عندما كنا أطفال، كانت لدينا مخيلة واسعة نطلق لها العنان للانتقال في عوالم مفترضة وتخيل الوصول إلى أشياء صعبة التحقيق. كنا نعتبر بأن تخطينا لعوالم وأشياء تحيط بنا مجرد مسألة بسيطة. إن التخيل والحصول على أشياء فريدة تبقى لدينا منذ الولادة حتى نصل لمرحلة ندرك الأشياء على ماهيتها ونكتشف أن هناك أمور صعبة المنال ويستحيل تحقيقها. ومع ذلك، لماذا لا نتخيل ونرجع في لحظة ما إلى طفولتنا لنرى الحياة بمنظور مختلف، لنجعل حياتنا ممتعة ومسلية أكثر بعيداً عما يحيط بنا من ضغوطات ومصاعب.
في سنوات نضجنا، أصبح الوقت والإبداع أهم مسألتين قيمتين بالنسبة إلينا. وفي هذه المرحلة تغيرت ملامح البراءة أو لنقل السذاجة التي كانت تصطبغ بها عقولنا وأصبح لدينا حس أكبر بالمسؤولية حول التعليم والعمل والأسرة. ولكن لنتخيل لو تمكنا، لفترة قصيرة، من استعادة هذه التجربة في حرية الفكر والخيال لكن بعقلية أكبر؟ ما هو المخلوق الذي تود أن تكون عليه، ما هي القوى التي ترغب بامتلاكها؟
من الممتع أن نتساءل أحيانا من منا كان شخصاً لديه قوة خارقة في شبابه ولا يزال يمتلكها حتى الآن. من هم الذين أثروا في رغباتنا؟ ما هي أكثر الشخصيات التي توصف بالبطولة أو بامتلاك قوى خارقة لا تزال عالقة بذهننا إلى اليوم؟ ماذا تختار من القوى الخارقة المذكورة أدناه؟
السفر عبر الزمن؟
السفر عبر الزمن من الأحلام التي راودت الكثيرين وما زال هذا الموضوع يثير روايات الخيال العلمي والأحداث العلمية. ومثال على ذلك، رواية "آلة الزمن" التي ألفها هيربرت ويلز عام 1895 والتي دارت أحداث قصتها حول مخترع شاب غريب الاطوار ماتت حبيبته في حادثة فصنع من أجلها آلة عجيبة سافر بها الى الماضي على أمل أن يعيد الحياة إليها.
تخيل لو كان لدينا القدرة على السفر عبر الزمن اليوم، هل سوف نستخدمها لأحداث عادية مثل الاحتفال بعيد ميلاد؟ أم سيدفعنا الفضول لمعرفة فيما إذا سيصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
التخفي؟
إن السفر عبر الزمن يعطيك القدرة على التخفي. تخيل لو امتلكت هذه القوة الخارقة وكان لديك عباءة تتخفى فيها أينما تذهب. ماذا سيحصل؟ بالطبع ستكون حياتك كلها عجايب. تخيل لو حصلت على عباءة التخفي الذي استخدمها الساحر "هاري بوتر" في مغامراته في محاربة الشر. تخيل لو حصلت على هذه العباءة العجيبة هل ستستخدمها ضد حيوان مفترس يحاول الهجوم على صديقك؟
قراءة الأفكار
كل شخص يتمنى أن يصل لقراءة أفكار من حوله والتعرف على خططهم ومعرفة إذا كانوا يريدون به خيراً أو شراً. تخيل لو أنك تتقن هذه الصفة ماذا ستفعل إذا اجتمعت مع أصدقائك واكتشفت أنهم يخططون للاحتفال بعيد ميلادك ويهدوك سيارة فخمة. أو تخيل لو اجتمعت مع مديرك ومن خلال حديثك معه اكتشفت ما يجول في عقله بأنه يريد أن ينهي عملك. إن اتقان هذه الصفة الغريبة يؤدي إلى القدرة على معرفة ما يدور في عقل الإنسان الآخر من أفكار، وأحيانا القدرة على تغييرها، أن قراءة الأفكار بات موضوع جدل غريب، أما من ناحية الإثبات والتيقن منه فهو ما زال في دائرة الشك, أو في دائرة الإنكار والجحد على الغالب.
القدرة على الطيران
منذ فجر التاريخ لم يتوقف الإنسان عن مراقبة الطيور وهي تطير في السماء محاولاً تقليدها. ولعل أولى محاولات الإنسان ما يذكره التاريخ عن شخص يدعى عباس بن فرناس الذي أطال التفكير في كيفية الطيران فصنع جناحان كبيران وثبتهما على جسده ومن ثم ذهب إلى مكان عالٍ وقفز. وشكلت هذه المحاولة أساساً لما شهده الإنسان من تطور كبير في الطيران. ومع ذلك كله، تبقى رغبة امتلاك قوة تمكنك من التحليق والطيران دون طائرة هو ما يبحث عنه المغامرون. تخيل لو أن لديك القدرة على الطيران فتتجاوز الازدحام المروري الذي يحصل على شارع الملك عبدالله يومياً بعد انتهاء الدوام وفي نهاية الأسبوع وتصل لمنزلك ببضع دقائق بدلاً من ساعة أو ساعتين أو أكثر في بعض الأحيان. تخيل لو أن لديك جناحان تطير بهما وقتما تريد إلى من تحب.
إن هذه القوى الخارقة المذكورة أعلاه هي أكثر ما يتمناه الناس في أي مكان. ولكن على الرغم من عدم القدرة على السفر عبر الزمن، والطيران، وقراءة الأفكار أو التخفي، فإن التفكير بهذه القوى لا يتوقف عن كثير من الناس. معظم الناس يتخيلون امتلاك قوى خارقة تجعل حياتهم كلها عجايب.