تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وبتنظيم الهيئة العامة للطيران المدني، انطلقت صباح الأحد فعاليات مؤتمر الطيران المدني الدولي 2019م ولمدة يومين، بحضور أكثر من 15 وزير نقل ومواصلات وبمشاركة أكثر من 140 من رؤساء سلطات ومنظمات وتنفيذيين لكبرى شركات الطيران من مختلف دول العالم، في فندق الريتز كارلتون بمدينة الرياض.
ورحب وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور نبيل بن محمد العامودي، في كلمة له خلال المؤتمر، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله، بالحضور مقدمًا الشكر لتلبية الدعوة للمشاركة في المؤتمر، الذي تعتز المملكة باستضافته وتنظيمه بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).
وقال العامودي، لقد جاءت الرعاية الملكية الكريمة لهذا المؤتمر انطلاقاً من القناعة بأهمية صناعة النقل الجوي على المستوى العالمي، ودوره الذي تقدمه لشعوب العالم أجمع، علاوة على قناعة قيادتنا بأن نجاح هذه الصناعة لا يمكن أن يتحقق إلا بالتعاون الوثيق بين دول العالم، والهيئات المتخصصة في صناعة النقل الجوي، وفي مقدمتها منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).
وأشار إلى أن برنامج رؤية المملكة 2030 بما شملته من طموحات تستهدف تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير عوامل الاستدامة والتنوع للاقتصاد السعودي، بما يعزز ترسيخ مكانة المملكة كأحد أهم أقطاب الاقتصاد والتنمية العالمية، حيث شكّل قطاع النقل الجوي في المملكة، رافدًا اقتصاديًا مهمًا، كما أشارت آخر الإحصائيات التي نشرها اتحاد النقل الجوي الدولي (آياتا) عام 2014م بإسهام قطاع الطيران المدني في المملكة بنحو (126) مليار ريال سنويًا من الناتج الوطني ضمن عوائد مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب توفير(527) ألف وظيفة في القطاع، وجميع ذلك يشكل مساهمة بـنحو 4,6% من إجمالي الناتج الوطني.
وأضاف، نحو تطوير الأداء والاستجابة لمتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، نساهم اليوم من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية على مبادرات التي للتطوير والتوسع في مجال صناعة النقل الجوي، متطلعين لوصول المملكة إلى المرتبة 25 -LpI الصادر عن البنك الدولي، كما نسعى إلى رفع طاقة الشحن بمقدار(5.2) مليون طن، من خلال إنشاء وتطوير خمسة مطارات، وتوسعة ثلاث محطات شحن جوي، وتحسين البنية التحتية للمنافذ الجوية، وتوليد فرصة عمل جديدة للارتقاء بسلامة النقل الجوي وتعزيز الاستدامة البيئية، إلى جانب رفع مستوى مشاركة القطاع الخاص لتعزيز قدرة المملكة على التصدير، وتحقيق طموحات وأهداف البرنامج في أن تصبح المملكة مركزًا عالمياً للخدمات اللوجستية.
ونوه العامودي بأهمية دور المرأة في المجتمع ومشاركتها في برامج التنمية وإيمانًا بدورها الحيوي والفعّال فقد مكّنتها الهيئة العامة للطيران المدني من العمل بقطاع الطيران المدني في مختلف المجالات المالية والإدارية والهندسية، علاوة على مجالات المراقبة الجوية وأمن وسلامة الطيران، وتطبيقًا لذلك فقد اعتنى المؤتمر بهذا الموضوع وخصص إحدى جلساته عن المرأة والفرص المهنية، وسط عناصر بارزة، خاضوا العديد من الأدوار الفنية والإدارية.
من جانبه، أعرب رئيس منظمة الطيران المدني الدولي(الإيكاو) أولومويا بيناردبينارد، عن شكره وتقديره إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على رعايته الكريمة لهاذا المؤتمر، وعلى رعاية المملكة العربية السعودية واستضافتها منظمة السلامة الجوية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقديم كافة الدعم الفني والمالي لها، مبينًا إلى أن هذا التعاون سيساهم في مساعدة الدول الإقليمية الأعضاء لتحقيق أهدافها في ضوء سلامة الطيران العالمي والخطة العالمية للملاحة الجوية.
