أكد عمار المالك، المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت أن تنامي وجود الشركات الروسية في مدينة دبي للإنترنت هو انعكاس للتطور المستمر الذي تشهده العلاقات التجارية بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، الأمر الذي يشكل محركاً رئيسياً لتعزيز الفرص الاستثمارية في كافة القطاعات الاقتصادية بين البلدين.
جاء التصريح بالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الدولة، والتي تدعم جهود مدينة دبي للإنترنت المتواصلة لاستقطاب الشركات الروسية المتخصصة في مجال التكنولوجيا وتوسعة نطاق أعمالها في المنطقة، خاصة بعد أن شهد يوليو الماضي إطلاق أول مركز روسي للابتكار خارج روسيا والذي يقع في مدينة دبي للإنترنت.
وشهد عدد الشركات الروسية التي تتخذ من مدينة دبي للإنترنت مقراً لها نمواً مستمراً، ومنها "كاسبرسكي" وإن سي سي جروب"، والتي تقدم ابتكاراتها عبر مجموعة واسعة من القطاعات، بدءاً بالأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، وصولاً إلى تقنيات الواقع المعزز، والواقع الافتراضي وتطوير التطبيقات والذكاء الاصطناعي.
كما تحتضن مدينة دبي للانترنت المركز الروسي للابتكارات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي يعد مقراً لأعمال الشركات الروسية – وخصوصاً الناشئة منها - الرامية إلى التوسع بعملياتها في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث توفر مدينة دبي للإنترنت لهذه الشركات منصة مثالية لبناء العلاقات والشراكات مع الشركات العالمية الكبرى والناشئة على حد سواء، إضافة إلى تقديمها للحلول والخدمات والمرافق المتطورة التي تدعم الابتكار والنمو.
وحول ذلك أوضح المالك: "يمثل مركز الابتكار الروسي إضافة هامة تدعم وجود الشركات الروسية في مدينة دبي للانترنت، ويستفيد المركز والشركات الروسية مما تقدمه المدينة من دعم في مجالات تكنولوجيا الواقع المدمج والواقع الافتراضي والحوسبة السحابية وتطوير البرمجيات وغيرها. ونحن على ثقة بأن الزيارة التاريخية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات، تسهم بشكل رئيسي في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون والشراكة والاستثمارات والتجارة البينية، خاصة في ما يتعلق بقطاع التكنولوجيا".
وأشار المالك إلى أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وروسيا تشهد نمواً مستمراً موضحاً أن "حجم سوق تكنولوجيا المعلومات في روسيا بلغ 22.6 مليار دولار أمريكي العام الماضي، في حين تجاوزت قيمة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات 7.7 مليار دولار أمريكي العام الماضي. وبالنظر إلى حجم صناعات التكنولوجيا ونموها لدى البلدين، نحن واثقون من قدرة هذا القطاع على المساهمة بشكل كبير في التجارة الثنائية بين البلدين خلال السنوات القادمة".
وأضاف المالك "يأتي دعمنا لشركات التكنولوجيا الروسية في إطار مساعينا لتحقيق أهداف التحول الرقمي في دبي وحرصنا على توفير بيئة عالمية المستوى للمبتكرين والمحترفين من المنطقة والعالم، وتعزيز نموهم انطلاقاً من دولة الإمارات ليشمل سائر المنطقة، اعتماداً على توفير الفرص، وبناء الشبكات بين شركات التكنولوجيا بمختلف أحجامها".
من جهته، أعرب محمد شيحا، الرئيس التنفيذي للمركز الروسي للابتكارات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عن سعادته بزيارة الرئيس بوتين إلى دولة الإمارات لما لها من دلالات هامة تؤكد على رسوخ العلاقات بين البلدين، مؤكداً: "نحن على ثقة بأن هذه الزيارة ستترك علامة فارقة على العلاقة بين البلدين، وسيكون لها أثر كبير في استقطاب استثمارات روسية جديدة في قطاع التكنولوجيا إلى دولة الإمارات، وهو ما سينعكس إيجاباً على نمو المركز في المرحلة القادمة كونه مقر للشركات الناشئة ورواد الأعمال الروس الراغبين للإنطلاق من مدينة دبي للإنترنت وإيصال منتجاتهم وحلولهم المبتكرة لباقي دول المنطقة".
وأضاف شيحا: "منذ انطلاقتنا في مدينة دبي للإنترنت قبل ثلاثة أشهر، أقامت العديد من الشركات الروسية في المركز شراكات مع مؤسسات كبيرة وناشئة، واكتشفت العديد من الفرص التجارية وتابعتها على المستوى المحلي، وفي دول المنطقة، وهو الأمر الذي ساعد شركاتنا على ترسيخ وتوسعة نطاق عملياتها. ويسعدنا أن نكون هنا في أهم مركز للتكنولوجيا والابتكار في المنطقة، ونطمح إلى تعزيز شراكتنا مع مدينة دبي للإنترنت، وتشجيع اهتمامات المبدعين الروس في مجال التكنولوجيا وتعزيزها، ودفع نمو قطاعات التكنولوجيا عبر التعاون الهادف المشترك".
وبحلول عام 2025، من المتوقع أن تقوم روسيا بتطوير قاعدتها على الإنترنت إلى 124 مليون مستخدم نشط، من إجمالي عدد السكان البالغ 142 مليون، بما يعادل نسبة انتشار تصل إلى 90%. ومن ناحية أخرى، تقدر نسبة انتشار الإنترنت في الإمارات بأكثر من 99% بما يشير إلى وجود فرص كبيرة أمام الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا والأعمال عبر الإنترنت في كلا البلدين.
ومن الجدير بالذكر أن أول مركز روسي للابتكار الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مدينة دبي للإنترنت، تم إطلاقه في شهر يونيو الماضي، بالتعاون مع مركز الصادرات الروسي، ليكون بمثابة نقطة انطلاق استراتيجية لشركات التكنولوجيا الروسية الهادفة إلى تعزيز وجودها في المنطقة. ومنذ انطلاقتها، خططت الشركات الروسية في المركز لإقامة العديد من الشراكات مع الجهات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسائر أنحاء المنطقة وشرعت بتنفيذها بالتعاون مع شركات من مختلف الأحجام، بما في ذلك الشركات العالمية الكبرى، والشركات الناشئة.