئيس التنفيذي، ’مجموعة سورين‘؛ والأستاذ بريان سميث، أحد أهم الشخصيات ذات الرأي المعتمد عالمياً في مجال الاستراتيجية التنافسية في قطاع علوم الحياة. كما تضمنت جلسة النقاش التي غطت موضوع تنظيم أسعار خدمات الرعاية الصحية مجموعة من أهم قادة القطاع من أمثال سعادة الأستاذ الأستاذ توفيق بن أحمد خوجة، المدير العام للمكتب التنفيذي، مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، المملكة العربية السعودية؛ والسيد التجاني حسين، استشاري اقتصادات الصحة، هيئة الصحة بدبي.
واختتم السيد رجب: "يسير ’منتدى ميدتيك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا‘ بخطىً واثقة نحو تحقيق نجاح باهر للعام الثاني على التوالي، كما يتم إجراء اتصالات من شأنها الدفع بالقطاع إلى الأمام وتحقيق الفائدة للمرضى حول المنطقة. ونحن بالفعل نتطلع قدماً لدورة العام القادم، وأن نتمكن من مشاركة ما حققناه من إنجازات".