بقلم/ حسين السيد، كبير الخبراء الإستراتيجيين للسوق في FXTM
في الوقت الذي ظن فيه معظم المتداولين أن التوصل لاتفاق لخفض إنتاج النفط مسألة مستحيلة تماما، فاجأت منظمة أوبك الأسواق يوم أمس الأربعاء بالإعلان عن اتفاق مبدئي لخفض إنتاجها بنحو 700.000 برميل يوميا.
وكانت اقتصادات كبرى البلدان المنتجة للنفط التي تضررت بشكل بالغ قد أجبرت قادة هذه البلدان على تنحية خلافاتهم جانبا وإنهاء الحرب غير الرسمية التي استمرت عامين على النفط الصخري. وقد ارتفعت أسعار النفط بنحو 6% في أعقاب الإعلان عن هذا الاتفاق يوم أمس، وامتدت موجة الصعود إلى أسواق الأسهم الآسيوية التي ارتفعت ارتفاعا قويا، وقاد هذا الصعود أسهم قطاع الطاقة.
وكان من المفترض أن يؤثر اتفاق من هذا القبيل تأثيرا قويا للغاية على النفط، ومن وجهة نظري فإنه كان من المفترض أن يؤدي لارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح على أقل تقدير من 10% إلى 15%، ولكن التفاصيل المحدودة للاتفاق قد قللت من ارتفاع الأسعار، ويجب علينا الانتظار حتى يوم 30 نوفمبر لمعرفة ما إذا كان هذا الاتفاق سيتم ترجمته إلى أفعال أم لاـ ولمعرفة أيضا ما إذا كانت البلدان المنتجة للنفط غير الأعضاء في منظمة أوبك ستحذو حذو منظمة أوبك أم لا.
وسجلت عملات السلع ارتفاعا وكان أكثر هذه العملات استفادة هما الدولار الكندي والكرونة النرويجية. وكان زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي قد انخفض تحت مستوى 1.31 من مستوى 1.3269 في وقت سابق يوم الأربعاء، ويبدو أن الزوج يستهدف الآن حاجز الدعم النفسي عند مستوى 1.30، وفي الوقت نفسه فإنه يتم تداول زوج الدولار الأمريكي/الكرونة النرويجية عند أدنى مستوياته في خمسة أشهر عند مستوى 8.014.
وكانت شهية المخاطرة قد دفعت الين الياباني إلى الانخفاض أمام جميع نظرائه من العملات الرئيسية وتراجع بنسبة 0.7% أمام الدولار الأمريكي في التعاملات الآسيوية. وأظهرت البيانات الاقتصادية اليابانية أن المستهلكين ما يزالون يمتنعون عن الإنفاق حيث تراجعت مبيعات التجزئة للشهر السادس على التوالي، وهي أطول فترة متواصلة من الانخفاض منذ الأزمة المالية العالمية. وكانت مبيعات التجزئة قد انخفضت بنسبة 1.1% على أساس شهري في أغسطس مما دفع المعدل السنوي للتقرير للانخفاض إلى سالب 2.1%، وهذه إشارة جديدة على أن السياسة التحفيزية للبنك المركزي الياباني لا تفعل شيئا يذكر لإغراء المستهلكين اليابانيين على الذهاب إلى مراكز التسوق.
ومن المنتظر أن تفتح أسواق الأسهم الأوروبية على ارتفاع اليوم حيث تشير مؤشرات العقود الآجلة إلى ارتفاع بنسبة 1% لمؤشر فوتسي 100، ومن المرجح أن تواصل الأسهم الأمريكية صعودها بعد ارتفاع الأمس.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية الأوروبية، من المتوقع أن تواصل قراءة تقرير المؤشر السنوي لأسعار المستهلكين في ألمانيا التعافي والارتفاع إلى 0.5% في شهر سبتمبر بعد تسجيل 0.3% في الشهر السابق. وإذا واصلت أسعار النفط ارتفاعها، سيتم ترجمة ذلك في صورة ارتفاع توقعات التضخم وسيضع قيودا على إجراء المزيد من التيسير للسياسة النقدية.