استضاف مجمّع دبي للعلوم، أول مجتمع أعمال شامل مكرّس للعلوم والرعاية الصحية، نخبة من الخبراء البارزين لمناقشة مزايا وتحديات أنظمة الرعاية الصحية الحكومية والخاصة، بهدف تحديد النموذج الأمثل من بينها لاستخدام المرضى ومزودي الخدمات الطبية والاقتصاد. وأقيمت المناقشات الهامة في إطار الدورة السادسة من ملتقى "أدفانس هيلث"، منصة التواصل الشبكي التي ينظمها "مجمّع دبي للعلوم" للربط بين المعنيين بهذا المجال للتعرف على المستجدات الهامة على صعيد الرعاية الصحية في الإمارات.
وتحت شعار "الأنظمة الصحية: من يدفع مقابل الصحة؟"، نظّم مجمّع دبي للعلوم ملتقى "أدفانس هيلث" السادس بالشراكة مع "سينابس للخدمات الطبية" Synapse Medical Services ، شركة إدارة الرعاية الصحية، و"كونيكت هيلث كير كوميونيكشنز" Connect Communications ، شركة اتصالات الرعاية الصحية الاستراتيجية. وشمل جدول أعمال الملتقى حوارات بين مهتاب عثمان، الخبيرة الاقتصادية في هيئة الصحة بدبي، ومارغريت فو Margaret Faux- قدماً في العالم نماذج مختلفة للتأمين الصحي بحسب احتياجاتها. حيث يعتمد بعضها على الحكومات كجهات وحيدة للدفع، في حين تلجأ بلدان أخرى إلى مؤسسات التأمين الصحي الخاصة، كما يعتمد بعضها الآخر على نظام صحي يجمع النموذجين. ولم يتوصل الخبراء بعد إلى توافق بينهم حول النموذج الأمثل، حيث يحظى كل منها بمجموعة متأصلة من القيم، فعلى سبيل المثال، تركز بعض البلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية بصورة أكبر على تحفيز الابتكار الذي يحظى بقدرة كامنة على إفادة باقي العالم، بينما يتمثل الهدف الرئيسي لدى بلدان أخرى في ضمان تغطية كافية لشرائح المجتمع المحرومة من الرعاية الصحية.
وفي هذا السياق، قال مروان عبد العزيز جناحي، المدير العام لمجمّع دبي للعلوم، ورئيس فريق عمل قطاع صناعة الأدوية والمعدات الطبية ضمن استراتيجية دبي الصناعية لعام 2030: "شهدت دولة الإمارات خلال السنوات العشر الماضية زيادة في الطلب على خدمات الرعاية الصحية، مدفوعة بزيادة النمو السكاني، وجهود الحكومة المتواصلة لابتكار بيئات عمل صديقة للمستثمرين، مثل إنشاء المناطق الحرة المتخصصة، وتطبيق نظام التأمين الصحي الإلزامي. وبدأت الاستثمارات الكبيرة التي وجهتها القيادة في دولة الإمارات نحو نظام الرعاية الصحية الوطني تؤتي ثمارها، مع استمرار دبي في تعزيز مكانتها كوجهة أساسية للسياحة الطبية".
وأضاف: "في الوقت الذي تسعى دولة الإمارات نحو التحول إلى مركز للرعاية الصحية، تكتسب هذه المنتديات أهمية متزايدة. ومن المهم في هذا الإطار مشاركة كبار الخبراء والمتخصصين لتحديد الحلول التي ستفيدنا جميعاً. وقد اتفق الخبراء الذي أصغينا لهم اليوم على نقطة واحدة، وهي أن المجال مفتوح أمام التحسين. وتعتبر حوارات اليوم مجرد البداية".
ويصنف نظام الرعاية الصحية في دولة الإمارات لعام 2018 في المرتبة العاشرة على مستوى العالم من حيث الكفاءة، متقدماً بذلك على الأنظمة الصحية في النرويج وسويسرا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية. ومع متوسط العمر المتوقع لسكان الإمارات، والبالغ 77.1 عاماً، ونفقات الرعاية الصحية التي تقدر بنسبة 3.5% من إجمالي الناتج المحلي، تواصل دولة الإمارات ارتقاءها السريع على طريق التميز لتصبح نموذج الرعاية الصحية الأفضل ضمن فئتها.
ومن جانبه، قال توم سوتر Thom Soutte- ، مدير تطوير الأعمال في شركة "سينابس للخدمات الطبية" Synapse Medical Services: "نحن سعداء لمشاركتنا في تنظيم أحدث لقاءات ملتقى "أدفانس هيلث" التي ركزت على تمويل أنظمة الرعاية الصحية من منظور محلي وعالمي. وقد استكشفنا جميع فئات السوق، ونوعية التعاون المطلوب مستقبلاً لضمان تخصيص مزيد من الإنفاق على المجالات الأكثر أهمية ضمن أي منظومة متطورة للرعاية الصحية، وهي الممارسات الوقائية والعلاجية. ونتوجه بالشكر إلى جميع الحضور من أعضاء شبكتنا، آملين مشاركتهم معنا في الملتقى القادم".
ويسعى مجمّع دبي للعلوم دائما إلى إقامة فعاليات رائدة مخصصة لقطاعات العلوم والرعاية الصحية والطاقة والبيئة، حيث تناولت الدورات السابقة من ملتقى "أدفانس هليث" موضوعات عديدة تحظى بالاهتمام، مثل التطبيب عن بعد والوقاية من الأمراض، وغيرها من القضايا الهامة.