"مؤتمـــر الصحـّــة الرقميـــّـة في الشـــــرق الأوسـط" يسلط الضوء على الأساليب الجديدة للرعاية الصحية

قام الخبراء في مؤتمر "الصحة الرقمية للشرق الأوسط 2020"، بتسليط الضوء على الأساليب الجديدة للرعاية الصحية التي تستهدف إصلاح القطاع الصحي؛ من خلال توفير معلومات وقائية وحلول مستحدثة لتقديم الرعاية الصحية بأعلى مستويات من السلامة والجودة والتجربة المتميزة للمرضى، وبأقل تكلفة في المستقبل.

وفي هذا الشأن؛ صرح الدكتور/ رمضان البلوشي، رئيس القطاع التنظيمي لسلطة مدينة دبي الطبية؛ قائلاً: "لقد بادرت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الخمس الماضية بوضع العديد من الاستراتيجيات؛ مثل الاستراتيجية الوطنية للابتكار، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي (AI)، واستراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية "بلوك تشين" بهدف تمكين التغيير في جميع القطعات. 

ان التقنيات الإحلالية التجديدية تخلق وسائل فعالة لإحداث ثورة في القطاع الصحي من خلال تطوير نظم صحية مبيكرة  وفعالة من حيث التكلفة، تركز على المريض كأولوية لها. كما يوفر التعاون  في مجال تقنية التعاملات الرقمية (بلوك تشين) ما بين السلطات الصحية في الدولة أنظمة صحية موحدة مما يساهم في إرساء الأسس لخدمات الرعاية الصحية الجديدة؛ مثل الرعاية الصحية المقدمَة عن بُعد".  

فيما تحدثت السيدة/ لينا شديد، مديرة ممارسة الرعاية الصحية في "برايس ووترهاوس كوبرز PwC"، عن الاقتصاد الصحي الجديد الذي يركز على التحول الرقمي ودور البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، في عصر مؤسسات الرعاية الصحية والغجتماعية الوقفية. 

حيث صرحت السيدة/ لينا شديد، المسؤولة عن الصحة الرقمية في مؤسسة "برايس ووترهاوس كوبرز PwC"، لمنطقة الشرق الأوسط؛ قائلةً: "لا يمكن إنكار ما يحمله علم البيانات والذكاء الاصطناعي (AI) من وعود مبشرة لإحداث ثورة في مجال الرعاية الصحية -  بدءًا من الطريقة التي يتم بها تقديم الرعاية الصحية حتى كيفية جمع البيانات وتقييمها واستخدامها من أجل تحقيق منفعة أوسع. ولكن لكي يستفيد نظام الرعاية الصحية حقاً من تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ يتعين علينا أن نرى جهودا متضافرة وتنسيقاً من جانب النظام البيئي بالكامل، وهو جهد يجب أن يرمي إلى تقليص الدعاية الصاخبة والاستعداد للتغييرات والإمكانات التي تجلبها التكنولوجيا الناشئة للقطاع الصحي؛ حيث يتطلب هذا التحول جهدا جماعياً - من مقدمي الخدمات والممولين والمرضى وصولاً إلى الجهات التنظيمية وعلماء البيانات والأكاديميين، فتوفر قواعد البيانات الضخمة وتقنيات الذكاء الإصطناعي تعد حقاً بتحقيق الكثير في مجال الرعاية الصحية".

هذا فيما تطرق السيد/ أميت سادانا، المدير العام، النائب الأول للرئيس، والمدير العام لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا (AMESA) في "إيكفيا  Iqvia"، إلى كيفية نقل علم الوراثة للصحة الرقمية إلى مستوى جديد والثورة الحاصلة في فك الشفرة الجينية "الوراثية"، حيث سلط الضوء على استخدام التسلسل الجيني و قواعد البيانات الوراثية الضخمة لإدارة صحة الفرد؛ وكيف سينتقل علم الوراثة بالصحة الرقمية إلى مستويات أخرى متقدمة. 

بينما تطرق السيد/ عاطف البريكي، الرئيس التنفيذي في منصة «ملفي» لنظام تبادل المعلومات الصحية، في كلمته أمام الجمهور إلى أنه بالرغم من الإنجازات المتحققة في المجال الطبي؛ لا تزال بيانات الرعاية الصحية غير مستغلة وبمعزل عن بعضها؛ مع ما يمثله ذلك من تأثير على توفير الرعاية؛ فيما سلط الضوء على أهمية تبادل المعلومات الصحية في الربط بين خدمات الرعاية الصحية المقدمة وتوفير أفضل قيمة لأصحاب المصلحة.

