شهد العام 2018 تغييرات كبيرة في عالم التكنولوجيا، وتطوراً مذهلاً أسهم في وضع أساسيات الذكاء الاصطناعي. فقد طالت الابتكارات الكثير من مفاصل الحياة اليومية للناس، سواءً في المنزل أو مختلف قطاعات الأعمال. وأصبحت التكنولوجيا اليوم جزءً من الحراك الحياتي الجديد الذي اندمج معه الجميع ليصبحوا جزءً منه. فقد دخل الذكاء الاصطناعي عالم الصناعة والطب والعلوم الانسانية، مرتكزاً على المفهوم السائد من أن الثابت الوحيد في التكنولوجيا هو التغيير والتجدد والإبتكار.
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة عام 1956، حيث يعتبر العالم الأمريكي جون مكارثي أحد الآباء المؤسسين لهذا الفرع من المعرفة الإنسانية. وقد كان الهدف من هذا العقل الإلكتروني إيجاد آلات ذكية تعمل وتتفاعل كالبشر، وحينها اقترح عالم الرياضيات البريطاني الشهير آلان تورينج أن يكون المؤشر الحقيقي لقياس ذكاء الكمبيوتر هو عدم قدرتنا على التمييز بين إجابته وإجابة الإنسان للسؤال ذاته، وهذا مابدأ يتحقق بالفعل في الآونة الأخيرة.
يتوقع أن يكون عام 2019 عام الذكاء الاصطناعي، وشاشات التلفزيون الفريدة والإنترنت الأسرع، وهناك الكثير من قطاعات الأعمال دخلت هذا السباق مع طموح كبير في أن تكون في المراكز الأولى. وكانت ال جي في مقدمة الشركات التي أولت منذ وقت طويل اهتماماً خاصاً بالتطور التكنولوجي، استحقت معه موقع الصدارة والريادة من خلال تقنياتها المتطورة وتفكيرها المستقبلي الذي جسدته منتجاتها المدمجة بالذكاء الاصطناعي، والتي باتت تحظى بتقدير عالمي واسع.
فقد منحت منصة الذكاء الاصطناعي LG Deep ThinQ المنتجات عقولاً ليكون بإمكانها التنبؤ باحتياجات المستخدمين والتكيف مع سلوكياتهم المختلفة. ومن ذلك Hom – Bot المكنسة الكهربائية الرائدة التي تميز الأشياء باستخدام ثلاث كاميرات لمسح المقدمة والسقف والأرض مع 51 حساس يتيح لها إدراك ما يحيط بها في بيئتها طوال الوقت. أيضاً ثلاجة LG SIGNATURE InstaView التي تقوم بتحليل أنماط الاستخدام والأكل ويمكنها إعداد الثلج أو تغيير أنماط نظام التعقيم وفق معدلات الحرارة الخارجية. كذلك مكيف هواءLG Dualcool ThinQ Stand Invertor أحد منتجات LG ThinQ يمكنه ضبط قوة تدفق الهواء بفضل أجهزة الاستشعار التي تعرف مدى قرب الأفراد من الجهاز. هناك ايضاً تشكيلة تلفزيونات إل جي 2018 SUPER UHD المجهزة بواسطة المعالج (ألفا 7) من إل جي، مدمج معها تقنية الذكاء الاصطناعي Deep ThinQ
إمكانات كبيرة وغير محدودة يتمتع بها الذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤكده حجم الاستثمار الكبير فيه والسعي الحثيث من أجل التوسع في التكنولوجيا الذكية. وفي العام الماضي وضع مستثمرو المشاريع والشركات والمستثمرون ما يقدر ب 3.6 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي.
ورغم الجدل الكبير بإمكانيات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، إلا أن الزيادة المضطردة وغير المسبوقة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي تؤكد مدى أهميته. فقد ارتفعت نسبة الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي اليوم الى 80%، وفقاً لفوربس، فيما بدأت 30% من الشركات تخطط لتوسيع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي على مدار الـ 36 شهراً القادمة. وأن هذا التوجه سيشكل تحدياً كبيراً للعديد من المجالات المشمولة بالابتكار. ال جي وباعتبارها شركة رائدة في مجال الالكترونيات المدمجة في الذكاء الاصطناعي، ستواصل دعم السوق بتقديم أفضل المنتجات ضمن مجموعة ThinQ التي تجاوزت بها حتى الآن توقعات المستهلكين.
بدأت المملكة تولي أهمية قصوى لتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، واضعة النهوض بقطاع التقنية في سلم الأولويات وفق رؤية 2030. فقد حظي الذكاء الاصطناعي باهتمام بالغ تجسد في توقيع المملكة مذكرات تفاهم مع شركات عالمية متخصصة، للإسهام في تحقيق التحول الرقمي للمملكة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما بدأت المملكة العمل على تأسيس المشاريع المستقبلية على قاعدة الذكاء الاصطناعي.
ويمثل مشروع "نيوم" واحدًا من المشروعات السعودية التي يجري تأسيسها بالكامل وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي، فالتصميمات الإنشائية لـ"نيوم" مبنية على جعله مدينة ذكية في البنية التحتية والطرق ووسائل المواصلات والاتصالات التي ستتوفر بجودة عالية، وإتمام المعاملات عن طريق "المترجم الآلي" الذي يغني عن المترجمين، بما يحقق "رؤية المملكة 2030" التي تهدف ضمن بنودها إلى الانتقال إلى عالم الإبداع والابتكار عبر التطور التكنولوجي.
وتشير آخر التقديرات الدولية إلى أن الصين وأمريكا الشمالية، يٌعدان الفائز الأكبر من دمج الذكاء الاصطناعي في العملية الإنتاجية، إذ سيبلغ اجمالي المكاسب الاقتصادية لهما نتيجة تعزيز الآلة الإنتاجية لاقتصاداتهما بالذكاء الاصطناعي نحو 10.7 تريليون دولار حتى عام 2030، أي ما يعادل نحو 70% من التأثير الاقتصادي الكلي للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد الكوني.
وباعتبارها في طليعة ثورة الذكاء الاصطناعي تخطط ال جي للكشف عن كل القطاعات الرئيسية تقريبًا، من التكنولوجيا إلى الرعاية الصحية، والزراعة، والنقل، والهندسة وغيره. وقد بدأت العديد من القطاعات الحكومية والخاصة بالمملكة العمل على تطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي واكتساب المعرفة والتكنولوجيات المتعلقة به، ما يمكنها الاستفادة من قدرات ال جي في هذا الجانب، سيما وأن الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي واعد ومليء بالكثير من الفرص التي تدر أرباحاً عاليةً..
بالإضافة إلى ذلك، فإن عالماً أكثر ذكاءً من خلال إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لا يمكن تحقيقه دون استخدام الجيل الخامس والقدرة العالية والسرعة العالية. نظراً لأن النظام قادر على حمل أعداد كبيرة من الاتصالات في آنٍ واحد، فإن الجيل الخامس أمر بالغ الأهمية في تطوير المدن الذكية والسيارات المستقلة والمنازل الذكية.