أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" عن التصميم الفائز في مسابقة "صنع في القوز" التي أطلقتها الهيئة في نوفمبر من العام الماضي، ودعت فيها المبدعين إلى تقديم تصاميم لأماكن عامة في منطقة القوز .
وتعدّ مسابقة "صنع في القوز" الأولى من نوعها، وكان الهدف من وراء إطلاقها إنشاء أماكن عامة للجمهور في منطقة القوز، وذلك وفق اعتبارات محددة؛ من أهمها أن تكون التصاميم مستوحاة من روح منطقة القوز، وتتيح استثمار المساحات غير المستغلة في المنطقة بالشكل الأمثل الذي يلبّي الاحتياجات التي لمسها المصممون المشاركون في المسابقة أثناء زياراتهم للموقع.
وضمت القائمة المرشحة للفوز 8 تصاميم اختارتها لجنة التحكيم من بين المشاركات المقدمة بناء على مجموعة من المعايير شملت الجانبين الفني والتقني، ومراعاة بيئة الموقع وخصوصية عمارته، وسهولة صيانة التصاميم المنفَّذة. وعُرضت التصاميم المرشحة للتصويت العام على مدار يومي 24 و25 يناير من العام الجاري في منطقة القوز ضمن فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان القوز للفنون الذي أقيم في "السركال أفنيو"، حيث صوّت أكثر من 2000 شخص على التصاميم المفضلة لديهم. وجاءت نتائج التصاميم الفائزة بناء على تصويت الجمهور وأصوات لجنة التحكيم مناصفةً (50 في المئة من قبل كل طرف).
وقالت شيماء راشد السويدي، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في "دبي للثقافة": " مثّل التفاعل الكبير مع النسخة الأولى لمسابقة "صنع في القوز" نجاحاً لافتاً لهذه المبادرة الرائدة. لقد تلقينا العديد من المشاركات المميزة في هذه المسابقة، وكانت التصاميم المدرجة في قائمة الترشيح القصيرة متنوعة وغنية في أفكارها المبتكرة؛ ما شكل انعكاساً حقيقياً لفرادة مدينة دبي بنسيجها الثقافي والإنساني والإبداعي الثري بتنوعه".
وأضافت السويدي: "يعدّ العمل عن كثب مع مجتمع الصنّاع في دبي مرتكزاً رئيسياً في رؤيتنا الثقافية، لذلك كان من المهم أن يدلي الناس بأصواتهم لاختيار التصميم الملائم لهذه الأماكن العامة"، مؤكدةً على أهمية هذه المنافسة، بقولها: "أتاحت لنا هذه المنافسة إمكانية التواصل المباشر مع المجتمع، كما منحت المبدعين والفنانين فرصة للمشاركة بأعمال فنية وإبداعية تتماشى مع التطورات المتسارعة التي يشهدها مجتمعنا، فضلاً عن إسهام مثل هذه المبادرات في فتح آفاق واسعة لمستقبل طموح وإبداعات استراتيجية متنوعة".
وجاء في المركز الأول تصميم بعنوان "كونكشن" (تواصل) قدمه استوديو "ليما" للتصميم، وتعكس فكرته التاريخ الصناعي لمنطقة القوز وبيئتها وهويتها الثقافية. ويجمع التصميم بين الثراء المفاهيمي وتنوع المواد المستخدمة في تصنيعه؛ فقد استوحي من بيئة المنطقة وخصوصية قاطنيها والعاملين فيها، مستخدماً المواد المتاحة في المكان من إسمنت وخشب ومعدن، وموفراً في الوقت ذاته إضاءة مثالية وإمكانية الاتصال بالإنترنت "واي فاي".
وتعليقاً على نيل هذا التصميم المرتبة الأولى بين التصاميم المشاركة، قال جيسون لويس من استوديو "ليما": "ترتكز أفكارنا في التصاميم التي نبتكرها على تقديم تجربة إنسانية إيجابية. من هنا، نقوم بتصميم منتجات لها تأثير إيجابي دائم على حياة الناس. أما تصميم "كونيكشن"؛ فهو عبارة عن قطعة بسيطة وأنيقة تجمع الناس ببعضهم بعضاً، فضلاً عن توفير إمكانية تواصلهم مع العالم عبر الإنترنت من خلال خدمة الــ"واي فاي". نحن فخورون جداً بفوز تصميمنا في مسابقة "صنع في القوز"؛ لأننا أعضاء في مجتمع القوز، ولدينا التزام طويل الأجل بالعمل والإنتاج في هذه المنطقة. كما أننا نعتزّ بأن يكون لنا دور بالإسهام عملياً في تطوير المجتمع الذي نحبه".
وسيتم تصنيع 3 نماذج عن التصميم الفائز "كونيكشن" وتركيبها في منطقة القوز الإبداعية خلال موسم دبي الفني في شهر أبريل من العام الجاري.
كما جاء في المرتبتين الثانية والثالثة، على الترتيب، تصميما "المجلس العصري" للفنان "ألكساندر زيغاروف"، و"الملتقى" للفنانتين عائشة الموسى وياسمين نورالدين. واستوحى زيغاروف تصميم "المجلس العصري" من شكل المقعد المستخدم في المجلس التقليدي مع تعديل حوافه لتأخذ انحناءة مريحة وآمنة، بينما أتى الإطار الخارجي للجوانب من المعدن الأسود البسيط، بحيث يتلاشى ليصبح ظلاً عند إنارة مجموعة الأضواء المتعددة الألوان التي زُوِّد بها، محوِّلةً المقعد من قطعة أثاث بسيطة إلى قطعة فنية جذّابة.
أما تصميم "الملتقى" (The Hub)، فاستوحيت فكرته من طبيعة منطقة القوز بوصفها ملتقىً للمبدعين والصناع والحرفيين، فأتت المنطقة العامة على شكل مربع مزود من طرفين بأماكن لركن الدراجات الهوائية، ومقاعد من الطرفين الآخرين، إضافة إلى مظلات فوق المقاعد، بحيث تناسب طبيعة هذه المنطقة الحيوية. واستُخدِم في التصميم الخشب والحجر والمعدن ليكون مناسباً للتركيب في الهواء الطلق.