تتابع دول مجلس التعاون الخليجي مشاريع بمليارات الدولارات الأمريكية لتوسيع مطاراتها بهدف تلبية النمو السريع في عدد المسافرين جواً، والذي من المتوقع أن يتضاعف بحلول العام 2035، إضافة إلى توسيع أساطيل شركات الطيران، سيما الوطنية منها.
وسوف تقود دولة الإمارات العربية المتحدة النمو الذي يسجله الشرق الأوسط في عدد المسافرين جواً مع نمو سنوي بنسبة 6.3%، وذلك وفقاً لأحدث تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، فيما من المتوقع أن تشهد المنطقة نمواً قوياً بنسبة 5% سنوياً، وفقاً أيضاً لاياتا التي تتوقع قيام 7.2 مليار شخص بالسفر جواً في العام 2035، ما يعني تقريباً ضعف عدد المسافرين جواً في العام 2016 والذي بلغ نحو 3.8 مليار مسافر. ومن المتوقع لهذا النمو القوي أن يولد استثمارات إضافية لجهة مشاريع توسيع المطارات.
وسوف يتحدث ممثلون عن مطارات المنطقة حول خططهم التوسعية، وسيستكشفون أحدث التكنولوجيات في الدورة السابعة عشرة من معرض المطارات، الذي يعتبر معرض لقاء أعمال صناعة الطيران الرائد في العالم، والذي سيقام في الفترة بين 15 و17 مايو، 2017، مترافقاً مع النسخة الرابعة من معرض السفر وتموين الرحلات في الشرق الأوسط، والنسخة الخامسة من منتدى قادة المطارات العالمية، الذي يقوم بتنظيمه مركز المحيط الهادئ للطيران (كابا).
وسوف يعرض معرض المطارات الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، أحدث الحلول والتكنولوجيات والخدمات المتعلقة بالمطارات.
وتبحث المطارات في كافة أنحاء العالم عن طرق تمكنها من التعامل بفاعلية مع الأعداد المتزايدة من المسافرين، إضافة إلى تعزيز وترقية مرافقها وسط تقديرات بتضاعف عدد المسافرين جواً.
ويشير أحدث تقرير صدر عن مؤسسة ديلويت إلى ضخ دول مجلس التعاون الخليجي 100 مليار دولار أمريكي لتمويل مشاريع توسعة وبناء المطارات في الدول الستة الأعضاء في المجلس.
وتنفذ دولة الإمارات العربية المتحدة مشروع توسعة مطار آل مكتوم الدولي بقيمة 34 مليار دولار أمريكي، حيث يتضمن المشروع بناء 5 مدارج وتأمين طاقة استيعابية تصل إلى 160 مليون مسافر سنوياً.
ويتوقع مطار دبي الدولي الذي تفوق على مطار هيثرو اللندني ليصبح المطار الأكثر ازدحاماً في العالم لجهة المسافرين الدوليين، أن تتجاوز حركة المسافرين عبره هذا العام عتبة 83 مليون مسافر، في مقابل 78 مليون مسافر العام الماضي، فيما يتوقع استخدام 90 مليون مسافر له في العام القادم. وأعلن المطار بهدف دعم هذا النمو تلزيم العمل على مشروع من شأنه توسيع مواقف الطائرات من طراز ايرباص ايه 380 في الكونكورس C من مطار دبي الدولي، وذلك لتمكين المنشآة من استيعاب أسطول شركة طيران الإمارات المتنامي من هذه الطائرات النفاثة العملاقة. ويشكل مشروع الترقية هذا الذي بدأ العمل فيه في الربع الثالث من العام الحالي والذي من المتوقع إنجازه بحلول نهاية العام 2018، جزءاً من برنامج مطار دبي الدولي بلاس الذي أطلقته مؤسسة مطارات دبي المشغلة للمطار، والتي تأمل من خلاله زيادة سعة المطار لتصل إلى 118 مليون مسافر سنوياً بحلول العام 2023، وذلك دون بناء أي بنى تحتية رئيسية إضافية.
ولم تتأثر خطط التوسع بانخفاض أسعار النفط، وذلك بالنظر إلى سياسة التنويع التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي حدت من اعتماد الاقتصاد على النفط.
