٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الرعاية الصحية | الخميس 11 يوليو, 2019 4:34 مساءً |
مشاركة:

"أصدقاء مرضى السرطان".. لغة الأمل تجمع شعوب 28 دولة عربية وأجنبية

عملت "جمعية أصدقاء مرضى السرطان"، المؤسسة الخيرية ذات النفع العام، المعنية بمكافحة السرطان ومقرها دولة الإمارات، منذ تأسيسها قبل 20 عاماً، على توفير الدعم المادي والمعنوي لمجموعة من المصابين بـ40 نوعاً مختلفاً من السرطان من 28 جنسية عربية وأجنبية، ليصبح هذا الدعم المتواصل لمرضى السرطان وعائلاتهم سيرة منجزات إنسانية للجمعية، تُثبت للعالم بأن لغة الأمل تجمع كافة الأمم والشعوب. 

 

وشمل برنامج دعم المرضى التابع للجمعية مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب المقيمين من 27 دولة عربية وأجنبية مختلفة، تشمل المملكة المتحدة، وجزر القمر، وتركيا، وأوزبكستان، وجمهورية تشاد، وكندا، ونيجيريا، وروسيا، والهند، والمغرب، وجمهورية مصر العربية، وتونس، والجزائر، والسودان، والعراق، والمملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين، وسوريا، واليمن، ولبنان، والفلبين، وباكستان، وبنغلاديش، وإثيوبيا، وايران، وسريلانكا، والصومال.

 

بالتزامن مع الذكرى العشرين للجمعية هذا العام، شاركت مقيمتان ناجيتان من السرطان، من مجمل المرضى الذين وقفت الجمعية إلى جانبهم، قصتيهما مع مجموعة من مرضى السرطان بهدف إلهامهم وبث الأمل في نفوسهم، حيث أسهمت القصتان المحفزتان بالتأكيد على أهمية الأمل كسبيلٍ لمواجهة تحديات الحياة بعد تشخيص الإصابة بالسرطان، وبشكل خاص مع الدعم المستمر الذي توفره مؤسسة عريقة، تحرص على تحسين حياة المرضى كـ "جمعية أصدقاء مرضى السرطان".

 

نانسي أبو سمرة: الجمعية مدت لي يد العون ولم تتركني لحظة واحدة

 

وفي هذا الشأن، قالت المواطنة الأردنية نانسي أبو سمرة المقيمة في دولة الإمارات: "شعرت بكتلة غريبة في صدري الأيمن مطلع أغسطس 2017، وانقلبت حياتي رأساً على عقب، حيث خضعتُ لعمليتين جراحيتين إلى جانب برنامج مكثف من العلاج الإشعاعي والهرموني على مدار عام كامل، ولا يمكنني أن أصف الصعوبة التي واجهتها جسدياً ونفسياً لتلقي 16 جلسة علاج كيميائي، وفي يناير 2019، نجحتُ بالتغلّب على سرطان الثدي والشفاء منه تماماً".

 

وأضافت نانسي، التي تبلغ من العمر 33 عاماً: "تعرفتُ على الجمعية أثناء البحث عن أي جهة مجتمعية توفر الدعم الذي كنت بأمسّ الحاجة إليه في تلك اللحظات الصعبة، إذ لم أعد قادرة على تحمل أعباء الإصابة بالمرض لوحدي، وكنت بحاجة ملحّة للتواصل والتفاعل مع مرضى السرطان والمجموعات الداعمة من مؤسسات المجتمع المدني، ومنذ أن دخلت الجمعية إلى حياتي، مدت لي يد العون والمحبة، ووقفت إلى جانبي ولم تتركني لحظة واحدة حتى بعد شفائي، وما زلت أشارك في فعالياتها المختلفة، سواءً بالإفطار الذي نظّمته الجمعية لمرضى السرطان والناجين من كافة أرجاء الدولة، في شهر رمضان الماضي، أو بالأنشطة المختلفة ضمن مبادرة (لوّن عالمي) الرامية لتعزيز ثقة مريضات السرطان، بالإضافة إلى رفع معنوياتهن".

 

وأكدت نانسي: "أشعر بالفخر لمحاربة السرطان وهزيمته، وبشكل خاص لأني واصلت العمل في وظيفتي وباقي مسؤولياتي العائلية كأم لطفلتين، الكبرى في الثامنة من العمر والصغرى في الرابعة، دون أدنى تنازل أو استسلام، حيث لعبت هذه التجربة التي مررتُ بها دوراً كبيراً بتعزيز قوتي وثقتي، ولا يمكنني التعبير عن مدى أهمية الفحص المبكر والدوري عن السرطان الذي تواصل جمعية أصدقاء مرضى السرطان توفيره مجاناً لكافة المواطنين والمقيمين رجالاً ونساءً".

 

أما المواطنة الفلبينية المقيمة في دولة الإمارات نينا تويور، فأجرت الفحص الطبي بعد شعورها بالجهد والإرهاق وظهور كتلة في صدرها الأيمن بشكل مفاجئ، وتبين إصابتها بالمرحلة الثانية من السرطان ، وخضعت لعمليتين جراحيتين، وست جلسات علاج كيميائي من نوفمبر 2016 حتى يناير 2017، تلاها خطة علاجية تشمل 17 جلسة "علاج موجّه" بالمواد المضادة للـ"إتش إي آر 2".

