أعربت نخبة من رؤساء الجامعات وقيادات المؤسسات التعليمية في دولة الإمارات عن تفاؤلهم بالعام 2021 وذلك بالتزامن مع بدء حملات التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 واستمرار التقدم في المشروعات التعليمية الرئيسية وتوسيع نطاق نظام التأشيرة الذهبية، وهو ما سينعكس إيجاباً على قطاع التعليم العالي في الدولة وخصوصاً الجامعات والمؤسسات في مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة اللذان يحتضنان نخبة من الجامعات العالمية يدرس فيها أكثر من 27 ألف طالب.
وتتوسع بعض الجامعات لمواكبة تزايد الطلبات على الدراسة في دبي، حيث وضعت جامعة برمنغهام في العام 2019 حجر الأساس لحرمها الجديد في مدينة دبي الأكاديمية العالمية، والذي سيستوعب 2900 طالب عند الانتهاء منه، وتصنف هذه المؤسسة البريطانية المتميزة ضمن أفضل 100 جامعة في العالم. وشهد عام 2020 تقدم العمل على الحرم الجامعي الجديد بشكل ملحوظ.
وتستعد جامعة هيريوت وات دبي أيضاً للانتقال هذا العام إلى حرم جامعي جديد على أحدث طراز بمساحة 218 ألف قدم مربع في مجمع دبي للمعرفة. وتم تصميم الحرم الجامعي المدعم رقمياً ليتوافق مع أحدث توجيهات الحكومة، وبما يضمن سلامة الطلاب، ويتيح إمكانية التعلم المدمج وصولاً إلى إمكانية الدراسة عن بعد، وهو ما يسمح بمسايرة التغيرات في قطاع التعليم بعد كوفيد-19.
فيما شهد مجمع دبي للمعرفة في أغسطس 2020 افتتاح الحرم الجامعي الجديد لجامعة ولونغونغ في دبي (UOWD) التي تعد أقدم جامعة دولية في الإمارات، أبواب حرمها الجامعي الجديد الذي تبلغ مساحته 200 ألف قدم مربع، ويتميز بتصميم معماري حديث يجمع أحدث التقنيات مع مساحات تعلم معاصرة تركز على الابتكار، ونجحت في العام 2020 بتحقيق أعلى معدل قبول في سبع سنوات.
وفي هذا السياق، افتتحت جامعة مردوخ الأسترالية في مايو 2020 في مجمع دبي للمعرفة، حرماً جامعياً على مساحة 27000 قدم مربع وهو ضعف حجم مقرها السابق في مدينة دبي الأكاديمية العالمية. ويتميز بمرافق ذات مستوى عالمي، بما فيها مختبر للأمن السيبراني وأثاث وديكورات داخلية لتعزيز بيئة تعليمية بأسلوب تعاوني.
وتسعى تلك الجامعات الأربعة إلى تقديم برامج أكاديمية متميزة تركز على مهارات المستقبل، وتعمل بشكل حثيث على تقديم حياة جامعية تفاعلية يكتسب فيها الطلبة مهارات الحياة وسوق العمل إلى جانب العلوم الأساسية للاختصاصات التي يختارونها. وتستقطب هذه الجامعات الطلبة من خارج الإمارات بالإضافة إلى آلاف الطلبة من مختلف إمارات الدولة.
وفي هذا الصدد، قال محمد عبد الله، المدير العام لمدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة: "واجه قطاع التعليم العالي عالمياً مجموعة من التحديات بسبب الجائحة، ولكن مع دخول العام الجديد يمكننا القول إن شركاءنا من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية استطاعت التكيف بكفاءة وسرعة، وباتت مستعدة لأنماط التعليم المستقبلية اذ أن العديد منها بدأ تقديم نماذج تعليم هجينة بالفعل تعتمد على أفضل التقنيات، الأمر الذي يرسخ مكانة دبي وجهة للتعليم العالي إقليمياً وعالمياً".
وأضاف: "ترتبط الإنجازات المتعلقة بالتعليم والمواهب والتي تحققت خلال السنوات الماضية وتجلت خلال 2020، ارتباطاً وثيقاً برؤية حكومة دولة الإمارات وسعيها لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. فقد أظهرت دراسة حديثة أجريناها إلى جانب عدد من الشركاء ثقة الشباب بقدرتهم التنافسية على الوظائف بأسواق العمل العالمية".
وأكد على "الاستمرار في استقطاب أفضل الجامعات العالمية لتأسيس حضور لها في دبي وذلك من خلال توفير بيئة جاذبة للجامعات والطلبة وبيئة أعمال تنافسية مدعومة بإجراءات مبسطة وخدمات متكاملة".
من جانبه، قال بين بيلي، مدير العمليات في حرم جامعة برمنغهام في دبي: "بعد عام مليء بالتحديات، يعترينا الفخر برؤية خريجي جامعة برمنغهام دبي يتخرجون ويلتحقون بوجهات توظيف رائعة. لقد عمل فريقنا بلا تعب لضمان استمرار التعليم عالي الجودة لجميع طلابنا طوال العام 2020 ونحن متفائلون بالعام 2021".
