حان الوقت لقضاء إجازة الصيف، وبينما يتطلّع الكثيرون إلى إجازتهم، ولكن الجرائم الالكترونية لا تتوقف وانما تتزايد في موسم الاجازات. ويعود ذلك لازدياد مخاطر الأمن الرقمي والهجمات الإلكترونية خلال فصل الصيف بسبب انخفاض عدد الموظفين والاعتماد على التوظيف المؤقت في أماكن العمل.
تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة اقتصاد رقمي متقدّم وتعتمد أكثر التقنيات تطوراً، مما يجعلها هدفاً للهجمات الإلكترونية المستمرة والمتزايدة على القطاعات الوطنية الاستراتيجية، وأبرزها القطاع المصرفي والمالي والرعاية الصحية والنفط والغاز1.
وقد علق فادي يونس، رئيس الأمن السيبراني لدى سيسكو في الشرق الأوسط وأفريقيا وقسم مزودي الخدمات في أوروبا الشرق الأوسط وأفريقيا: "تتطلب استراتيجية الأمن السيبراني الصحيحة الموارد والوقت. والأهم أن تركز الاستراتيجية على الموظفين وأن تعزز وعيهم بالنسبة للتعامل مع الروابط الإلكترونية الضارة والملفات غير الآمنة والبرامج الخبيثة. وهناك العديد من الإجراءات التي يمكن القيام بها، وأولها أن نجعل الأمن السيبراني مجال اهتمام أساسي ونتخذ الخطوات الملموسة التي تسهم بتعزيز الوعي وتوخي الحذر، مما يؤدي إلى حماية الأفراد والشركات من المخاطر".
فيما يلي بعض الإجراءات التي تساهم في منع الهجمات وتعزز الوعي بالمخاطر الأمنية بين الموظفين في نفس الوقت.
جعل الأمن السيبراني مجال اهتمام للجميع
نعيش اليوم في عصر رقمي بشتى المجالات، نتجت عنه الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الأشخاص بشكل متزايد بدلاً من البنية التحتية التقنية. لذلك، من المهم أن ندرك أن الموظفين هم خط الدفاع الأول والأهم ضد الهجمات. ويُعدّ وضع المبادئ التوجيهية لممارسات الأمن الرقمي في الشركة شيء مهم بالتأكيد، لكن ضمان التزام الموظفين بهذه الممارسات هو خطوة هامة أيضاً. لذلك، يجب أن تكون الخطوة الأولى هي فتح حوار تفاعلي حول الأمن السيبراني مع الفرق العاملة في الشركة قبل ذهابهم في إجازة.
الأمن كأولوية عندما يتعلق الأمر بالبيانات
يعتبر تقييم إجراءات النسخ الاحتياطي واسترداد البيانات واختبارها بانتظام خطوة ذات أهمية قصوى. لكن يجب التركيز أيضاً على جعل اتباع إجراءات السلامة أكثر أماناً وسهولة للموظفين، فقد تُقلل الحلول البسيطة نسبياً، مثل إدارة كلمات المرور عبر تسجيل الدخول الأحادي (SSO) التعقيدات وتمنع الثغرات الأمنية. كما تسهل هذه المنهجية على الموظفين التواصل في ما بينهم حول ما يناسبهم، مما يساعد على تحسين الاستعداد الأمني للشركة.
الاستعداد الدائم للحوادث الطارئة
من المهم توخي الحذر مع الذكاء الاصطناعي الذي أصبح الآن فعالاً ومتاحاً بسهولة، حيث يمكن استخدامه لإجراء عمليات تزوير مقنعة لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالزملاء أو حتى النماذج الاحترافية. وإن شعرتم بأدنى درجات الشك، من الأفضل إعادة التحقق من المعلومات عدة مرات.
توخي الحذر عند تفقّد رسائل البريد الإلكتروني أو العمل خلال فترة الإجازة
إذا كنتم تستخدمون شبكة wi-fi عامة للاتصال بالإنترنت وقراءة رسائل البريد الإلكتروني أو الوصول إلى الخادم أو عرض الملفات في محركات الأقراص خلال فترة العطلة، فيفضّل الاتصال عبر خاصية VPN أو استخدام أي حل للاتصال الآمن، لأن البيانات التي يتم تبادلها ستكون مشفرة في هذه الحالة وبالتالي لا يمكن "التنصت أو التجسس" عليها.
اتخاذ الخطوات الاستباقية دائماً
يساعد النهج الاستباقي والتعليم المستمر والقدرة على التكيّف مع التهديدات الجديدة على الاستمتاع بعطلة الصيف دون قلق. ومن المهم أن نبقى متيقظين، فهناك أنواع لا حصر لها من الهجمات الإلكترونية والتي تشمل التصيّد الاحتيالي ورفض الخدمة وبرامج الفدية، لكن لحسن الحظ يمكن التغلب على الغالبية العظمى منها عبر الوعي والحس السليم والنهج النقدي للأمن عند التنقل في الفضاء الإلكتروني. ومن الجيد أن تمارسوا النهج النقدي في كل زمان ومكان حتى خلال الإجازة.
انتهى