استضافت هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة، جلسة نقاشية وورشة عمل حول المكتشفات التاريخية لموقع "ساروق الحديد" في اليوم الأخير من "دبي قادمة". وعقدة الورشة في لندن خلال الفترة من 18 إلى 20 سبتمبر في إطار مهرجان لندن للتصميم، ولدعم عام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة 2017.
وتم تنظيم الفعاليتين بالشراكة مع بلدية دبي، وتهدفان إلى تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للتصميم، من خلال إلقاء الضوء على تاريخ دبي الإبداعي الذي يمتد لأربعة آلاف عام.
وبدأ اليوم بكلمة ألقاها ممثل بلدية دبي قام خلالها باستكشاف الخلفية والسياق التاريخي ومكتشفات التصميم الرئيسية التي تم العثور عليها في ساروق الحديد، وهو واحد من أكبر وأهم مواقع العصر الحديدي في شبه الجزيرة العربية. وعقب ذلك ورشة عمل تحت عنوان "عناصر الإلهام من ساروق الحديد"، أدارتها المصممة الإماراتية ورائدة الأعمال نادية الزرعوني التي ركزت على الدقة والأنماط وعمليات التصنيع في مكتشفات ساروق الحديد، وكيفية تطبيقها على الموضة العصرية والمجوهرات وتصميم الملابس. وكانت الفرصة متاحة أمام الجمهور لحضور هاتين الفعاليتين اللتين أقيمتا في ساوث بانك، لندن.
تهدف دراسة المكتشفات الأثرية لساروق الحديد من منظور التصميم، إلى تسليط الضوء على دقة التصنيع، ولفت الانتباه إلى تاريخ التصميم القديم في دبي، ورواية قصة الماضي وربطه مع حاضر ومستقبل التصميم. لقد أسهم هذا الموقع الأثري في توسعة المعرفة حول العصر الحديدي في شبه الجزيرة العربية. وعن طريق طرح هذه القصة ومناقشتها مع الجمهور في المملكة المتحدة، عملت ’دبي للثقافة‘ على تعزيز الحوار الثقافي والتفاهم بين لبلدين، ليكون هذا النشاط خاتمة مثمرة لعام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة 2017.
يشار إلى أن ساروق الحديد يعدّ موقعًا صحراويًا نائيًا، وكان مركزًا لتصنيع المعادن منذ نحو ثلاثة آلاف سنة. وأسفرت أعمال التنقيب في الموقع عن العثور على الآلاف من القطع الأثرية التي تكشف عن فنون أعمال الحديد في العصر الحديدي، كما يتيح إطلالة مهمة على النشاط الصناعي والتجارة والحياة اليومية لهذه الفترة التاريخية الرائعة. ولا يزال الحفر جاريًا هناك، ويمكن للجمهور الاطلاع على القصة كاملة في متحف ساروق الحديد الذي يضم مجموعة جميلة من القطع الأثرية، ويقع في أحد المباني التاريخية في منطقة الشندغة التراثية في دبي.
أما "دبي قادمة" فتعتبر المنصة الدولية لهيئة دبي للثقافة والفنون لإبراز القطاع الإبداعي والثقافي للإمارة، وأطلقت في العام 2008 لتصل الآن إلى نسختها السادسة من مسيرتها الناجحة، لاسيما وأنها ترتكز على برنامج غني من حلقات النقاش وورش العمل والفعاليات الشبكية التي تسهم في تعزيز سمعة دبي القوية على المسرح الثقافي العالمي. ويدعم هذا الحدث "استراتيجية الإمارات للقوة الناعمة" و "خطة دبي 2021" من خلال توظيف ما تتسم به من عوامل قوية كمدينة لأفراد سعداء ومبدعين وممكنين، ويحتفلون بفخر بهويتهم الثقافية.
وعن طريق مواصلة إطلاق المبادرات الثقافية العالمية، مثل "دبي قادمة"، تهدف دبي للثقافة إلى إبراز المشهد الثقافي في دبي لإطلاع العالم عليه، مع تسليط الضوء على تراثها الغني طوال العام. كما تعمل الهيئة على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، والمساهمة في المبادرات الاجتماعية والخيرية البنّاءة لما فيه الخير والفائدة للمواطنين والمقيمين في دبي على حدٍ سواء.
للمزيد من المعلومات حول مبادرات ومشاريع الهيئة يمكن زيارة الموقع www.dubaiculture.gov.ae