٢٥ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | الخميس 2 يناير, 2020 3:22 صباحاً |
مشاركة:

"من الداخل" يسبر أغوار العمق الإنساني

في معرض "من الداخل" الفني الذي أطلقته وزارة الثقافة السعودية في الفترة بين 8 و26 ديسمبر أبدع أكثر من 25 فنانا سعوديا وخليجيا وعالميا في التعبير عن علاقة الإنسان بالعمران وأنماط السلوك الإنساني التي انعكست في العمارة والتصميم، وصوروها ضمن مفاهيم فنية مبتكرة، وهنا مجموعة من هؤلاء الفنانين الذي صوروا متغيرات تلك العلاقة انطلاقا من المنازل الطينية والتباين الواضح بين الماضي والحاضر، والواقع الذي يراقب تحركاتنا في المجتمع والمساحات المختلفة، إلى المناشير الفولاذية المستهلكة في صنع المتغيرات من حولنا وحتى الالتواءات الحديدية التي تعبر عن قوة المشاعر والأحاسيس وقدرتها على صنع التغيرات. 

وننطلق بداية مع عمل فني تركيبي قدمته الفنانة "زهرة الغامدي"، مؤلف من ستمائة قطعة من القماش والكتل الرملية المصطنعة وأسمته "البيت 2019". وتهدف الفنانة من خلاله إلى التعبير عن مشاعر الحزن المرهفة. واستخدمت في هذا العمل الكثير من الرمل والغراء والنسيج (الداعم) لإنشاء خليط طيني، ثم وضعت الطين مباشرة على النسيج قبل أن تستخدم في النهاية يدها وموقدها لتشكيل التشققات. وعلى الرغم من أن نسيج الخليط الرملي يشير إلى أساليب البناء المحلية المستخدمة في المنازل الطينية، إلا أن الشقوق توحي بتدمير هذه النماذج التقليدية. وتهدف هذه القطعة الفنية إلى تسليط الضوء على التباين بين الماضي والحاضر وإلى إثارة التفكير حول تأثيره على الحاضر والمستقبل، وكيفية تأثرهما به.

أما الفنانة "شيخة الكتبي" فقدمت عملا بعنوان "دوران (2019)"، وهو عبارة عن قطعة فنية تتشكل عن طريق عكس فيديو على خلفية ملساء، محتوية على باب شعبي صمم خصيصًا لهذا العمل، تهدف الفنانة، من خلال هذا العمل الفني التركيبي، إلى تفكيك الصور المكونة لا شعورياً والمتأصلة في البُنى المعمارية، والتي يتم إنشاؤها وتخزينها في الذاكرة والعقل واللاوعي. في هذ العمل تبحث الفنانة في لعبة دائرية تتكون من طابقين في مدينة هيلي الترفيهية، والتي تقع في مسقط رأسها في مدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وينعكس دوران اللعبة في تحركاتنا في المجتمع، من خلال المساحات التي تم إنشاؤها، ومن خلال المساحات التي تملي علينا تحركاتنا، مثل الصحراء والأحياء السكنية وأماكن اللعب.

وفي ناحية أخرى من معرض "من الداخل" قدم الفنان "زمان جاسم" عملا حمل عنوان "شواهد (2019)"، وهو تجربة تستعرض حالة الذاكرة التي احتضنت الأذهان، والتي طرأت على المجتمع كظاهرة عامة خلقت حالة من 

 

التغيير في منظومة العمارة بشكلٍ خاص، والحياة بمفهومها الشموليّ. حيث يعد المنشار أحد آلات التغيير المادية التي صنعت التحولات في الوقت الراهن، والتي لا يمكن وصفها نظرًا للتطورات السريعة في عصرنا، وربما الأجيال القادمة تكون قادرة على تسجيل وتفصيل التغيرات. 

المناشير الفولاذية المعروضة والمستهلكة تم جمعها من محلات بيع الخردة المستعملة، وبعضها من المناجر والمصانع التي تم استهلاكها في صنع المتغيرات على مدى أعوام كشواهدٍ على هذه اللحظة.

أما الفنان "صدّيق واصل" فقدم عملا بعنوان "التواءات إنسانية (2019)"، وهو عبارة عن مجسم من أنابيب الحديد الأحمر الملتوية، والتي يعبر الفنان من خلاها عن الانفعالات الحسية والصراعات الداخلية المشكّلة للالتواءات النسفية بداخل الإنسان.  وتمثّل التواءات الحديد -الصلب بذاته- على قوة المشاعر والأحاسيس؛ فهي تستطيع تحويل وصنع التغيرات مهما كان الإنسان قويًا. 

يعتبر معرض "من الداخل" نقطة تحول رئيسية في المشهد الفني في المملكة العربية السعودية، ويبرز الملكات الإبداعية لدي الفنانين السعوديين ويمنحهم الفرصة لإطلاق إبداعاتهم والوصول بها إلى العالمية، في فترة فارقة من عمر المملكة. كما يفسح المجال أمام الفنانين العالميين للوصول إلى شريحة كبيرة من متذوقي الفنون والمهتمين بها في المنطقة ليساهم في تحويل الدرعية إلى منطقة للفنون المعاصرة.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة