كشفت أوليفر وايمان، الشركة العالمية الرائدة في مجال الاستشارات الإدارية، أن أكثر من ثلث القوى العاملة والطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة يوظفون الإمكانات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز مستويات الإنتاجية والابتكار وتطوير الآليات الدراسية، ومع ذلك فإن أصحاب العمل والمعلمين ليسوا على دراية بهذا الاستخدام المتزايد داخل مؤسساتهم وهيئاتهم التعليمية والأكاديمية.
ويعد الذكاء الاصطناعي التوليدي إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمتاز بالقدرة على إنشاء محتوى واسع ومتنوع لمستخدميها، بما في ذلك تحرير النصوص، وابتكار محتوى الصوت والفيديو. ومن الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تحظى بشعبية واسعة في دول الخليج العربي: تشات جي بي تي (ChatGPT)، وجي بي تي 4 (GPT-4)، وبارد (Bard)، وسينثيسيا (Synthesia).
وقد بلغت نسبة الاستخدام غير المعلن للذكاء الاصطناعي التوليدي في دولة الإمارات العربية المتحدة 39%، في نسبة تتماشى مع متوسط الاستخدام العالمي. واحتلت المكسيك المرتبة الأعلى بنسبة استخدام بلغت 46%، بينما سجلت إيطاليا أقل معدل عند 34%. وفيما يتعلق بالقطاعات الصناعية، استخدم 45% من العاملين في قطاع التصنيع في دولة الإمارات العربية المتحدة الذكاء الاصطناعي دون معرفة أصحاب العمل، يليهم 38% من العاملين في قطاع التكنولوجيا، و33% من العاملين في قطاع الخدمات المالية.
وأجريت الدراسة البحثية حول سلوكيات الذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة في شهر يوليو 2023 من قبل منتدى أوليفر وايمان، وهو مركز أبحاث للاستشارات الإدارية ومكرّس لبناء مجتمعات قيادية قادرة على مواجهة التحديات العالمية المشتركة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال جاد حدّاد، رئيس قسم القطاع الرقمي في الهند والشرق الأوسط وإفريقيا لدى أوليفر وايمان: "لا شكّ أن تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على قوى العمل المستقبلية سيكون كبيراً ومفيداً في العديد من الجوانب. ومع ذلك، فإن وتيرة تبني هذه التكنولوجيا وما يترتب عليه من تحول وتطور ستختلف بشكل كبير عبر الصناعات والشركات، وذلك وفقاً لسياساتها وإجراءاتها ومدى استعدادها وقدرتها على تبني التغيير. إن مفتاح نمو وتطور الأعمال في المستقبل يكمن في تمكين الأفراد الذين يمكنهم تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والإنتاجية".
ولم يستغرب حدّاد قيام 39% من الموظفين والطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل سري، وذلك لما تمتاز به هذه التكنولوجيا من قدرات كبيرة لتبسيط وتسريع العمليات، بما في ذلك العمليات الروتينية والمملة. وعلى الرغم من ضرورة النظر في عوامل الخطورة المرتبطة بهذه التكنولوجيا وأخذها مأخذ الجد، إلا أنه يتعين على الشركات عدم التغاضي عن التكنولوجيا، حيث إن هذا التغاضي قد يؤدي إلى زيادة الاستخدام السري لها، مما يشكل تهديداً كبيراً للأمن السيبراني.
واختتم حدّاد قائلاً: "تحتاج جميع الشركات العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى التفكير بجدية وجرأة الآن بسياسات تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي التي لا يمكننا تجاهلها، إذ تعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي من الابتكارات الفريدة التي أتت لتبقى".
-انتهى-