وقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومبادلة للرعاية الصحية، مؤخراً، اتفاقية تعاون لإطلاق مبادرة إنسانية لمساعدة الأزواج الذين يعانون من تأخّر في الإنجاب، وذلك من خلال تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية مجاناً لغير المقتدرين، وفق البروتوكول المعتمد للمبادرة، من خلال سلسلة مراكز "هيلث بلاس للإخصاب" التابعة لمبادلة للرعاية الصحية والشرقية المتحدة للخدمات الطبية في أبوظبي ودبي، بالإضافة إلى عيادات الإخصاب التي تديرها في عدد من المستشفيات الرائدة المنتشرة في العين والفجيرة وباقي أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة ما يسمح باستقبال عدد أكبر من المستفيدين من جميع إمارات الدولة.
وتأتي هذه المبادرة والتي أطلق عليها اسم "معاً نهديهم الأمل" في إطار الدور الإنساني الذي تضطلع به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين في مناطق عديدة وفي سياق التواصل مع الفئات الأشد احتياجاً، ولما يحتمه الواجب الإنساني والأهداف السامية التي تسعى إليها الهيئة، باعتبارها هيئة إنسانية طوعية تهدف إلى تحقيق رسالتها السامية.
وتتماشى هذه المبادرة مع استراتيجية المسؤولية المجتمعية التي تتبناها مبادلة للرعاية الصحية حيث تواصل تقديم العون والمساعدات المالية لذوي الدخل المحدود وقد سبق وأطلقت هيلث بلاس للإخصاب عدة مبادرات خيرية أهمها عام 2018 حيث قامت بتخصيص مليون ونصف مليون درهم إماراتي لتقديم علاجات إخصاب لعدد من الأزواج المتعثرين غير القادرين على تدبير نفقات علاج تأخّر الحمل.
وقد تم إطلاق المبادرة بموجب اتفاقية وقّعتها كلّ من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ممثّلة بسعادة سالم الريس العامري نائب الأمين العام للشؤون المحلية فيها، والشرقية المتحدة للخدمات الطبية ممثّلة بالسيد مجد أبو زنط الرئيس التنفيذي لديها.
وأكد سعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، على أهمية المبادرة في إتاحة المجال أمام الأزواج غير المقتدرين الذين يعانون من تأخّر في الإنجاب، للاستفادة من هذه المبادرة الإنسانية الصحية والتي من شأنها أن تفتح المجال أمام المئات لمساعدتهم، بمشاركة مبادلة للرعاية الصحية ومراكز هيلث بلاس للإخصاب، مشيراً إلى أن على الراغبين في الاستفادة من المبادرة التسجيل المسبق للتحقق من توافر المتطلبات اللازمة والحالة الطبية، وأن الهيئة ستتولى تسديد نفقات تكلفة دورات العلاج من ريع التبرعات المستلمة من حملة التبرع التي تم إطلاقها لهذه المبادرة، مؤكداً اعتبار الهلال الأحمر الإماراتي الصلة والوسيط بين فاعل الخير والمحتاج."
وقال الفلاحي إن اختيار مبادلة للرعاية الصحية كشريك في هذه المبادرة الإنسانية، يأتي انطلاقاً من حرص الهيئة على توفير أفضل الخدمات العلاجية للفئات المستهدفة، وفق أعلى المستويات المعتمدة عالمياً للوصول إلى أفضل النتائج العلاجية، وعليه فقد تم اختيار مراكز هيلث بلاس للإخصاب التي تعتبر من أكبر مزوِّدي خدمات الإخصاب في المنطقة.
وعلق حسن جاسم النويس، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للرعاية الصحية، قائلاً: "تحرص مبادلة للرعاية الصحية دوماً على أن تكون في طليعة الداعمين لمبادرات الدولة الإنسانية، وتسعى إلى التعاون المستمر مع الهيئات الإنسانية مثل الهلال الأحمر الإماراتي لرد الجميل لمجتمعنا ووطننا الغالي". وأضاف: "يحتم علينا واجبنا أن نكون مسؤولين اجتماعياً وذلك أمام حكومتنا ومؤسستنا ومجتمعنا، وكوننا شبكة رعاية صحية متكاملة، فإننا أيضاً على دراية كاملة بحجم ونوع التأثير الذي نحدثه في كافة جوانب المجتمع، وإننا على ثقة في أن هذه المبادرة بالتعاون مع الهلال الأحمر ستعطي الأمل للعديد من الأزواج المحرومين من الإنجاب الذين هم في أمس الحاجة إلى العلاجات الطبية المساعِدة على الإنجاب."
وقال النويس "نفخر بما قدمته شبكة هيلث بلاس للإخصاب من رعاية للآلاف من الأزواج منذ إطلاقها عام 2010، ونتطلع إلى توفير الرعاية للأزواج الذين سيتم تحويلهم من خلال الهلال الأحمر الإماراتي في إطار هذه المبادرة الإنسانية."
من جانبه، أكد السيد مجد أبو زنط على أهمية الاتفاقية وقال: "إننا فخورون بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي من خلال هذه المبادرة للتخفيف من معاناة الأزواج غير القادرين على سداد تكاليف علاجات الإخصاب، والذين يعانون من تأخّر في الإنجاب أو المصابين بأمراض وراثية معينة أو الحاملين لها، وإلى مد يد العون لهم في إيجاد العلاجات الناجحة وفقاً لأحدث التقنيات العلمية المعتمدة عالمياً والمطبقة في مراكز هيلث بلاس للإخصاب". وأضاف: "تأتي هذه المبادرة في وقت مثالي حيث يعاني بعض الأزواج من ذوي الدخل المحدود من ضغوطات نفسية ومالية لا سيما خلال الجائحة مما يعطيهم بارقة أمل لتحقيق حلمهم وأمنيتهم ليصبحوا آباءً وأمهات."
وأشار إلى أنه من الممكن لبعض الأسر التي تعاني من أمراض وراثية أن تخضع أيضاً إلى عمليات أطفال الأنابيب، للتأكد من الحمل بطفل سليم لا يعاني من المرض نفسه أو أمراض جينية أخرى، وهو ما يمكن تحقيقه، بإذن الله، وبفضل جهود الأطباء والأجهزة الطبية المتقدمة والفحوصات الجينية للأجنة، ما قبل الإرجاع وهي من الفئات المستهدفة في هذه الحملة.
ونوه إلى أن آلية الاستفادة من المبادرة تبدأ بتقديم طلب عبر قنوات التواصل المعلن عنها من خلال الهلال الأحمر، على أن يتم تحويل الحالات التي تتوفر فيها الشروط للجنة طبية لدراستها، ومن ثم يقوم الزوجان بزيارة أحد مراكز هيلث بلاس للإخصاب في أبو ظبي أو دبي.
والجدير بالذكر، أن مراكز هيلث بلاس للإخصاب أصبحت جزءاً من شبكة مبادلة للرعاية الصحية وذلك عقب استحواذ مبادلة للرعاية الصحية على الحصة الأكبر من مجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية الأمر الذي تم الإعلان عنه العام الماضي.