كشف معالي د. أحمد الفهيد محافظ مؤسسة التدريب التقني والمهني، أن توجيه خادم الحرمين الشريفين أن يخدم التعليم والتدريب والتأهيل احتياجات التنمية والاقتصاد، مبينًا أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي العهد طالب المؤسسة بالتوسع في مجال التدريب التقني والمهني لأن هناك احتياج لذلك وبالأرقام، وأوضح أن رؤية المملكة 2030 تحتاج إلى المحرك وهو الأيدي العاملة الماهرة السعودية من الجنسين، لذلك تستهدف المؤسسة استقطاب 40% من خريجي التعليم الثانوي للتعليم المهني والتقني بحلول 2030.
وأكد خلال استضافته في حلقة هذا الأسبوع من برنامج "في الصورة" مع الإعلامي عبدالله المديفر على روتانا خليجية، أن دور مؤسسة التدريب التقني والمهني تأهيل الشباب والبنات السعوديين تقنيا ومهنيا لسوق العمل، وتسعى لتغيير النظرة المجتمعية السلبية للكلية التقنية والعمل المهني والحرفي، من خلال توفير تدريب متخصص ووظيفة، وأن المؤسسة تعمل على تنظيم سوق التدريب في المملكة، وتشرف حاليًا على أكثر من ألف مركز وأكاديمية متخصصة تريبة وتقنية، مشيرًا إلى أنه لديهم عدة مباردات مجتمعية لتشجيع الناس على قبول العمل المهني وتعريفهم بالتدريب وتقديم برامج لهم، وذكر أن المؤسسة خرجت أكثر من 39 ألف متدرب ومتدربة العام الماضي، وأن إجمالي الطلاب في 2019 يتجاوز 220 ألف.
وقال الفهيد للمديفر في برنامج "في الصورة": "عملنا على أن يكون لدينا 62 مبادرة حولناها إلى 3 موجات، وبدأنا رحلة "أُتقن" لمحو أمية السعوديين "المهنية"، وهي عبارة عن دورات مهنية قصيرة لمدة 4 أيام طوال 16 ساعة في مهن محددة، وندرب حاليًا أكثر من 40 ألف من الشباب والفتيات والكبار والمتقاعدين، ولدينا شراكات استراتيجية مع 23 معهد تقني يعتمد "التدريب بالتوظيف" وسوف نتوسع إلى 35 شراكة استراتيجية في 2020 لمضاعفة أعداد المتدربين. وبدأنا تدريب وتأهيل الفتيات منذ 8 سنوات، ونسبة الإناث 15% من إجمالي عدد المتدربين لدينا، ونستهدف رفع هذه النسبة إلى 50% قبل 2025، والتوسع في التخصصات المتاحة لهم. والمؤسسة ساعدت وزارة الصحة في إعادة تأهيل 12 ألف من خريجي الدبلومات الصحية لسوق العمل، بالتعاون مع صندوق الموار البشرية".
ونفى اتهام المؤسسة بضعف المناهج والمخرجات، كما نفى ما يقال بأن شهادات مؤسسة التدريب التقني والمهني غير معترف بها في وزارة الخدمة المدنية، وذكر أن المؤسسة وقعت العديد من الاتفاقات مع الكليات والمعاهد لتجسير حصول خريجي المؤسسة على الشهادات العلمية الماجسيتير والدكتوراة من تلك الجهات، وأكد على أنه وبعد أقل من عام سوف تنتهي فوضى التدريب الأهلي، حيث تم وضع قواعد وآليات لتنظيم هذا القطاع، وقدمت المؤسسة عدة مبادرات في هذا السياق، لافتًا إلى أن أكثر من 60% من برامج المؤسسة للتدريب عملية وليست نظرية، وأن هناك توجه في 2020 لتغيير منهجية التعامل مع ملاك مراكز التدريب من المستثمرين السعوديين والأجانب، مع إقرار قواعد تنفيذية جديدة، وإطلاق بوابة إلكترونية خلال أسبوعين تتعلق بهذا الجانب.
وأضاف معالي محافظ مؤسسة التدريب التقني والمهني: "ندرب طلابنا على المناهج المعتمدة في منظمة العمل الدولية، ونتماشى مع توجهات الممول وهو بنك التنمية الاجتماعية. ومعهد ريادة الأعمال الوطني "ريادة" بدأ عمله بالتعاون مع عدد من الشركاء ومنهم أرامكو وسابك وبنك التنمية الاجتماعية وهيئة منشآت وغيرهم، وله أكثر من 40 فرعًا حاليًا، ويقدم العديد من الخدمات، وعلى رأسها نشر ثقافة العمل الحر، والتدريب حيث درب المعهد أكثر من 16 ألف سعودي في 2019، وأهلنا 4600 متدرب للحصول على قروض بقيمة 900 مليون ريال من بنك التنمية الاجتماعية، ومن نجحو فعلا في الحصول على قروض 1600 حصلو على حوالي 460 مليون ريال".
وأوضح أن المؤسسة تعمل مع وزارة التعليم على مشروع توفير مسار مهني في التعليم الثانوي، ومعالي الوزير مؤمن جدًا بالفكرة، وقريبًا سيتم إقرار بعض تلك المسارات، كما نعمل مع التعليم العام على إدخال بعض الورش والنشاطات المتعلقة بالجانب المهني، مبينًا أنه لديهم مشروع مبادرة بعنوان "فرصة عمل لكل خريج"، وأنه توظف 120 ألف من خريجي المؤسسة خلال السنوات الماضية، 68% منهم يعملون في القطاع الخاص، و20% منهم في القطاعات العسكرية، وما يقارب 2% في القطاع الحكومي، والمستهدف أن يحصل 90% من خريجهم على وظائف خلال أول 6 أشهر من التخرج، وبعض كلياتهم ومعاهدهم حققوا هذا قبل التخرج أصلا، وذكر أن الجامعات ليست المسار الوحيد لإيجاد مخرجات لسوق العمل، وأن العالم المتقدم يتجه نحو التعليم المهني، وأن الشركات العالمية الكبرى تبحث عن الخبرات، والسباق في سوق العمل أصبح سباق مهارات لا سباق شهادات.
وتحدث د. أحمد الفهيد عبر روتانا خليجية، قائلاً: "لدينا تعاون كبير مع هيئة الصناعات العسكرية، وأعطتنا رخصة التدريب على صيانة منظومة باترويت، ولدينا منظومة متكاملة في هذا المجال، وحصلنا من البنتاجون على تصريح بالتدريب على صيانة طائرات F15 في كلية معتمدة دوليا، وعدد المتدربين بها حاليا 4 آلاف في مجالات مختلفة، مؤهلون للتوظيف في القطاعات العسكرية. وهناك أيضًا تدريب على جميع أنواع الطائرات والطائرات المسيرة بدون طيار. وأرامكو السعودية هي أبرز شركائنا، وعندنا الآن أكثر من 8 كليات بالشراكة بيننا. ولدينا شراكات كبيرة في قطاع السياحة والفندقة وهو قطاع واعد جدا في المملكة، وأيضًا قطاع النقل، وقريبًا نبدأ شراكة جديدة مع الهيئة الملكية لتطوير الرياض فيما يتعلق بتشغيل مترو الرياض، وتوفر حوالي 6 آلاف وظيفة للمتدربين. وقد وظفنا 20 ألف متدرب من خلال الشراكات الاستراتيجية في القطاع الخاص، منهم 3 آلاف خلال العام الماضي فقط، ولدينا حاليا 11700 متدرب موظف، ونسعى إلى أن يصل الرقم إلى 20 ألف موظف معتمد".