إلى أين سيذهب سعر النفط في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا

إلى أين سيذهب سعر النفط في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا

بعد أن كان فيروس كورونا هو المسيطر على أخبار الساعة، جاء النفط ليسرق منهُ الأضواء، وذلك بعد أن شهد أكبر انهيار له على مر التاريخ، فلأول مرة يقوم البائع بدفع للمشتري من أجل التخلص من الذهب الأسود، فما هي الأسباب الرئيسية خلف هذا الانهيار؟ وما هو مستقبل أسعار النفط خلال الفترة المقبلة؟ هذا ما سوف نتعرف عليه سويًا في هذا المقال. 

انهيار تاريخي في سعر النفط

"الاثنين الأسود" هذا هو اليوم الفارق في تاريخ صناعة النفط بأكملها، حيث شهدت الأسعار انخفاض غير متوقع على الاطلاق، حتى وصل الأمر إلى تسجيل النفط الأمريكي لسعر سالب يبلغ 37.63 دولار أمريكي، وذلك بعد أن تراجع الطلب العالمي على النفط وكافة مشتقاته بعد تفشي وباء كورونا، وتوقف أغلب الأنشطة الاقتصادية.

وفيما يخص أسباب ذلك الانخفاض فيرى الاقتصاديين في موقع "استثمر في النفط" أن هذا الانخفاض يعود إلى عدد من الأسباب الرئيسية، وهما عدم قدرة منظمة الأوبك وحلفائها على التوصل لاتفاق مناسب في وقت مبكر يهدف لخفض مستوى الإنتاج تزامنًا مع انخفاض مستوى الطلب، وكذلك مشكلة التخزين، هذا فضلًا عن، ما ارتكبه الرئيس ترامب من خطأ جسيم، حيث ظل مصرًا على نفس مستوى الإنتاج وعدم الاقتطاع منهُ، وذلك كونه يعتقد أن انخفاض طبيعي سوف يحدث عندما يتأثر الإنتاج بانخفاض الطلب وامتلاء المخزونات، أي أن قوى العرض والطلب هي من تتحكم في مستوى الإنتاج، ولكن ما حدث كان صدمة للجميع.

تأثير انهيار أسعار النفط على الدول الخليجية

لقد كان لفيروس كورونا بصمته الواضحة على اقتصاديات العالم، حيث توقفت عجلة الإنتاج والعمل وتكبدت الدول خسائر لا حد لها، وهنا نجد أن تأثر الدول الخليجية النفطية كان مزدوج، حيث تعتمد تلك الدول على عائدات النفط بنسبة 60% من موازناتها السنوية، فهذا يعني أن ما حدث للأسعار من انهيار سوف يؤثر بشكل ملحوظ على البنية المالية الأساسية لتلك الدول.

وما يزيد الأمر سوءً أن صندوق النقد الدولي كان قد أرسل رسالة لدول الخليج في نهاية العام المنصرم، يتخلص مضمونها في تحذير الدول من مستوى احتياطاتها المالية التي تبلغ نحو 2 تريليون دولار وفقًا لتقديرات الصندوق، كونها سوف تنفذ خلال خمسة عشر عام، وهذا يعني أن مستوى أسعار النفط الحالي سوف يخفض تلك المدة بشكل كبير للغاية، وبالتالي فإن دول الخليج النفطية في حاجة ملحة إلى سعر نفط مرتفع حتى تتمكن من تغطية نفقاتها.

توقعات سعر النفط خلال الأشهر القادمة

كما ذكرنا سالفًا أن سعر النفط قد تأثر بعاملين رئيسيين وهما مستوى الطلب العالمي الذي تراجع نتيجة تداعيات فيروس كورونا، والصراع الذي نشب بين كل من دول الأوبك وروسيا بشأن تحديد حجم الإنتاج اليومي.

ولعل ما حدث من انهيار في الأسعار كان كفيل بأن يحرك دول الأوبك من أجل البحث عن حل لتلك الكارثة، وبالفعل جاء الاتفاق بتخفيض الإنتاج اليومي بنحو 10% من مطلع شهر مايو، هذا وعلى صعيد آخر قامت العديد من شركات النفط العملاقة بالولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم بتخفيض مستوى إنتاجها اليومي

وبالرغم من ذلك " ووفقًا لأراء الاقتصاديين في موقع " استثمر في النفط" فإن هذه الإجراءات غير كافية لإعادة التوازن للسوق مرة اخرى، وأنه لكي يعود التوازن لابد أن يصل الانخفاض في مستوى الإنتاج إلى25 برميل يوميًا، ولكن هذا لا ينفي أن الأسعار سوف تشهد تحسن تدريجي، وخصوصًا في ظل قيام الكثير من الدول بتخفيف الإجراءات الاحترازية بشأن وباء كورونا".