وأضاف: "سنفتتح حرمنا الجامعي الجديد في سبتمبر 2021، ومع بدء توفير لقاحات كوفيد-19 في الدولة وفي أنحاء العالم، فإن دبي والإمارات مؤهلة لنمو وتطور قطاع التعليم العالي. ونحن بدورنا ملتزمون بتوفير تعليم متميز وتجربة طلابية آمنة وفريدة، ونتطلع للترحيب بالطلاب الجدد في المرحلة الجامعية والدراسات العليا بمجالات الأعمال والهندسة وعلوم الكمبيوتر وعلم النفس والتعليم والقانون في العام 2021".
وقال البروفيسور محمد سالم، رئيس جامعة ولونغونغ دبي: “تتمتع جامعتنا بتاريخ يمتد 27 عاماً من التميز الأكاديمي في الإمارات العربية المتحدة بما يجعلها رائدة في مشهد التعليم العالي بالمنطقة. ويعكس حرمنا الجامعي الجديد التزامنا بتقديم مسار تعليمي متقدم، وشغفنا بالابتكار، في عالم يتحول نحو التعلم المدمج ورقمنة نموذج التعليم التقليدي، ومن هنا فإن إطلاق الحرم الجامعي الجديد يأتي في الوقت المناسب كونه يشمل عناصر التدريس التقليدية والحديثة بآن معاً وهو أمر على غاية الأهمية من أجل تفوق الطلبة".
وتعليقا على توقعات عام 2021، قال البروفيسور عمار كاكا، رئيس جامعة هيريوت وات، فرع دبي: "لقد شهد عام 2020 تأثير الوباء في عديد من القطاعات، ولكن مع إطلاق اللقاح نحن على ثقة من أننا سنرى بداية الانتعاش الاقتصادي في 2021، ونتطلع بشغف إلى العام الجديد وكل ما سيحمله معه. والأهم من ذلك، أننا أحرزنا تقدماً كبيراً في تطوير حرمنا الجامعي الجديد وسنكون مستعدين للانتقال إلى المبنى الجديد في غضون أشهر قليلة. إن موقع الحرم الجديد ضمن مجمع دبي للمعرفة يعني أننا سنكون في قلب الأعمال التجارية والرقمية في دبي. وهذا يجعل موقع الحرم الجامعي بيئة خصبة للتعاون بين قطاعات الأعمال والأوساط الأكاديمية وسيفتح للطلبة فرصاً جديدة للتعلم القائم على الخبرة العملية. ولا بد أن نشيد هنا بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة لما اتخذته من قرارات حاسمة وخطوات مهمة للتخفيف من تأثير وباء كوفيد-19 وضمان التوفر السريع للقاح، ما يشجعنا لأن نتطلع إلى عام جديد مشرق وناجح".
واعتبرالدكتور جيمس تروتر، العميد والرئيس الأكاديمي لجامعة مردوخ دبي، أن: "العام 2020 كان مفعماً بالتحديات التي تذكرنا بإمكانية التغلب معا على أي عوائق، ومع الأمل بطرح لقاحات فعالة، نتطلع إلى الانتقال لحرمنا الجامعي الجديد المذهل في مجمع دبي للمعرفة، والعودة إلى التدريس وإقامة الفعاليات وجها لوجه".
دراسة
وفي أكتوبر 2020، أكدت دراسة حملت عنوان "ماذا عن الشباب؟" أعدتها "كي بي إم جي" و"ذا تالنت إنتربرايز" بدعم من مدينة دبي الأكاديمية العالمية، أن 72% من الطلاب واثقون بأن تعليمهم الجامعي الذي يحصلون عليه ومهاراتهم الشخصية ستمكنهم من الحصول على وظيفة في أي مكان في العالم. وأظهرت هذه الدراسة التي تمثل شريحة تبلغ أكثر من 153 ألف طالب في دول المنطقة، أن ثمانية من كل عشرة شباب متحمسون لما يحمله المستقبل، وعبّر 88% منهم عن تفاؤله بما هو قادم.
وتعتبر مدينة دبي الأكاديمية العالمية أكبر بيئة أكاديمية في العالم، وتضم 27 جامعة من تسعة بلدان، بما فيها جامعة ميدلسكس، كلية مانشستر لإدارة الأعمال، جامعة ستراثكلايد، جامعة برادفورد، كلية هولت إنترناشونال لإدارة الأعمال، جامعة كيرتن، مدرسة اس بي جين لإدارة الأعمال العالمية، وجامعة أميتي، وجامعة "بي آي تي إس بيلاني"، أكاديمية مانيبال للتعليم العالي. وبدوره يضم مجمع دبي للمعرفة قائمة مؤسسات متميزة ذات شهرة عالمية في التعليم والتدريب المهني والموارد البشرية.