يعدّ برنامج "حاضنة الأزياء " الذي نظمته وزارة الثقافة إحدى المبادرات الشاملة والافتراضية والتدريبية التي تمزج بين الخبراء ورواد الأعمال والمهتمين في قطاع الأزياء، ويقدم دورات وجلسات استشارية عن المفاهيم والتقنيات الحديثة، وفرص الاستثمار في عالم الأزياء، لتمكين المواهب في مجال صناعة الأزياء السعودية، إضافة لدعم رواد الأعمال في متابعة رحلتهم في المجال والتعلم باستمرار، وصولاً للإسهام في بناء بيئة أزياء مستدامة ذاتياً في المملكة .
وتتمثل أهمية "حاضنة الأزياء" في أنها مبادرة شاملة ترتكز الحاجة إليها من منطلق تحديات القطاع بُغية ردم الفجوات في المنظومة المحلية للأزياء المتمثلة في خمس نقاط وهي: انعدام الربط بين ماركات الأزياء العالمية والاحتياجات المحلية، وغياب وجود هوية للأزياء المحلية، وندرة البرامج التدريبية المتخصصة لمختلف أجزاء سلسلة القيمة في مجال الأزياء، ووجود فجوات ونقص في التنظيم والترخيص وحماية الملكية الفكرية، إضافة إلى ضبابية الهيكل التنظيمي لقطاع الأزياء في المملكة .
ولتحقيق رسالة "حاضنة الأزياء" المحددة باستقطاب المواهب السعودية الشغوفة في صناعة الأزياء وتزويدهم بمنصة لتعزيز رحلتهم في ريادة الأعمال ليصبحوا رواد أعمال ناجحين في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، ابتكرت وزارة الثقافة نموذجاً مبتكراً يحاكي الرحلة في ثلاث مراحل: هاكاثون افتراضي، تبعه مخيم تدريبي افتراضي، وثالث المراحل مع "حاضنة الأعمال" المنعقدة حالياً والتي تستمر لخمسة أشهر ، حيث تستهدف المراحل الثلاث الممارسين ورواد الأعمال، والأفراد المستقلين وأصحاب العمل الحر والطلاب، مرتكزة على منح هوية لقطاع الأزياء، وتوظيف التكنولوجيا، وتحقيق الاستدامة، وبناء الهوية السعودية المعاصرة .
وتعد المرحلة الثالثة "حاضنة الأعمال" -التي بدأت أعمالها في 11 أبريل وتستمر مدة خمسة أشهر حتى 2 سبتمبر 2021م، وتعمل على توفير الدعم والإرشاد المستمر وتحفيز الشركات الناشئة للنمو والاستدامة في قطاع الأزياء- ثمرة هذا الجهد الوطني ، وذلك عبر برنامج مكثف يتألف من ورش عمل في ريادة الأعمال، ودروس الخبراء في الأزياء، وإرشاد شخصي في مقر خاص بالحاضنة في جدة، إضافة إلى فعاليات وزيارات ميدانية بهدف تمكين مواهب الأزياء السعودية، والتواصل مع المتخصصين وتبادل الخبرات بهدف تعزز رحلتهم الريادية لإنشاء علامات تجارية مميزة في الأسواق المحلية والدولية .
ويشمل نطاق حاضنة الأعمال قطاعات ذات أولوية في صناعة الأزياء وهي: الملابس الرجالية، وملابس النساء، وملابس الأطفال، والمنتجات الجلدية، والأحذية، والإكسسوارات المصنوعة من الحرير، والنظارات الطبية، والمجوهرات، وذلك في بيئة ستشمل مرافقها مساحة عمل مشتركة وغرف متعددة الأغراض ومختبرات إنتاج وبُنية تحتية داعمة .