أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" برنامج فعاليات "أيام الشندغة" الثقافي في موسمه الأول، حيث ستتألق منطقة الشندغة على مدى 10 أيام بمجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والتراثية المميزة تأخذ زوارها خلال مهرجان دبي للتسوق في رحلة تُحيي إرث الماضي وسحره بقالب تفاعلي حديث، وذلك من 9 إلى 18 يناير 2020.
وتنظم هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" فعاليات "أيام الشندغة" في حي الشندغة التريخي الذي تم تجديده حديثاً، وذلك بهدف تعريف العالم بتاريخ الإمارة العريق، وتوطيد القيم التراثية الإماراتية الأصيلة، وفي الوقت ذاته وضع منطقة الشندغة على الخارطة التراثية والتاريخية إقليمياً وعالمياً.
أبواب الشندغة
ومن أبرز الأنشطة التي يضمها برنامج الفعاليات "معرض أبواب الشندغة" الذي يستقبل الزوار عند المدخل الرئيسي للمهرجان، محتفياً بالأبواب التقليدية التي كانت تزين واجهة المباني التقليدية القديمة في الشندغة والتي أعيد إحياؤها من قبل اختصاصيي ترميم أعادوا إليها جمالها ورونقها الذي عهدته في قديم الزمان. ولدى مروره عبر الأبواب، يتوقف الزائر عند 4 محطات تعرض كل منها أعمالاً إبداعية لأربعة فنانين تشكيليين إماراتيين استلهموا من حكايا تلك الأبواب عدداً من الأعمال الفنية المميزة.
فن السفن والغوص على اللؤلؤ
كما سيتمكن الزوار من التعرف إلى فن صناعة السفن الإماراتية الذي أتقنه أهل المنطقة لتقوية ارتباطهم مع البحر من خلال مشاهدة قارب طوله 5 أمتار وضع للعرض في موقع المهرجان، إلى جانب الاطلاع على تاريخ الإمارات الغني برحلات صيد اللؤلؤ عبر جولة في مزرعة لآلئ السويدي. علاوةً على ذلك، سيقوم الفنان ضياء علام بتنفيذ لوحة فنية قوامها الحرف العربي على لؤلؤة بالحجم الطبيعي (ارتفاعها حوالي 180 سم).
جولات على الخور
وتتيح "أيام الشندغة" أمام الزوار أيضاً فرصة للتعرف إلى تاريخ دبي النابض بالحياة، مستكشفين تراث دبي المشترك مع المنطقة والعالم بأسره، فضلاً عن التعرف إلى الدور المهم الذي لعبته المنطقة في نمو التجارة محلياً وإقليمياً؛ وذلك عبر جولات على ضفاف خور دبي، حيث يروي متحف الشندغة قصة عميقة عن إبداع الإنسان، وعزيمته القوية على تحقيق الأهداف التي وضعها نصب عينيه؛ متجلِّيةً في ما وصلت إليه دبي اليوم من تقدم وازدهار ورقي. أما متحف ساروق الحديد، فيروي حكاية واحد من أهم المواقع الأثرية المكتشفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأكثرها غموضاً حتى الآن. ويستخدم المتحف أحدث الأساليب التقنية في استكشاف موقع ساروق الحديد أو "درب المعادن"، وهو أحد المواقع الأثرية الصحراوية التي كانت مركزاً للصناعات المعدنية منذ ما يقارب 3 آلاف سنة.
قصة العطور
أما بيت العطور، فيمضي بزوّاره في رحلة يلفّها عبق العطور، للتعرف إلى التقاليد القديمة لعالم العطور الأخاذ، ولاستكشاف بعض المكونات والروائح الفريدة التي تستخدم كأساسيات لصنع العطر الإماراتي. كما يجوب بهم عبر تاريخ صناعة العطور في المنطقة عبر عرض لقطع أثرية تعود إلى حقب زمنية تتدرج من غابر العصور حتى عصرنا الراهن.
"التجربة الإماراتية"
وإضافةً إلى المعلومات الثرية التي سيكتسبها الزوار حول ثقافة دبي وتاريخها، فإن محطة "التجربة الإماراتية" ستتيح لهم عبر مجلسها فرصة للتفاعل مع نخبة من الشباب الإماراتيين الذين يسردون "سوالفهم" الممتعة في إجواء مفعمة برائحة القهوة العربية. وتتضمن الأنشطة التي يقدمها المجلس: جلسات لتعلم اللهجة الإماراتية، التعرف إلى المذاق الخاص للقهوة الإماراتية وشاي الكرك، معلومات حول الحلي التقليدية والجِمال، فضلاً عن ركن لالتقاط الصور التذكارية.
منصة لرواد الأعمال
وتوفر "أيام الشندغة" منصةً لرواد الأعمال الشباب في الإمارات لعرض أعمالهم الفنية والحِرَفية اليدوية المستلهمة من التراث والتقاليد المحلية في ثوب معاصر من دون أن تفقد جذورها الإماراتية الأصيلة. على سبيل المثال، "تماشي" أحد هذه المشاريع الرائدة التي تقدم منتجات جلدية ذات جودة عالية، وقد أعدت من أجل "أيام الشندغة" منصة تعليمية حول الخط العربي، كما تشرف على ورش عمل تدور حول الثقافة وفن التصوير المعاصر.
أما "مبادرة زي" فتحتفي بالأزياء والمجوهرات وزخارف الزينة العربية التقليدية، وتهدف إلى الحفاظ على الموروث العربي من الحرف التقليدية وتاريخ الأزياء في المنطقة. وخلال "أيام الشندغة" يقدم هذا المعرض الجوال مجموعة من قطع الملابس التراثية، إضافةً إلى قطع من الحلي والمنتجات الأخرى المستوحاة من التقاليد العريقة في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب إقامة ورش عمل خاصة بحرفة الحياكة.
موسيقى وألعاب
إضافةً إلى ذلك، تتضمن "أيام الشندغة" مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية التي من شأنها إبراز روعة التراث والثقافة الإماراتية، مثل الألعاب الشعبية الإماراتية القديمة وفقرات من الرقص الشعبي كاليولة والرزفة، والرسم على الوجوه والرسم بالحناء، والعروض المسرحية والموسيقية، والعروض الضوئية، ومحطة النكهات الإماراتية، وذلك في إطار دعم الهيئة للبرنامج الوطني للسعادة والإيجابية من خلال خلق فعاليات وأجواء ترفيهية تثري تجربة الزائرين، وتنشر السعادة في المجتمع.