تفقد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في مدينة الحسين الطبية امس الأربعاء، نوعية الخدمات التي تقدمها وحدة زراعة القوقعة للأطفال التي تم إنشاؤها ضمن مبادرة سمع بلا حدود، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد.
وتهدف مبادرة سمع بلا حدود إلى تقديم الدعم لفاقدي السمع في المملكة من خلال زراعة أجهزة القواقع، وتوفير الدعم الطبي وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، إضافة إلى تأمين المريض بتكاليف العملية ومتابعة احتياجاته بعد العمليّة وتأمين البطاريات وقطع الغيار.
واطمأن سموه على الأطفال المرضى المستفيدين من المبادرة والتي تم منذ إطلاقها في العام 2014 إجراء عمليات زراعة أجهزة القوقعة لنحو 1170 طفلا، أجري منها 58 عمليّة منذ بداية هذا العام.
وأعرب سمو ولي العهد عن تقديره ودعمه للجهود التي يقدمها الفريق الطبي في وحدة زراعة القوقعة للأطفال، مؤكدا سموه أهمية توسيع قاعدة العلاج لتشمل أكبر عدد من المستفيدين.
وتعد وحدة زراعة القوقعة مركزا متكاملا ونقطة الاتصال الأولى مع مرضى مبادرة سمع بلا حدود، حيث يتم فيها إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن المرضى والتأكد من حاجتهم لزراعة القواقع.
وجال سموّه، يرافقه مدير عام الخدمات الطبية الملكية اللواء الطبيب شوكت التميمي، في مرافق الوحدة، حيث استمع إلى شرح المدير التنفيذي لمؤسسة ولي العهد، الدكتورة تمام منكو، عن الإجراءات المتبعة في تقديم أفضل الخدمات للمراجعين وتحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة سمع بلا حدود.
واطلع سموه، خلال الجولة، على عيادة الطبيب، التي يتم فيها فحص المراجع بمساعدة الأجهزة الطبيّة الحديثة المتوفّرة، وعلى رأسها جهاز الـ Endoscopy Unit والذي يعد من الأجهزة الحديثة التي لها دور كبير في عمليّة فحص الأذن وتحديد الحالة المرضيّة.
كما اطلع سموّه على غرفة التأهيل النطقي والسمعي الأولى المخصصة لتنفيذ جلسات تأهيل لزارعي القوقعة، لمساعدتهم على اكتساب مهارة النطق، وعلى غرفة التأهيل النطقي والسمعي الثانية، المخصصة لبرمجة ومعايرة أجهزة السمع الخارجيّة، على يد اختصاصي سمع مدرّبين، تم تأهيلهم عن طريق المبادرة.
وزار سموّه غرفة الانتظار المخصصة للمراجعين، ومنطقة الألعاب داخل الوحدة، والهادفة لجعل تجربة مراجعة العيادة تجربة مريحة ومميزة للأطفال والأهل على حد سواء.
وعن الخطط المستقبليّة للمبادرة، أعلنت الدكتورة تمام منكو أنه سيتم خلال الفترة القادمة تجهيز ثلاث غرف تأهيل سمعي جديدة في أقاليم المملكة الثلاث، وتأهيل 30 معالجا سيتم تدريبهم من المبادرة، فضلا عن تنفيذ حملة توعويّة تستهدف زيادة الوعي بقضايا التحديات السمعية.
وجاء اختيار المدينة الطبيّة كموقع لوحدة زراعة القوقعة بصفتها صرحا طبيا متكاملا يعمل على تغطية جميع الفحوصات التي يحتاجها المرضى، بالإضافة لكونها الأقدم في مجال زراعة القوقعة بالأردن، حيث تم تنفيذ أول عمليّة زراعة قوقعة داخل المدينة الطبيّة في العام 2003. وقال اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة في الخدمات الطبية الملكية العقيد الطبيب نمر الختوم إن وحدة زراعة القوقعة التي تم إنشاؤها في الخدمات الطبية الملكية تختص بمرضى زراعة القوقعة من ناحية التأهيل النطقي والسمعي، وهي وحدة متكاملة بكوادر فنية متخصصة بالسمع وبالنطق، وأطباء متخصصين في زراعة القوقعة، حيت تتولى تقييم حالة المريض قبل إجراء عملية الزراعة، وتدريبهم على النطق بعدها.
أما فادية العمري، والدة الطفل زايد 5 سنوات، قالت: إنها اكتشفت وجود مشكلات في السمع لدى طفلها عندما كان يبلغ من العمر 6 شهور، وراجعت حينها المدينة الطبية، وبدأت رحلة الفحص والتقييم وصولا إلى إجراء العملية في وحدة زراعة القوقعة للأطفال والتي مكنت زايد من استعادة نعمتي السمع والنطق.