وقّع المدير العام للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" المهندس خالد بن محمد السالم، مذكرة تفاهم مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية " كاوست"، مُمثلة في نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية الدكتور كيفن كولين، وذلك لدعم وتنفيذ مشاريع بحثية تخدم القطاع الصناعي، وتسهم في تنويع الاقتصاد الوطني.
وأكد مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي المتحدث الرسمي لـ "مدن" بندر الطعيمي، أن "مدن" حريصة على تفعيل الشراكات مع القطاعين الحكومي والخاص، والتكامل مع الجهات كافة لتذليل العقبات أمام المستثمرين وروّاد الأعمال وجذب الاستثمارات ذات القيمة المضافة دعماً لاستراتيجيتها في تمكين الصناعة والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي.
وأوضح أن، مذكرة التفاهم تقضي بتعاون الطرفين لدعم وتنفيذ مشاريع بحثية رائدة، تسهم في خلق اقتصاد قائم على المعرفة من خلال البحث العلمي، وتحقيق الاكتشافات التي تعالج أهم التحديات الاقتصادية وفي القلب منها التحديات التي تواجه القطاع الصناعي، وذلك طبقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 ومبادرات "مدن" في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب".
وأضاف: "يتسق توقيع مذكرة التفاهم مع مبادرات "مدن" للتحوّل الرقمي، وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من خلال إطلاقها برنامج الإنتاجية الوطني لمساعدة المصانع على الوصول لأعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية، مبيناً أن التعاون بين الطرفين يشمل تطوير وتحسين الأداء الصناعي وزيادة الإنتاجية والكفاءة في المدن الصناعية، وتقليص التحديات البيئية من خلال البحث العلمي والاكتشافات".
وقال: "حسب مذكرة التفاهم، يمكن للمستثمرين وقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال في المدن الصناعية تلقي الدعم من الحاضنات ومسرّعات الأعمال بالجامعة، واطلاع ملاك ومشغلي المصانع على آخر الأبحاث في مجالات البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، وكيفية الاستفادة من هذه الأبحاث لتعزيز الإنتاجية، فضلاً عن تحديد البرامج البحثية التي تهم القطاع الصناعي.
وأردف بقوله: "تسهم مذكرة التفاهم في خلق فرص عمل لتوفير دخل مالي مستدام، إضافة إلى توطين الصناعات المتقدمة، وتوفير منتجات عالية الجودة من خلال تطوير بيئة عمل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ودعم "مدن" بخطط لاحتضان مراكز البحوث والابتكار في المدن الصناعية".
وسيتعاون الطرفان في تطوير النظم والإجراءات التي تؤثر إيجاباً في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والصناعية، وتعزيز البحث العلمي المختص بتطوير وتمكين الصناعة من أجل خلق الفرص للكوادر المؤهلة من الجامعة ، ودراسة توجهات وخطط الشركات والمصانع بالمدن الصناعية فيما يخص التوظيف والمهن المستهدفة، مع بناء قاعدة بيانات عن الاحتياجات الفعلية لسوق العمل من الوظائف الحالية والمستقبلية من خلال عقد اللقاءات وورش العمل لتعريف خريجي الجامعة بالفرص التدريبية والوظيفية المتوفرة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى دعم "مدن" المستمر لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال، حيث طرحت العديد من المنتجات والحلول التمويلية بالتعاون مع شركائها بالجهات الحكومية والرسمية والقطاع الخاص وأبرزها اتفاقيتان مع صندوق التنمية الصناعية السعودي لتوفير منتجي "أرض وقرض" و "مصنع وقرض"، واتفاقية مع البنك السعودي الفرنسي لإطلاق منتج تمويلي مشترك بسقف يصل إلى مليار ريال، كما وقعت اتفاقية مع بنك التنمية الاجتماعية لطرح منتج "أسس" لتيسير وصول روّاد الأعمال إلى المصانع الجاهزة والتمويل معاً.
كذلك وقعت "مدن" اتفاقية مع شركة منافع المالية لتوفير تمويل الملكية الجماعية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال التي تحتضنها المدن الصناعية.
واختتم مُبيناً ، أن "مدن" وقّعت مذكرة تعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز لتحقيق متطلبات سوق العمل بالقطاع الصناعي، حيث تستهدف خلق شراكة استراتيجية في المجالات العلمية والتطبيقية، لتلبية احتياجات "مدن" والشركات والمصانع من الكوادر المؤهلة، وكذلك تعزيز توجه المملكة نحو الثورة الصناعية الرابعة.
من جانبه، أوضح د. كيفن كولين، نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية في كاوست: أن اختيار كاوست لهذه الشراكة يأتي تأكيداً لأهمية الجمع بين البحث والصناعة، حيث تعتبر التنمية الاقتصادية جزءًا رئيسيا من رسالة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وبالعمل جنباً مع "مدن" ستتمكن الجامعة من نقل أبحاثها إلى القطاع الخاص، لتحقيق التعاون الصناعي والمنفعة العامة والتنمية الاقتصادية.
وأفاد بأن المذكرة تركز على الأبحاث الجارية والمتعلقة بجودة الهواء لتطوير مواقع إضافية في المملكة للبحث والتطوير وإنشاء مشاريع جديدة لشبكات الطاقة، وإعادة استخدام المياه والتجمعات السكنية الذكية.
وقال: "تعد العلاقة بين كاوست و"مدن" مثالاً يُحتذى به في التعاون بين الجامعات والشركاء الصناعيين لوضع حلول للتحديات وتحسين العمليات والتقنيات الحالية. "وما بدأ كمشروع بحثي تعاوني حول جودة الهواء نما ليصبح شراكة تمتد عبر مجالات بحثية متعددة".
وأردف: "لا شك أن كاوست وضعت دراسة ورصد جودة الهواء في الشرق الأوسط من أولوياتها البحثية، ففي عام 2018، تعاون البروفيسور جورجي ستينشكوف، أستاذ هندسة وعلوم الأرض، وفريقه من مجموعة نمذجة الغلاف الجوي والمناخ في الجامعة مع "مدن" التي قدمت للفريق بيانات دقيقة عن ملوثات الهواء في المملكة. واستخدم فريق كاوست في هذه الدراسة محطة مراقبة جودة الهواء (AQMS) التي وفرتها "مدن" لتطوير نموذج قياس للغبار والملوثات البيئية والهباء الجوي.