الطاقة بين الرفاه والترشيد والتأثير على البيئة

للطاقة الكهربائيّة أهمية كبيرة في كل ناحية من نواحي حياتنا العصرية؛ وأصبحت المحرك الرئيسي لكل ما نتفاعل معه بشكلٍ يومي، ولم تعد مجرد ترفٍ زائد كما كان ينظر إليها في الماضي بل أصبحت ضمن جوهر الحياة التي نعيشها، بدءً من الإضاءة وانتهاء بمرافق التصنيع الضخمة.

ويتمثل الإسهام الإيجابي للطاقة في زيادة رفاه الإنسان بما تقدمه من خدمات كالتدفئة والإضاءة والطبخ والنقل والتسلية والاستجمام وغيرها وبكونها زاداً لازماً للإنتاج الاقتصادي. كما أن زيادة استهلاك الطاقة له تأثيراته السلبية الكبيرة على البيئة، وهو ما يسلب جزءً من هذه الرفاهية. لذلك فإن التحدي الكبير الذي يواجه الجميع اليوم هو تخفيض نسب الاستهلاك المرتفع للطاقة.

إن متوسط استهلاك الفرد في المملكة يبلغ ضِعف متوسط الاستهلاك العالمي، وبلغ نصيب الفرد السعودي من استهلاك الطاقة الكهربائية 7.7 كيلو واط في الساعة خلال عام 2016. ويرجع السبب إلى نمط الحياة الآخذ في التطور، والذي يحتاج إلى مزيد من الطاقة، بالإضافة إلى نسبة النمو السكاني المرتفعة.

تستهلك المنازل كذلك كميات كبيرة من الطاقة، فلدى كل أسرة اليوم أجهزة منزلية متنوعة مثل البرادات والتلفزيونات والغسالات ومكيفات الهواء وغيرها من الخدمات الرقمية وهي مسؤولة عما يصل إلى ثلث فاتورة الطاقة. ومن المتوقع أن ينمو حجم الطلب على الطاقة في المملكة بنسبة 45 في المئة،  ليصل  إلى 100 غيغاواط في 2040، وهو ما يعادل حجم الطلب على الطاقة في بقية دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، وفقاً لتقرير مؤسسة «فروست أند سوليفان» للاستشارات.

ويتطلب تحسين كفاءة استخدام الكهرباء، وضع مواصفات قياسية للأجهزة الكهربائية لرفع كفاءتها والتزام المصنعين والموردين بها، وإقامة برامج وورشات توعية بأساليب الترشيد المؤثرة. ويكمن الحل في تطوير وتوفير منتجات وحلول متكاملة تلبي احتياجات السوق السعودي ومتطلباته، وتقديم أجهزة منزلية تتميز بكفاءتها وجودتها العالية وترشيد استهلاكها من الطاقة الكهربائية. وان على الشركات المصنعة والموردة مراعاة هذه الجوانب.

ومنذ وقت مبكر أولت شركة إل جي هذا الجانب اهتمامها الكبير، وذلك بإطلاق منتجات أقل استهلاكاً للطاقة، وفي هذا الاطار قال ايدي جون، رئيس شركة ال جي السعودية: "تتوافق منتجاتنا مع برامج التوعية التي يحرص المركز السعودي لكفاءة الطاقة على تعميمها. وعلى صعيد طرح المنتجات الصديقة للبيئة والعالية الأداء، فقد حظيت إل جي بالتقدير كونها تأخذ دوراً قيادياً على طريق ترجمة كفاءة الطاقة وتحويلها لواقعٍ ملموس".

وبحسب المعلن في برنامج تحقيق التوازن المالي 2020، ستكون هناك خطة لإصلاح أسعار الطاقة والمياه، إذ سيكون ربط أسعار منتجات الطاقة المحلية بأسعار التصدير المرجعية، وسيؤثر ذلك على تعرفة الكهرباء التي يتم تعديلها وفق متغيرات سوق الطاقة. وان هذا التوجه سيزيد من الطلب على التكنولوجيا المبتكرة للتحكم على الأجهزة، وترشيد استهلاك الطاقة  من أجل حياة أكثر استدامة.