ومن المنتظر أن يصل مطار أبو ظبي الدولي إلى حاجز 40 مليون مسافر بحلول العام 2017، وذلك بفضل مشروع مجمع المطار الرئيسي الجديد الذي تبلغ قيمته 6.8 مليار دولار أمريكي.
ويعتبر مبنى المسافرين الذي تبلغ مساحته 700,000 متر مربع أحد أهم مشاريع البنى التحتية التي سيتم تنفيذها في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وسوف يمكن المطار من التعامل بشكل أولي مع 27 مليون مسافر سنوياً، حيث سيتم إنجاز 70% منه مع نهاية العام الحالي.
ويشكل مبنى المسافرين الجديد جزءاً من خطط إمارة أبو ظبي الأشمل لزيادة حركة السياح كجزء من مرامي استراتيجية رؤية 2030 التي تهدف لتنويع الاقتصاد.
بدوره، يخطط مطار الشارقة الدولي للتعامل مع 25 مليون مسافر سنوياً بحلول العام 2025، وذلك بالتوافق مع توسع قطاع الطيران.
فيما تنفذ إمارة عجمان مشروع مطار عجمان الدولي الجديد بقيمة 2.1 مليار درهم إماراتي (571 مليون دولار أمريكي)، والذي من المتوقع أن يتعامل لدى إنجازه مع مليون مسافر سنوياً.
ومن جانبه، دخل مطار الملك عبد العزيز الدولي (جدة، المملكة العربية السعودية) عملية تطوير ثلاثية المراحل بقيمة تربو عن 1.5 مليار دولار أمريكي، وذلك بهدف تلبية احتياجات ما يزيد عن 30 مليون مسافر. ومن المنتظر أن يتم إنجاز المرحلة الأولى من المشروع في العام 2017، وهي تتضمن مجمعاً برجياً لمباني المسافرين، وبرج مراقبة، ومرافق، وطرق تفضي إلى المطار. وسيتم إنجاز المرحلتين الثانية والثالثة بحلول العام 2035، ما سيمكن المطار من التعامل مع 85 مليون مسافر سنوياً.
وسيسهم توسيع المطار في مساعدة المملكة على زيادة عدد المسافرين من 28 إلى 45 مليون مسافر بحلول العام 2020، وهو الهدف الذي وضعته الهيئة العامة للطيران المدني في خطتها التشغيلية.
ومنحت الكويت عقدا بقيمة 4.8 مليار دولار أمريكي لشركة محلية لتوسيع المطار الدولي الوحيد في البلاد. ويشمل العقد بناء مبنى جديد للمسافرين ومدرج، بالإضافة إلى حوالي 30 بوابة مغادرة، وذلك لتعزيز قدرة المنشأة من سبعة ملايين مسافر حالياً إلى 13 مليون مسافر في عام 2016. ومن المقرر أن ترتفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 25 مليون مسافر بحلول عام 2025.
وتعمل مملكة البحرين على تنفيذ مشروع توسيع بقيمة مليار دولار أمريكي، بهدف رفع الطاقة الاستيعابية لمطار البحرين الدولي إلى 13.5 مليون مسافر سنوياً.
وقال دانيال قريشي، مدير معرض المطارات: "توسيع وتحديث المطارات هو عملية مستمرة تقريبا في كل جزء من العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، الذي من المتوقع أن يستقبل تقريبا ضعف عدد الركاب في غضون عقدين من الزمن بالمقارنة مع اليوم. وتثمن السلطات في المنطقة الحاجة إلى الاستثمار المستمر في مطاراتها، ونحن سعداء لتوفير منصة يمكنهم من خلالها رؤية أفضل وأحدث ما يمكن أن تقدمه الصناعة العالمية".
وستقوم أكثر من 300 شركة عالمية رائدة بعرض مجموعة رائعة من منتجات، وحلول، وخدمات صناعة المطارات في معرض المطارات 2017، الذي سوف يحظى بحضور متوقع لأكثر من 7,500 مهني، و150 مشتري هام مستضاف، وأكثر من 100 هيئة من هيئات الطيران الإقليمية.
وستنعقد الدورة السابعة عشرة لمعرض المطارات في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض في الفترة بين 15 و17 مايو، 2017، وهي تتلقى الدعم من هيئة دبي للطيران المدني، ومؤسسة دبي لمشاريع المطارات الهندسية، ومؤسسة مطارات دبي، ووكالة دبي الوطنية للسفر الجوي، من ضمن جهات أخرى.