وأوضح أن الإحصاءات العالمية للمسافرين تشير إلى نمو مستمر حيث وصل عدد المسافرين خلال العام 2018م إلى 4.1 مليار مسافر على متن 38 مليون رحلة دولية، مشيراً إلى أن هذه الأرقام ستكون في تزايد في الخمس عشرة سنة القادمة في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط.
وأفاد رئيس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، أنه لا يزال قطاع الطيران المدني يمثل هدفًا قيمًا للإرهاب، والطرق المستخدمة في هذا المجال ازدادت، ومنها اختطاف الطيارات، ومتفجرات مخبأه وأشياء أخرى تقليدية كما هناك مخاوف من الهجوم في المطارات وكذلك الهجوم الافتراضي، وأود أن أؤكد على امتنان (الإيكاو) للمملكة العربية السعودية لمساعدتنا على إيجاد قاعدة صلبة ودعم لكي نقوم باتخاذ هذه المبادرات الأمنية.
وعد رئيس منظمة الطيران المدني الدولي(الإيكاو)، إعلان الرياض في العام 2016م داعمًا أساسيًا لعقد الاجتماع الأول لمجموعة الشرق الأوسط للأمن والتسهيلات في دولة الكويت في سبتمبر الماضي، مشيداً بالدعم السخي من المملكة العربية السعودية في احتضان المكاتب الجديدة لبرنامج أمن الطيران التعاوني في الشرق الأوسط.
وشاهد الجميع عرضًا مرئًا يستعرض اللاوئح التنفيذية للهيئة العامة للطيران المدني (151-68) الخاصة بترخيص مزودي ومشغلي الخدمات الأرضية بمطارات المملكة حيث تم اصدار (16) رخصة تشغيلة في مطارات المملكة.
بعدها، قام مساعد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني لمعايير الطيران ياسر بن منصور المعيوف، بتسليم الرخص التشغيلية لخمس شركات، وهي الشركة السعودية لخدمات الملاحة الجوية وشركة الخطوط السعودية للتموين وشركة الخطوط السعودية للشحن الجوي، والشركة السعودية للخدمات الأرضية، وشركة أبسكو لتجارة المواد البترولية، تلاها تم توقيع ثلاث اتفاقيات للخدمات الجوية هي اتفاقية الخدمات الجوية بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية قبرص، وقعها من الجانب السعودي وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور نبيل بن محمد العامودي، ومن جانب جمهورية قبرص وزيرة النقل والاتصالات والأشغال فاسيكي انستاسيادو، واتفاقية للخدمات الجوية بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية تشاد، وقعها من جانب المملكة وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور نبيل بن محمد العامودي، ومن جانب جمهورية تشاد وزير الطيران المدني والأرصاد الجوية الوطنية محمد طاهر عروزي، واتفاقية للخدمات الجوية بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجورجيا، وقعها من جانب المملكة العامودي، ومن الجانب الجورجي نائب الوزير، وزارة الاقتصاد والتنمية المستدامة أكاكي ساقراشفلى.
ووقع وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور نبيل بن محمد العامودي، محضر اتفاق بين الهيئة العامة للطيران المدني وسلطة الطيران المدني بجمهورية الأرجنتين، تمهيداً للدخول في اتفاقية للخدمات الجوية بعد استكمال كل طرف لإجراءاته النظامية الداخلية، ووقعها من الجانب الأرجنتيني مدير عام الطيران المدني الدكتور توماس أنساوستي.
عقب ذلك، افتتح وزير النقل المعرض المصاحب للمؤتمر الذي يشتمل على أجنحة للشركات الطيران وخدمات النقل الجوي.
بعد ذلك بدأت جلسات العمل للمؤتمر.