حيث أضاف السيد/ عاطف البريكي، قائلاً: "يسعدني أن تصبح منصات تبادل المعلومات الصحية (HIE) الآن جزءاً لا يتجزأ من جميع النقاشات الدائرة حول سبل تحسين الرعاية الصحية من خلال التكنولوجيا؛ حيث يسعدنا أن نحمل راية ربط خدمات الرعاية الصحية المقدمة، من خلال مشاركة تجربتنا في منصة «ملفي» أيضاً؛ و التي بدأت فعلياً في توفير قيمة لكل من مقدمي الخدمات والمرضى".

هذا فيما عرضت كلّ من نادين دي كليرك، وناتاشا فايزان من شركة أمانة للرعاية الصحية، حالات استخدام تقنيات تتبع العين للتواصل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما تحدث الدكتور/ هيثم الصالحات، أخصائي جراحة الأورام والمدير الطبي لمستشفى ميديكلنيك حول دور الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي، وكيف ستؤدي التقنيات الرقمية إلى إحداث تغييرات في توزيع الموظفين والأدوار القيادية في هذا القطاع.

يمزج المؤتمر ما بين تجربة دول الشمال وتميز الأداء المحليّ؛ حيث يشارك في المؤتمر خبراء من فنلندا والسويد والنرويج ودول مجلس التعاون الخليجي. ومن بين الخبراء المشاركين، الدكتور/ سفين كورنر، من ألمانيا وهو باحث في مجال البرمجة اللغوية العصبية (NLP)/ الذكاء الاصطناعي (AI)/التعلم العميق، بالإضافة إلى السيدة/ آني إيسو موستاجارفي، رئيسة تطوير الأعمال في مؤسسة ميهلاينين (Mehiläinen) من فنلندا، والتي تحدثت عن رقمنة الرحلات العلاجية للمرضى وتطوير خدمات عالية الجودة تتجاوز الحدود التقليدية المتعارف عليها، في حين أبرز السيد/ كلاوس نيلسن، من مؤسسة "داتا فور جود" من الدنمارك؛ أهمية الوقاية والتدخل المبكر كهدف لتحسين صحة السكان.  

كما عرض الدكتور/ ماغنوس كلارين، عميد كلية علوم المعلومات في جامعة هالمستاد بالسويد، دراسة حالة حول الرعاية القائمة على تقنيات الذكاء الإصطناعي استجابةً لتحديات الرعاية الصحية؛ من خلال الأفكار والنتائج التي شملت منطقة هالاند بالسويد. 

وقد تحدث السيد/ بين فورنو، الرئيس الدولي لقابلية تحمل التكاليف بمؤسسة "سيجنا Cigna" للخدمات الصحية؛ عن تكلفة الرعاية والحاجة إلى توفير حلول للرعاية الصحية بأسعار معقولة، بينما ألقى الدكتور/ سفين كورنر كلمة رئيسية حول استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تعظيم الفائدة الربحية واستخدام المعالجة الدلالية لتفسير البيانات بهدف تقديم معرفة حقيقية.

وقد حصل الضيوف أيضاً على فرصة لتفقد الجهات العارضة في البهو، والتي اشتملت على شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز PWC"، و "دو du"، و "إيفوتك Evoteq"، وشركة "آنكر إنوفيشنز Anker Innovations"، وشركة الثريا للاتصالات،  ومجموعة " بريستيج جروب"، و "إيكفيا  Iqvia". 

يجمع الحدث أكثر من 250 من النظراء المهتمين بخدمات النظام البيئي، إلى جانب مع ما يزيد عن 20 متحدث من المتحدثين الدوليين المدعوين لإجراء الحوارات والمناقشة وطرح الرؤى المتبصرة الحيوية وإقامة شبكات للعلاقات؛ حيث يعمل هذا التجمع من القادة والمسؤولين التنفيذيين على تسهيل تبادل المعرفة والإستراتيجيات الرامية إلى إحداث طفرة في مجال الصحة الرقمية؛  وذلك مع استقطاب مؤتمر "الصحة الرقمية في الشرق الأوسط" لمشاركين من المسؤولين التنفيذيين بالمؤسسات الصحية، بما في ذلك الرؤساء التنفيذيين، وكبار موظفي الخبرة (CXO)، ورؤساء الدوائر الحكومية ، ومديري المستشفيات، ورؤساء قطاعات التمريض، والمنظمين، والتقنيين، وأخصائيي استشراف المستقبل، ورواد المشاريع، ورجال الأعمال.