أكد أكاديميون ينتمون لأربع من دول آسيا الوسطى، عن حضور متزايد للغة العربية في بلدانهم، وتزايد في الإقبال على تعلمها، فيما يعد ارتباط هذه الدول بالإسلام سبباً رئيساً في ذلك.
جاء ذلك خلال ندوة "اللغة العربية في آسيا الوسطى"، التي نظمتها جامعة الطائف أمس، وأدارها رئيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لسوق عكاظ في دورته الـ 13 لعام 1440هـ.
ووصفت الدكتورة دينا إسينجان، اللغة العربية بأنها أداة لتواصل الثقافي والمعرفي، مشيرة إلى أنها حفظت ست معلقات عرفت من خلالها جوهر عكاظ.
وقالت: من خلال حديثنا عن اللغة العربية في كازاخستان، نؤكد أن قبول المجتمع لتعلمها يأتي لأسباب عدة، أهمها أنها لغة القرآن الكريم، ولغة معرفة وثقافة في "العولمة" حيث حولت العالم إلى قرية رقمية وعززت تعلم اللغة العربية، لاسيما وأن اللغة تساعد الأشخاص في التجول بين البدان.
من جانبها، أكدت الدكتورة علوية حسينوفا، أن أذربيجان تشهد في السنوات الأخيرة زيادة في إقبال أبنائها على تعلم اللغة العربية، وقالت: "نبذل مجهوداً في تنظيم هذه الفصول التعليمية الخاصة بتعليم اللغة العربية"، مشيرة أن تاريخ تعليم اللغة العربية في أذربيجان بدأ منذ قرون بدخول أذربيجان في الثقافة الإسلامية ودائرة تعلم اللغة العربية، وشملت هذه العملية العديد من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية من حياة المجتمع، مؤكدة أن العامل الإسلامي يمثل حدثاً تاريخياً مهماً في أذربيجان الوسطى، وأصبحت العربية لغة اتصال في الأراضي الشاسعة، وأسهم العلماء في ترجمتها وانتشارها.
بدوره أبان الدكتور عسكر سلاموف، أن حركة اللغة العربية تشهد حضوراً في العالم، وسط تفاوت بين اللغات العالمية الأخرى في رتبها وتقدمها وتأخرها، معداً أن من أبرز الأدلة على حضور اللغة العربية في العالم ومستواها أن يشترك وفود علمائها من غير العرب للحديث عن اللغة في بلادهم، موضحاً أن شعب طاجيكستان حريص على تعلم اللغة العربية، لاسيما أن المفردات والكلمات العربية تشكل نحو 40% من المعجم اللغوي المتداول في اللغة الطاجيكية.
وأشار الدكتور عبدالطاهر قلباييف، إلى حضور اللغة العربية ضمن برامج الأنشطة الطلابية المقدمة في الجمهورية القرغيزية، مشيراً إلى أن هذه البرامج تنقسم إلى برامج تعليمية أكاديمية، وبرامج تطويرية تدريبية، وبرامج تثقيفية توعوية، وبرامج تطبيقية طلابية، وبرامج تربوية وأخلاقية، وبرامج رياضية ترفيهية، إضافة إلى المسابقات والفعاليات الاحتفالية الهادفة لبرامج اللغة العربية.
وأفاد قلباييف أن الجمهورية القيرغيزية شهدت خلال السنوات الخمس الماضية تدفقاً للسياح من الدول العربية، وبناءً على بيانات دائرة السياحة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة في الجمهورية القيرغيزية بلغ عدد الزائرين من الدول العربية في العام 2018 نحو ثمانية آلاف سائح.
وعدّ الدكتور قلباييف في ختام الندوة أن هذا الإقبال من السياح العرب عامل رئيس لزيادة المقبلين على تعلم العربية في قيرغيزيا، حيث تمتلئ فصول اللغة العربية في دورات تعليم العربية في المدن الكبيرة.