أكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، عمق العلاقات التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية روسيا الاتحادية، في الكثير من المجالات التي تشكل مصلحة حيوية للبلدين، مشيراً إلى أن إمارة الشارقة والمدن الروسية ترتبط بعلاقات اقتصادية وثقافية راسخة، تشكلت نتيجة جهود الطرفين الطويلة الرامية إلى عقد شراكات في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات "أسبوع الشارقة" الذي تنظمه دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، استكمالاً لسلسلة "أيام الشارقة الثقافية في العالم"، الرامية إلى تعزيز فرص تبادل الخبرات والتجارب مع المدن الشقيقة، وتوطيد العلاقات التاريخية بين الثقافة العربية والروسية، والتعريف بالمنجز الحضاري لإمارة الشارقة، وما تقوده من جهود على مستوى العمل الثقافي، والاقتصادي، والسياحي.
وتوجه الشيخ فاهم القاسمي في كلمته إلى ممثلي المؤسسات الرسمية في سانت بطرسبرغ، والمجتمع الروسي، وقال: "إننا اليوم نقدم لكم ثقافتنا وتاريخنا وتراثنا، ونحن ممتنون لإتاحة الفرصة أمامنا لتبادل إرثنا الحضاري مع شعب سانت بطرسبرغ. هدفنا ليس أن ننقل ثقافتنا إليكم، بل بناء فهم مشترك للقيم والثقافة، واليوم نحتفل معكم بفرصة التعرف على بعضنا البعض وبناء جسر للحوار الثقافي".
وأضاف الشيخ فاهم القاسمي: "يمثل أسبوع الشارقة نقطة تحول في تاريخ العلاقات الإماراتية الروسية، وخطوة مهمة لاستكمال هذه المسيرة التي بدأت في قطاعات الاستثمار والتجارة والسياحة، وتتخذ مساراً جديداً في جهود تعزيز الروابط بين البلدين عبر بوابة الثقافة والتراث، التي طالما حظيت باهتمام كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي ألهمنا برؤيته وتوجيهاته أهمية ترسيخ أواصر التعاون مع مدينة سانت بطرسبرغ التي تعدّ واحدةً من منارات الثقافة والفنون والمسرح في العالم، والعاصمة الثقافية لروسيا".
وتابع الشيخ فاهم القاسمي: "يستند مشروع الإمارة الحضاري في أساسه على العديد من المبادرات والمشاريع الثقافية، إذ يشكل احتضان الشارقة أكثر من 45 ألف طالب وأكاديمي جزءاً من الإنجازات الفكرية والحضارية التي نفخر بها أمام العالم، ونحن نؤمن أن الثقافة والتراث بوابة واسعة لتعزيز العلاقات الإماراتية الروسية".
وتوجه الشيخ فاهم القاسمي بالشكر لكل من حكومة مدينة سانت بطرسبرغ، ولجنة التعاون الدولي، ولجنة الثقافة، ولجنة السياحة، وممثلي الدوائر الحكومية في إمارة الشارقة، وسفارة دولة الإمارات في روسيا، على جهودهم لإنجاز فعاليات أسبوع الشارقة، وتعزيز فرص التبادل الثقافي وتكريس مفهوم التسامح والحوار الحضاري.
وحضر افتتاح "أسبوع الشارقة" الذي يقام في متحف سانت بطرسبرغ الحكومي، ويستمر حتى 23 يوليو الجاري، سعادة معضد حارب الخييلي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية روسيا الاتحادية، وسعادة الشيخ فيصل بن سعود القاسمي، مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وسعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وسعادة علي المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، وعدد من ممثلي الدوائر المحلية المشاركة في أسبوع الشارقة وأحمد سعيد الكتبي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتجارية في سفارة دولة الإمارات لدى روسيا، ومن الجانب الروسي حضر فياتشيسلاف كالجانوف، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في سانت بطرسبرغ، وألكساندر كولياكين مدير قلعة بيتيروبول.
وشهد الحضور عروضاً شعبية قدمتها فرقة الشارقة الوطنية، عرفت من خلالها الزوار بأبرز الملامح التراثية لدولة الإمارات، وأطلع الحاضرون على المبادرات الثقافية والفرص الاقتصادية والاستثمارية التي تقدمها إمارة الشارقة خلال جولة على أجنحة المؤسسة المشاركة في فعاليات أسبوع الشارقة بهدف توسيع آفاق التعاون المشترك بين الشارقة ومدينة سانت بطرسبرغ.
وضمن فعاليات أسبوع الشارقة، خصص معهد الشارقة للتراث جناحاً لعرض الحرف التراثية والأزياء الإماراتية الشعبية إلى جانب تنظيم ورش عمل حول الخط العربي، كما قدمت دائرة الثقافة بالشارقة استعراضاً لأبرز الفعاليات التي تنظمها سنوياً، في الوقت الذي كشفت أجنحة المؤسسات الحكومية في الشارقة، أبرز الفرص الاستثمارية، وأفق التعاون مع نظيرتها الروسية.
يشار إلى أن "أسبوع الشارقة" يقام بإشراف دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، ومشاركة دائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، وهيئة مطار الشارقة الدولي، وإدارة متاحف الشارقة ودارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية.