بدأت المطارات عموماً ومطارات منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص بالتركيز الشديد على استدامتها وأهدافها البيئية، وذلك في ظل توقع مجلس المطارات العالمي عودة الحركة العالمية للمسافرين بنهاية العام 2023 إلى المستويات التي كانت عليها في العام 2019.
ومن المتوقع أن يشهد الشرق الأوسط الذي يعتبر أكثر عرضة للتغيرات المناخية مقارنة بمعظم المناطق بسبب محدودية إمدادات المياه وفصول الصيف القاسية، وصول سوق الطيران فيه إلى 23.07 مليار دولار في العام 2026، حيث تشهد المنطقة استخدام المطارات للخشب المستصلح الصديق للبيئة ونظم الإنارة النهارية وتقنيات معالجة المياه.
وفي خضم تركيز المسؤولين على الاستدامة بهدف ضمان مستقبل أفضل لصناعة المطارات، تعمل شركة ريد الشرق الأوسط للمعارض على التركيز على الاستدامة في خضم استعداداتها لتنظيم معرض المطارات ، المنصة البينية الأضخم لصناعة المطارات في العالم في الفترة من 17 ولغاية 19 مايو في مركز دبي التجاري العالمي، حيث ستوفر الدورة الحادية والعشرون للمعرض التي يتم تنظيمها تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، أفكاراً ثاقبة حول ما تواجهه المطارات من تحديات ذات صلة بموضوع الاستدامة.
وبالشراكة مع وكالة دبي الوطنية للسفر الجوي، سيتم في دورة هذا العام من معرض المطارات إطلاق ساحة المطار الإلكترونية التي ستوفر للعارضين الفرصة لعرض معدات المناولة والدعم الأرضي الكهربائية والهجينة، حيث قال رائد يونس، نائب رئيس وكالة دبي الوطنية للسفر الجوي لشؤون تطوير الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، أن "الحد من البصمة الكربونية يمثل هدفاً رئيسياً لوكالة دبي الوطنية للسفر بوصفها المزود الرائد عالمياً لخدمات الطيران والسفر في 129 مطاراً، وندعوكم للعرض معنا في ساحة المطار الإلكترونية والانضمام إلى جهودنا من أجل عمليات أكثر استدامة."
ولعمليات المطار تركيز شديد على مراجعة شدة التأثيرات البيئية مثل انبعاثات الكربون واستهلاك الطاقة وتلوث الهواء والتلوث الضوضائي وإدارة النفايات والتنوع الحيوي، حيث تمارس حلولاً بديلة مبتكرة وغير تقليدية، وتعمل من خلال الكفاءة التشغيلية على الدفع نحو تحقيق استدامة كبيرة.
ومن المنتظر لأكثر من 90 مطاراً تحقيق انبعاثات كربونية صفرية صافية بحلول العام 2030، فيما تم بنجاح اعتماد أكثر من 357 مطاراً حول العالم بموجب برنامج اعتماد الكربون للمطارات الذي يديره المجلس العالمي للمطارات، ما يمثل 46.1% من الحركة الجوية العالمية. وقد ساهم ذلك في خفض إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 322 ألف طن سنوياً، حيث قام حوالي 242 مطاراً بالتسجيل بشكل فردي لتحقيق هذا الهدف.
هذا، وسيحتاج الالتزام بتطوير البنية التحتية للمطارات إلى تقنيات وابتكارات جديدة لتعزيز العمليات والحد من آثارها البيئية. ووفقاً لدراسة جديدة نفذها مجلس المطارات العالمي، تحتاج المطارات إلى الاستمرار في تحديث بنيتها التحتية لتعزيز الاستدامة والمرونة في حال أرادت تلبية الطلب المستقبلي لجهة المسافرين ولجهة انبعاثات الكربون الصفرية الصافية.
وتعمل المطارات مع الحكومات وأصحاب المصلحة الرئيسيين على معالجة وخفض وتخفيف الآثار البيئية التي ستنجم عن النمو المستمر للطيران على المدى الطويل، ومن هنا، فإن معرض المطارات يعمل على دعم المطارات في مبادراتها "الخضراء" مثل الحد من بصمة الكربون في جميع العمليات ومواءمة برامجها مع انبعاثات الصفرية الصافية بحلول العام 2050.
وقال فراس أبو لطيف، مدير المعرض في شركة ريد للمعارض: "تحتاج المطارات إلى إعداد العدة لمرحلة الازدهار القادمة في المستقبل القريب، وكونها تمثل جزءاً من النظام البيئي، فإن المطارات تعمل بطرقها الخاصة في مجال التغيّر المناخي. وقد أضاف معرض المطارات موضوع الاستدامة إلى أجندته في ظل تركيز المطارات في كل قارة على طرق لمواكبة التحديات المرتبطة بالتغيّر المناخي وتحرك مجلس المطارات العالمي بسرعة لإنجاز مهامه."
ويجري بالتزامن مع معرض المطارات تنظيم فعاليات أخرى هي منتدى مراقبة الحركة الجوية، ومؤتمر أمن مطارات الشرق الأوسط، ومنتدى قادة المطارات العالمية، واجتماع الهيئة العامة لمنظمة نساء في الطيران، ومؤتمر تجربة المسافرين في المطارات، وقمة مستقبل خدمات المناولة الأرضية.
وقال تقرير صادر شركة سيتا أن "الاستدامة أمر بالغ الأهمية للمطارات في خضم تنفيذ معظمها لمبادرات مثل بناء البنية التحتية للمطارات، والمساحات الخضراء، واستخدام الإنارة الطبيعية والطاقة المتجددة، ونقاط إعادة التدوير المتاحة على نطاق واسع، وتكنولوجيا المباني الذكية والأتمتة."
فيما قالت المنظمة الدولية للطيران المدني "ايكاو" إن المطارات تحصل على الدعم في رحلتها "الخضراء" التي تبدأ بتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوك تشين وتنتهي بزيادة البصمة "الخضراء".