٢٥ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الحكومية | السبت 5 سبتمبر, 2015 2:47 مساءً |
مشاركة:

جمارك دبي تحبط محاولة تهريب 35 مليون قرص و2.5 طن بودرة من الترامادول المخدر

في ضربة صاعقة للمتاجرين بصورة غير مشروعة بعقار الترامادول المحظور تداوله خارج النطاق الطبي، تحطمت أمنيات فاقدي الضمير من المتلهفين للكسب السريع غير المشروع على صخرة يقظة رجال جمارك دبي، الذين نجحوا في احباط كمية ضخمة من هذا العقار المخدر عبارة عن 35 مليون قرص و2.5 طن، كانت قادمة إلى الدولة من إحدى الدول الآسيوية، عبر ميناء جبل علي، رغم الأساليب التضليلية التي لجات إليها الشركة المستوردة.

وقال يوسف الهاشمي، مدير إدارة مراكز جبل علي الجمركية بجمارك دبي أن الشركة المستوردة  لجأت لمخالفات وحيل متنوعة لتضليل رجال الجمارك، حيث قامت بوضع 2.5 طن من" بودر الترامادول" في أكياس بلاستيكية داخل 100 برميل، وكذلك تعبئة ال 35 مليون قرص من هذا العقار المحظور تداوله خارج النطاق الطبي داخل 140 كرتونة، وزورت في وصف البيان الجمركي" المنفيست"، حيث ذكرت فيه أن الشحنة عبارة عن اجهزة ومعدات طبية، إلا أن جمارك دبي كانت جاهزة لاستقبال الشحنة بمعلومات دقيقة وتفصيلية عن هذه الشركة ، ضمن قاعدة بيانات محرك المخاطر الذي يستهدف الشحنات المشبوهة، حيث كان للشركة سابقة تهريب لنفس العقار المخدر عبر قرية دبي للشحن في وقت سابق من هذا العام ، فتم وضعها وأنشطتها التجارية تحت المجهر بعد هذه المخالفة، وعلمت الدائرة أنها تعتزم استيراد بضاعة جديدة عبر إحدى المنافذ الجمركية في الإمارة، ومن خلال متابعتها جيداً تمكن موظفو مركز جمارك جبل علي من التصدي لها ومنع نفادها إلى السوق المحلي.

وقال إن هذه الضبطية تُعد من أكبر ضبطيات الأدوية المقيّدة التي أنجزتها جمارك دبي خلال العام الجاري، ونظراً لأن عقار ترامادول يعد من المواد المخدرة المحظور استخدامها خارج النطاق الطبي في الدولة، فقد تم التحفظ على البضاعة المضبوطة، وإحالة مندوب الشركة إلى إدارة مكافحة المخدرات بالقيادة العامة لشرطة دبي لاستكمال إجراءات التحقيق"، مشيراً إلى أن الأدوية المقيّدة يجب أن تحصل على إذن من وزارة الصحة قبل دخولها إلى الدولة، وهو ما لم تقم به الشركة المستوردة لهذه الشحنة، كما أنها غير مرخص لها التجارة في الأدوية، حيث تحمل ترخيصا لممارسة التجارة عامة.

 

وتكشف الواقعة استمرارية فاقدي الضمير في ممارسة أنشطتهم غير الأخلاقية لتحقيق أحلامهم بالثراء السريع وغير المشروع بشتى الطرق، غير عابئين بصحة أفراد المجتمع وأمنه واستقراره، لكنه يخفى عليهم أن هناك رجال يسهرون على تحقيق هذا الأمن.. رجال في المنافذ الجمركية تمرسوا في عملهم، ويتمتعون بحس أمني عالٍ وولاء وطني ومؤسسي.

 

منظومة التفتيش الجمركي

وأوضح الهاشمي أن منظومة العمل في جمارك دبي تعتمد بشكل أساسي على تحليل المعلومات (العمليات الاستخبارية) على مدار الساعة، وتخضع جميع الحاويات القادمة إلى ميناء جبل علي لهذا التحليل المعلوماتي الهام، وقد كان صاحب الشحنة قد سجلها في البيان الجمركي على أنها معدات وأجهزة طبية؛ وهي من المواد التي لا تحتاج للعرض على الجهة المختصة لفحصها وهي وزارة الصحة، بناء على رمز النظام المنسق الخاص بكل منتج وأي شيء يدخل الدولة عبر منافذ المختلفة، وقد أدخل صاحب الشحنة رمز النظام المنسق لمنتج لا يحتاج إلى تصريح، إلا أنه ومن خلال نظام محرك المخاطر الإلكتروني المتطور في جمارك دبي تم استهداف الشحنة وإيقافها للتفتيش.

وأضاف الهاشمي أنه من خلال عمليات المتابعة والتفتيش وأثناء مرور الحاوية على جهاز الكشف الإشعاعي بعد استهدافها عن طريق نظام محرك المخاطر، أحيلت الشحنة للتفتيش اليدوي من قِبل المفتشين، حيث تم العثور على بضاعة مغلفة بأكياس بلاستيكية بيضاء تخفي ما بداخلها، وبالتفتيش تبين احتوائها على أدوية وعقاقير. ومن خلال التدقيق على رمز النظام المنسق المصرح في البيان الجمركي، تبين أن هناك تضليل من حيث الوصف، حيث أفاد رمز النظام المنسق بأن البضاعة عبارة عن أجهزة ومعدات طبية، وبالتدقيق على الفواتير المقدمة أثناء عملية التفتيش والمرفقة من خلال النظام، لوحظ أن هناك تلاعباً بالفواتير. وعلى الفور تم استدعاء كل من وحدة الكلاب الجمركية، وفريق المختبر الجمركي المتنقل، وكانت النتائج بالإيجاب، حيث تبين أنها أدوية ممنوعة.

