فتحت مسيرة لنحيا، إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي انطلقت فعالياتها أمس (الجمعة) بالجامعة الأمريكية في الشارقة، بمشاركة أكثر من 2000 شخص، المجال واسعاً أمام الناجين من مرض السرطان، لسرد تجاربهم الملهمة، ورحلة تحديهم للمرض حتى تحقق الشفاء التام لهم.
وخصصت المسيرة خيمة خاصة للناجين، تعرف من خلالها جميع المشاركين في فعاليات المسيرة على أدق المعلومات والتفاصيل، والظروف النفسية والمادية التي يمر بها مريض السرطان، منذ لحظة اكتشافه للمرض، وخضوعه لجرعات العلاج، واستجابة جسده للدواء، وتعافيه الكامل من المرض، كما تعرف المشاركون على الدعم الكبير الذي تقدمه جمعية أصدقاء مرضى السرطان بشتى صوره للمصابين وأسرهم.
واستعرض عدد من الناجين تجربتهم مع مرض السرطان، وقدموا خلالها للحضور الكثير من النصائح والإرشادات المفيدة للتعامل مع المرض، كما قدموا لذوي المصابين طرق وأساليب التعامل مع هذا الوضع الصعب والمرحلة المفصلية فمن حياتهم.
وبشأن مسيرة لنحيا وأهميتها أجمع الناجون من المرض على أن المسيرة، شكلت حدثاً مهماً ومنعطفاً استثنائياً في حياتهم، حيث تناولوا أهمية ما تقدمه للمصابين وذويهم وللناجين من دعم مادي ومعنوي، يشكل لكثير من المصابين تحولاً إيجابياً في رحلة علاجهم وفي حياتهم.
وفي هذا الصدد وصفت سناء أبو شمالة إحدى الناجيات المشاركات في المسيرة، سماعها بخبر إصابتها بالصدمة التي قلبت حياتها رأساً على عقب، والتي كادت أن تقضي على آمالها في الحياة، مشيرة إلى أن وصولها إلى جمعية أصدقاء مرضى السرطان، أعاد لها الاتزان وتنظيم حياتها، حيث تم تحويلها إلى المستشفى من أجل البدء برحلة العلاج.
وأعربت أبو شمالة عن سعادتها كمشاركة ناجية من مرض السرطان في مسيرة "لنحيا" التي تزرع بذور الأمل في نفوس المصابين وأسرهم، وتتابع ري هذا الزرع حتى ينضُج شفاءً للمصابين، وقوة وعزماً لدى ذويهم، موصية مرضى السرطان بالثقة بالله عز وجل وتقوية عزيمتهم وإرادتهم في مواجهة المرض.
من جانبها قالت الناجية رقية لمري، جئت اليوم لأشارك أسرتي كاملة في هذه التظاهرة النبيلة، حيث أنني قوبلت كواحدة من أفراد أسرة كل موظف وعامل في جمعية أصدقاء مرضى السرطان، الذين أعادوا لي الأمل الذي فقدته يوم علمت بإصابتي، وتابعوا رحلة علاجي خطوة بخطوة ومن كافة النواحي المادية والمعنوية، واليوم أنضم إلى جانبهم لأشارك تجربتي من خلال هذه المسيرة الإنسانية التي لا نرى مثيلاً لها في المنطقة، حيث أنني لم أسمع بمسيرة "لنحيا" إلا هنا في الشارقة.
أما نادية التي نذرت نفسها لخدمة ومساعدة مصابي السرطان بعد أن عاشت تجربة مريرة فقدت خلالها زوجها الذي أصيب بالمرض، حيث أكدت أن المسيرة كانت من التنظيم والدقة بما يدعو للفخر، فضلاً عن الأهداف التي حققتها المسيرة اليوم من دعم معنوي وعيني للمصابين وذويهم، مشيرة إلى الدعم الكبير الذي مكنها من الوقوف إلى جانب زوجها أثناء فترة علاجه.
ولفتت نادية إلى أنها شاركت في المسيرة لشعورها بأن الوقوف إلى جانب مرضى السرطان، وإعادة الأمل إلى نفوسهم يعد واحدة من أهم مراحل العلاج، مستعرضة تجربتها مع مرض زوجها، وكيف كان للجانب الإنساني والعون النفسي الذي قدمته جمعية أصدقاء مرضى السرطان أكبر الأثر في قدرتها على مؤازرة زوجها، وعلى تنظيم أمور حياتها لأن ذوي المرضى كما تقول عفيفي يعانون أحياناً أكثر من المريض تفسه.
ويضم برنامج مسيرة "لنحيا" أكثر من 40 فعالية ترفيهية إلى جانب جولات المسيرة التي تتواصل على مدار الساعة، وتشمل مجموعة كبيرة من العروض الموسيقية والفعاليات الأدبية والثقافية إلى جانب الفعاليات والأنشطة الرياضية، والفعاليات الترفيهية الخاصة بالصغار التي تشمل القلاع المطاطية والألعاب والفنون والحرف اليدوية والرسم على الوجوه ومشاهدة.