احتفالا بيوم المرأة الإماراتية السنوي قام مركز التعليم التنفيذي في الجامعة الأميركية في الشارقة بتسليط الضوء على إنجازات المرأة الإماراتية ضمن القوى العاملة في الدولة ومساهمات دورة "القيادة للمرأة" التي ينظمها المركز لمساعدة النساء في الإمارات في الإرتقاء بحياتهم المهنية. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في عام 1971 قد حققت تقدماً ملحوظاً في دعم حصول المرأة على التعليم والإنضمام إلى قواها العاملة.
وتظهر الإحصاءات أن 70 بالمائة من طلبة الجامعات في الإمارات هم من النساء، وأن مشاركة المرأة في سوق العمل ارتفع بنسبة 135 بالمائة أي من 1000 إمرأة إماراتية عاملة في عام 1975 إلى 135,000 إماراتية في عام 2015، إلى جانب النساء الوافدات العاملات في مختلف القطاعات. وقد أظهرت البيانات الصادرة عن البنك الدولي أن النسبة الإجمالية للقوى العاملة النسائية في الإمارات ارتفعت من 28 بالمائة في عام 1990 إلى 51 بالمائة في عام 2017.
هذه الزيادة في نسبة الانخراط في التعليم والمساهمة في سوق العمل أدى إلى تولي العديد منهم مناصب قيادية في القطاع الخاص والعام في الدولة فمن بين النساء القياديات ظهرت الشيخة لبنى القاسمي، أول وزيرة إماراتية والحائزة على جائزة كلينتون العالمية للمواطن، والتي أصبحت مثالاً أعلى تحتذي به الطالبات في المدارس والجامعات. ويعد المرسوم الرئاسي الذي صدر في شهر ديسمبر العام الماضي والذي وجه برفع نسبة تمثيل المرأة إلى 50 بالمئة في المجلس الوطني الإتحادي خطوة هامة سوف تؤدي إلى مشاركة كبيرة نسائية في عملية صنع القرار.
فوي ظل هذه التطورات المتتالية والسريعة قام مركز التعليم التنفيذي في الجامعة الأميركية في الشارقة بالعمل على توفير الفرص للنساء في دولة الإمارات لتنمية مهاراتهن القيادية اللازمة للنمو والتطور والنجاح في مكان العمل، فمن خلال برنامج القيادة للمرأة تسعى الجامعة الأميركية في الشارقة إلى عدم توقف المرأة عند وصولها مراكز قيادية بل بأن تستمر للوصول إلى مراكز تنفيذية. ويطرح البرنامج مساقات تركز على القيادة مثل القوة ومهارات التفاوض واستراتيجياته وفن الخطابة والذكاء العاطفي وحل المشكلات. إلا أن أكثر ما يميز هذا البرنامج هو التركيز على التجارب الخاصة بالنساء المشاركات والتحديات الخاصة التي يواجهننها في حياتهن اليومية العملية.
وقالت الدكتورة لينزي كيمب، أستاذ الإدارة المشارك في الجامعة الأميركية في الشارقة والمتخصصة في قيادة المرأة للأعمال وإحدى ميسري البرنامج: "إن القيادة مهارة يمكن تعلمها تمكن الفرد من المساهمة بصورة فاعلة في مكان العمل وعملية صنع القرار. إن تخرج النساء من هذا البرنامج سوف يرفع من قدرات الموارد البشرية في أي مؤسسة."
وقد كانت دولة الإمارات قد جعلت مشاركة المرأة في مجال العمل والحياة العامة من أولوياتها، فقد أشار تقرير حكومي تم نشره مؤخرًا تحت عنوان المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة: نموذج التطور إلى أنه: "في ظل حركة التطور التي نشهده فإن دولة الإمارات لا تعتزم إظهار أي تباطئ في العمل على سياسات تمكين المرأة وتسعى للاستمرار في عملية التطوير والتنمية ... لتمكن النساء من تحقيق ذاتهن في مجالات العمل التي يخترنها، حيث أنه يجب أن تعطى النساء منصة يستطعن من خلالها تحقيق ما يصبون إليه." كما أن رؤية الإمارات 2021 جعلت من وضع دولة الإمارات على لائحة أكثر دول العالم في تحقيق المساواة بين الجنسين واحدة من أولوياتها فأسست مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين ومؤشر المساواة بين الجنسين في سبيل تحقيق هذا الهدف. ومن المتوقع أن تجد النساء فرص أكبر في مجالات العمل والمجالات القيادية أكثر من ذي قبل مع بدء تنفيذ هذه الخطوات الكبيرة التي تسعى نحو تحقيق المساواة للمرأة في سوق العمل. لذلك فان المبادرات مثل برنامج القيادة للمرأة في الجامعة الأميركية في الشارقة تسعى نحو شحذ طاقات النساء وتنمية مهاراتهن بما يؤهلهن لمواجهة التحديات ورفع مستوى المؤسسات التي يعملن فيها.
وقالت كيمب: "إن الفائدة التي تعود من المشاركة الاقتصادية للمرأة على أي دولة هي كبيرة خاصة فيما يتعلق بالنمو المهني الفردي للمرأة وإسهامها في دعم أسرتها. عندما تضمن المنظمات التكافؤ بين النساء والرجال في سياساتها لشغل الوظائف والرواتب ، فإن ذلك يثبت إلتزامهم بمسؤوليتهم الاجتماعية. إن توظيف المرأة يعني أن الدولة تحترم مهنيتهن وحقهن بالاختيار في سوق العمل."