وقال  يوسف الهاشمي إن هذه الضبطية تعكس كفاءة الوسائل التي تعتمدها مراكز جبل علي الجمركية في التصدي لمحاولات تهريب هذه العقاقير، برغم لجوء الشركة لأساليب تضليلية في محاولة منها لتجاوز عمليات التفتيش، والنفاد إلى داخل الدولة عبر منافذنا الجمركية، مؤكداً أن جهود جمارك دبي في التصدي لعمليات تهريب الأدوية المحظورة والمقيدة تأتي في إطار التزام الدائرة بحماية المجتمع من آفة الإدمان لهذه الأدوية الممنوعة، بكل ما لها من انعكاسات سلبية على صحة الأفراد، وتأثيرات ضارة بالمجتمع والاقتصاد، ولذلك حرصت الدائرة على إعداد وتدريب الموظفين وتزويدهم بالتقنيات والوسائل المتطورة، التي تمكنهم من اكتشاف محاولات تهريب هذه المواد المخدرة مهما حاول المهربون إخفاؤها بأساليبهم المبتكرة.

وتتبنى جمارك دبي سلسلة متكاملة من الإجراءات والتقنيات للتصدي لكافة محاولات التهريب، ابتداءً من تقنية" الإنذار المبكر" المتمثل في نظام محرك المخاطر لتشخيص كافة الشحنات المشتبه فيها مسبقاً، وصولاً إلى عمليات التفتيش بكافة وسائلها سواء التفتيش اليدوي أو الكشف بالأشعة السينية أو الاستعانة بالكلاب الجمركية.

وذكر يوسف الهاشمي أن مفتشي جمارك دبي هم حجر الزاوية في حفظ أمن وسلامة منافذ إمارة دبي البرية والبحرية والجوية، لذلك تسعى الدائرة إلى صقل مهارات المفتشين في مراكزها الجمركية المختلفة، وتعمل على تسليحهم بالخبرات والكفاءات المطلوبة عبر الدورات التدريبية المتخصصة التي تهدف إلى الارتقاء بالعمل وتطوير كفاءات المفتشين، ما يسهم في حماية الوطن من المواد المحظورة والمقيّدة والمقلدة.

 

الاستخبارات الجمركية... دور مهم 

من ناحيته قال طلال إبراهيم العبدولي، مدير إدارة الاستخبارات الجمركية في جمارك دبي، إن مفتشي  مركز جمارك جبل علي تمكنوا من إيقاف شحنة «ترامادول» للشركة المستوردة، كانت تعتزم إدخالها للدولة، وذلك بعد استهداف الشحنة من خلال نظام" محرك المخاطر"، الأول من نوعه على مستوى العالم بشهادة منظمة الجمارك العالمية، حيث تم جمع معلومات عن الشركة وربطها وتحليلها، وتبين أنها قامت بممارسات تجارية غير مشروعة سابقاً، منها شحنة ترامادول في قرية دبي للشحن مطلع هذا العام، ومن خلال المعلومات التي تم جمعها وتحليلها تبين أن نفس الشركة سوف تستورد شحنة أخرى، حيث تم متابعة وصولها إلى ميناء جبل علي، ما أتاح ضبطها في اللحظة المناسبة.

 

المختبر المتنقل ووحدة الكلاب الجمركية 

وقامت إدارة الدعم الفني بدور كبير في تحقيق هذا الإنجاز ، ففور تلقيها طلباً لتواجد المختبر المتنقل في مركز جمارك جبل علي، انتقل المختبر على الفور إلى المركز لتقديم المساعدة العاجلة لفريق العمل، لفحص محتويات الشحنة والمادة المضبوطة، والتي أثبتت التحاليل أنها أقراص الترامادول المخدرة إضافة إلى بودرة الترامادول المعبأة في 100 برميل.

جدير بالذكر أن جمارك دبي أطلقت المختبر المتنقل في عام 2007 كأول مختبر متنقل في المنطقة لتقديم خدمات المساندة للمراكز الجمركية البرية والبحرية والجوية على مدار الساعة، وتحليل المواد المشبوهة مع إعطاء النتائج في نفس الوقت، إذ يحتوي المختبر المتنقل على عدد من الأجهزة الحديثة والمتطورة للكشف عن (المخدرات / المتفجرات / المواد المشعة )، مضيفاً أن المختبر المتنقل يهدف إلى توظيف التكنولوجيا في الأعمال الأمنية، وتسهيل عملية تحليل وتفتيش البضائع في مختلف المواقع، إلى جانب تلبية جميع احتياجات المراكز الجمركية وتطويرها، عبر تقديم الدعم اللوجستي بالقوى البشرية والآلية.

 

وحدة الكلاب الجمركية

كما كان لوحدة الكلاب الجمركية بإدارة الدعم الفني دور كبير في اكتشاف العقاقير المخدرة في الشحنة إذ أبدت تجاوباً مع محتوياتها، وعلى أثر ذلك تم تفتيش الشحنة واستدعاء المختبر المتنقل لمعرفة ماهية تلك المحتويات، مشيراً إلى أن وحدة الكلاب الجمركية تم استحداثها في جمارك دبي عام 2007، وألحقت بإدارة الدعم الفني بالدائرة. 

 

الجدير بالذكر أن جمارك دبي أطلقت في وقتٍ سابق حملة للتوعية بمخاطر "ترامادول" بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي، ومؤسسة دبي للإعلام، بعد ازدياد ظاهرة انتشار هذا العقار بين صفوف الطلاب والشباب.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة