انعقدت اليوم في إطار فعاليات اليوم الثاني من قمة المعرفة التي تقام في المركز التجاري العالمي بدبي، جلسة نقاشية بعنوان "الابتكار: طريقنا إلى بناء مدن مستدامة". وناقشت الجلسة سبل بناء المجتمعات التكافلية من خلال التصميم الاجتماعي الجديد، وأهمية تغيير الديناميكيات وهندسة المجتمعات لتحقيق الوفرة.
وتحدث خلال الجلسة كل من الدكتور محمود البرعي، المستشار الدولي في برنامج الأمم المتحدة للمدن، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للعقاريين العرب، والدكتور جيسون بومروي مؤسس استديوهات بوميروي، وكريم الجسر المدير التنفيذي لمعهد الابتكار في المدينة المستدامة في دبي، إضافة إلى ستيفن هاجارات مؤسس شرطة أوستراليس.
واستعرض الدكتور محمود البرعي خلال الجلسة، العناصر الأساسية لتحقيق الاستدامة، والتي تتمثل بجودة الحياة والمرونة في الحكومة وتقليل التكلفة، إضافة إلى دور التكنولوجيا والابتكار، والشراكات بين القطاعات المختلفة وتفعيل الشفافية والمرونة في بناء المجتمعات المستدامة.
كما ناقش التحديات الديموغرافية والبيئية والاضطرابات السياسية التي تواجه الاستدامة في العديد من المدن حول العالم. مشيداً برؤية دولة الإمارات في الاستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي وبناء مجتمعات مزدهرة مستدامة وسعيدة قائمة على الإنسان. كما أكد أن تحقيق الوفرة يتطلب تشجيع الناس على تبني الممارسات المستدامة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، ووضع الاستدامة والبيئة في قائمة الأولويات لما تحققه من مكاسب اقتصادية طويلة الأمد وتوفير في الموارد.
من جهته، تحدث الدكتور جيسون بوميروي عن أهمية الثقافة والمكان والتكنولوجيا في بناء المدن المستدامة، والحفاظ على مساحات خضراء واسعة في ظل الازدحام والعمران المتنامي وتقلص المساحات الخضراء، وضرورة استغلال هذه المساحات للتواصل الاجتماعي الحضري، وتحقيق فوائد تعود على البيئة والمناخ. كما أكد ضرورة الاستثمار المجدي للتكنولوجيا في تحسين جودة الحياة، وتفادي انعكاساتها السلبية على المجتمع والتي أبرزها الحد من التواصل الاجتماعي المباشر بين الناس في المجتمعات.
وشارك كريم الجسر تجربته في بناء "المدينة المستدامة" في دبي، التي تشكل نموذجاً فريداً للمدينة السعيدة الذكية والمستدامة، حيث تحتضن مساحات خضراء واسعة وأراضي زراعية، وتعتمد على الطاقة الشمسية بشكل أساسي. كما أكد ضرورة التكامل بين القطاع العام والخاص والأكاديمي لتحقيق الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لمختلف طبقات المجتمع. وأشار أيضاً إلى ضرورة الاعتماد على الأرقام والإحصائيات في وضع سياسات وآليات ومنهجيات تحقق أهداف التنمية المستدامة.
ومن جهة أخرى، تحدث ستيفن هاجارات عن أهمية المرونة واستثمار الموارد المختلفة والتكنولوجيات الحديثة لتحقيق الاستدامة في مختلف المجالات، وأشار إلى التأثيرات الإيجابية للمساحات الخضراء الواسعة في المدن المستدامة على الصحة بشكل عام والصحة النفسية بشكل خاص. كما أكد الدور المحوري لصناع القرار في تحقيق التنمية المستدامة وتشجيع المجتمع على تبني ممارسات تحافظ على الموارد المتاحة، وأهمية إطلاق العديد من المبادرات التي تنشر ثقافة الاستدامة في المجتمع.