في حين تشكل النساء حوالي 50٪ من مجموع سكان العالم، إلا أنه ووفقاً لتقرير ديلويت الأخير "النساء في مجلس الإدارة"، تقتصر حصة النساء العالمية من مقاعد المجالس الإدارية على 12%، فيما ينحصر عدد النساء اللواتي يترأسن المجالس الإدارية بنسبة 4% عالمياً. أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فعلى الرغم من ارتفاع نسبة الفرص المتاحة للنساء للمشاركة في سوق العمل، لا تزال المنطقة متأخرة في هذا المجال.
على هذا الصعيد، ونظراً للجدوى الإقتصادية لإشراك عدد أكبر من النساء في المناصب الإدارية والقيادية للشركات، وفي إطار سعيها المستمر لتغيير مفهوم الشركات في الشرق الأوسط فيما يتعلق بأهمية التنوع والمشاركة في القوة العاملة، شاركت ديلويت في القمة السنوية العالمية ا لأصحاب العمل للعام 2015 التي عقدت في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر في البحرين تحت عنوان "تعزيز ثقافة إشراك المرأة والتنوع في سوق العمل." وقد شارك بالقمة ، السيد عمر الفاهوم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في ديلويت الشرق الأوسط، حيث تناول الوضع الحالي للنساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية في المجالس الإدارية للشركات، كما تحدّث عن الممارسات الأكثر شيوعاً لتحفيز دور المرأة وتشجيعها على تولي مناصب قيادية في المنطقة، بالإضافة إلى استراتيجيات تفعيل المشاركة المتعددة التي تهدف إلى تعزيز ثقافة التنوع والاندماج في مكان العمل.
في هذا الإطار، علّق الفاهوم قائلاً: "لا شك أن الشركات والحكومات تعمل حالياً على إحداث تغييرات عديدة على صعيد تعزيز ثقافة التنوع وتفعيل عملية إشراك المرأة في مكان العمل، إلا أنّ هذه التغييرات لا تزال حتى اليوم غير متساوية وغير كافية. في الواقع، فإن 50% من الشركات لم تقدم بعد على تطبيق برامج داعمة للمرأة على صعيد الترقيات الإدارية وقادرة على استبقاء القوة العاملة النسائية لديها، كما لم تتخذ 50% من الحكومات حتى اليوم الخطوات اللازمة لدعم هذه النتائج." وأضاف: " تشير الأبحاث إلى أهمية تواجد فريق إداري متنوع ومتوازن على الصعيد الجندري يساهم إلى حدٍ كبير في تعزيز وضع الحلول المبتكرة وتحسين الأداء الاقتصادي والقدرة التنافسية للشركات، وهذا ما يعطي لتولي النساء مناصب القيادة في المجالس الإدارية قيمة اقتصادية مضافة. ولا يتم ذلك إلا عن طريق تنفيذ استراتيجة شاملة ومتكاملة تعنى برفع مستوى التنوع وتعزز ثقافة المشاركة في القوة العاملة."
وختم الفاهوم قائلاً: "هناك العديد من المبادرات التي تجري في المنطقة لتعزيز دور المرأة ومساعدتها على تبوء المناصب القيادية، وتغيير طريقة التفكير لنشر ثقافة التنوع في مكان العمل. كما تتيح هذه المبادرات للشركات الفرصة للاستفادة من المنافع الإقتصادية الناجمة عن هذا التغيير، واعتماد مناهج عمل جديدة للاستفادة من إمكانات الموظفين مجتمعة والتفعيل الكامل للرأس المال البشري."