مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد نسبة التعرض للشمس يوميا يحذر الخبراء من مخاطر التعرض المفرط لأشعة الشمس الفوق بنفسجية. فلقد أثبتت الدراسات العلمية أن التعرض لأشعة الشمس وعلى الرغم من فوائدها الكثيرة كونها مصدر أساسي وطبيعي للفيتامين "د" هي في الوقت عينه سبب رئيسي للإصابة بسرطان الجلد.
فبحسب الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد يعدّ سرطان الجلد في الوقت الراهن أكثر أنواع السرطان التي تصيب جسم الإنسان فلقد سجلت الإحصاءات الحديثة أن أكثر من مليونين وسبعمئة وخمسين ألف حالة جديدة من سرطان الجلد يتم تسجيلها سنوياً في العالم.
ينجم سرطان الجلد عن النمو غير الطبيعي في خلايا الجلد، وتلعب عوامل متعددة دورها في الإصابة مثل التعرض الطويل لأشعة الشمس الضارة والاضطرابات الجينية الموروثة.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور حسن كلداري، رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر ومعرض دبي ديرما: "خطر التعرض للإصابة بسرطان الجلد بات عاليا في مجتمعاتنا وذلك بسبب الإفراط في التعرض لأشعة الشمس ما فوق البنفسجية المؤذية وخصوصا في موسم الصيف. فلقد لاحظت مؤخرا أن خطر الإصابة بسرطان الجلد بات يهدد جيل الشباب أيضا وبالخصوص عند أولئك الذين يلجؤون لاستخدام أجهزة التسمير الاصطناعي على الجلد أو ما يعرف بالسولاريوم."
هذا ومن الجدير بالذكر أن الجمعية الألمانية لمكافحة السرطان قد حذرت مؤخراً من خطورة أجهزة التسمير الاصطناعي على الجلد، حيث أنها ترفع خطر الإصابة بسرطان الجلد. وأوصت بعدم استعمال أجهزة التسمير الاصطناعي بغرض الحصول على تسمير أولي مشيرة إلى عدم جدوى التسمير الأولي في حماية البشرة من أشعة الشمس، حيث أن التسمير الأولي يساعد على الوصول إلى درجة الحماية الذاتية للجلد، والتي تعادل مُعامل حماية من الشمس يبلغ 6، وهو غير كاف للحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
وللوقاية من خطر الإصابة بسرطان الجلد، يؤكد الدكتور حسن كلداري على ضرورة تفادي التعرض الكثيف لأشعة الشمس من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر ولفت إلى ضرورة استخدام المستحضرات الواقية من أشعة الشمس التي لا يقل مؤشر الحماية فيها عن الثلاثين بالإضافة إلى استعمال النظارات الشمسية.
هذا وقد أعلنت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية(FDA) مؤخرا عن عقار (أودومزو) لعلاج أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعا والذي يفيد المرضى الذين يعانون من حالات متقدمة من سرطان الجلد (كارسينوما) ويوقف أو يبطئ نمو الأنسجة السرطانية من خلال سد المسارات الجزيئية الناشطة في الخلايا السرطانية الأساسية.
وتعليقا على هذا الدواء قال الدكتور حسن كلداري: " تعتبر الجراحة أو الاستئصال الكامل للورم العلاج الأمثل لسرطان الخلايا القاعدية ولكن يستخدم هذا العقار عند فشل علاج الأورام السرطانية من خلال الجراحة أو العلاج الإشعاعي بسبب عمر المريض أو فشل العملية الجراحية وبالتالي وجود خيار للعلاج الطبي مهم جدا. يشار أن هذا العقار يستخدم لعلاج نوع واحد معين من سرطان الجلد، سرطان الخلايا القاعدية، وهو أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعا."
ومن الجدير بالذكر أن خلايا كارسينوما السرطانية هي عادة نوع من سرطانات الجلد البطيئة النمو غير المؤلمة التي تبدأ في الطبقة الظاهرة من الجلد وتنمو في المناطق التي تتعرض عادة للشمس والإشعاعات فوق البنفسجية الأخرى ورغم كونه في مراحل متقدمة لا ينتقل هذا النوع من السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.