 

وفي هذا الصدد، قالت نينا، ربة العائلة والمعيلة الوحيدة لابنين يافعين: "بعد تشخيص إصابتي بالسرطان، بقيتُ في حالة ذهول لمدة شهرين، فلم أستطع استيعاب إصابتي بالسرطان ولم أكن مستعدة لقبول هذه الحقيقة المُرّة، خاصة مع خلوّ سجلّ عائلتنا من السرطان، ورحت أطرح على نفسي السؤال ذاته باستمرار (لماذا أنا؟)، وأخفيتُ إصابتي عن أبنائي وأقاربي، وعندما بدأت بإدراك واقعي، والسيطرة على مخاوفي، واسترداد ثقتي، خسرت عملي عندما كنتُ على وشك أن أبدأ أولى جلسات العلاج الموجه الـ17، وعلى الرغم من شعوري بالعجز في البداية، قررت مواصلة الكفاح وعدم الاستسلام والتوقف، وكان لا بُدّ من إيجاد حل بأسرع وقت ممكن".

 

نينا تويفر: الجمعية ستبقى بيتي وعائلتي في الإمارات 

 

وأضافت نينا تويفر، البالغة من العمر 47 عاماً: "عرّفني أحد أقربائي على جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ومنذ تلك اللحظة، تغيّر كل شيء، حيث لم تتوقف الجمعية عن دعمي، ووقفتْ إلى جانبي، وساعدتني على تغطية تكاليف جلسات العلاج، وشراء الأدوية، ووفّرتْ لي الدعم المالي لمتابعة فحوصات مسح الأشعة بالتصوير المقطعي المُحَوْسب، وعلى الرغم من بقائي دون عمل لمدة سنة كاملة، ساعدتني الجمعية خلال أصعب مراحل حياتي، حيث كانت الجمعية وستبقى بمثابة بيتي وعائلتي التي آنست وحدتي في دولة الإمارات دولة الخير والعطاء".

 

وحول النصيحة التي توجهها لمرضى السرطان، شدّدت نينا تويفر على أهمية قبول الواقع والتعامل معه، والتمتع بالقوة، لأن فقدان الأمل سيعطي  للسرطان الفرصة للقضاء على المعنويات الإيجابية والروح المعنوية العالية، أما التحديات والأوقات الصعبة فتتيح للإنسان فرصة تعلّم أثمن الدروس، وتطبيقها في الحياة.

 

عشرون عاماً في توحيد الجهود الرامية لدعم مرضى السرطان في دولة الإمارات

عملت جمعية أصدقاء مرضى السرطان منذ انطلاقها قبل عشرين عاماً على تأسيس مجتمع متماسك داعم لمرضى السرطان داخل دولة الإمارات وخارجها، يشمل مرضى السرطان، والجهات المانحة، ومؤسسات الرعاية الصحية والأبحاث الطبية، في إطار هدف مشترك يتمثل بمساعدة مرضى السرطان أثناء رحلتهم العلاجية وضمان نجاحها.

 

وتعتبر مبادرة "لوّن عالمي" إحدى ركائز برنامج دعم المرضى وعائلاتهم، حيث  تحفل على مدار العام بعددٍ من الفعاليات التي تشمل الزيارات إلى المستشفيات، والرحلات الترفيهية، والأنشطة الرياضية، إلى جانب ورش العمل الإبداعية للمرضى من كافة الفئات العمرية، ويوفر هذا البرنامج للناجيات من السرطان فرصة التواصل مع مجموعة من المرضى والناجين بصورة دورية، والتحدث معهم عن تجاربهنّ الشخصية في محاربة المرض، وإلهامهم، ومنحهم الأمل، والعمل على رفع معنوياتهم وثقتهم ومشاعرهم الإيجابية، التي تعدّ عناصراً أساسية ينبغي للمرضى التسلح به للتغلب على السرطان وأي مرض آخر.

 

ويغطي قسم المرضى لـ"جمعية أصدقاء مرضى السرطان" 40 نوعاً مختلفاً من الأورام الخبيثة والسرطانات، منها سرطان الدم، والثدي، والعظام، والمثانة، والبروستات، والبنكرياس، وعنق الرحم، والرئة، والكبد، والحلق، والدماغ، والغدد اللمفاوية، والأنسجة العضلية (الساركوما العضلية المخططة)، والجلد (الخلايا الصبغية - الميلانوما)، وغيرها.

 

وشاركت الناجيات، اللواتي استطعن التغلب على السرطان، قصصهن الملهمة في دول عدة منها المملكة العربية السعودية والبحرين، واحتفلن بالذكرى السنوية لليوم العالمي للناجين من السرطان، الذي يوافق أول يوم أحد من شهر يونيو، ويجمع آلاف الناجين من السرطان، وأصدقائهم وعائلاتهم، إلى جانب الأطباء وخبراء الصحة والمتطوعين من الجنسيات والخلفيات الثقافية المختلفة، للاحتفال بالأمل والشجاعة والانتصار.

 

وتوفر "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" لمجموعة من المستشفيات في دولة الإمارات فرصة الوصول إلى خدمات الإرشاد والتوعية والتواصل، ومجموعات الدعم، والفعاليات والأنشطة المتعلقة بالسرطان، إلى جانب تزويد مرضى السرطان بالدعم المادي والعاطفي خلال رحلة العلاج، فضلاً عن مواصلة دعم الناجين من السرطان، من خلال رفع الوعي بسبل مواجهة تحديات النجاة من السرطان، وتحفيزهم على المشاركة في الأنشطة المجتمعية الرامية لدعم مرضى السرطان.

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك (عرض 1 تعليقات)
امل حبيب داوود الاثنين 4 نوفمبر, 2019 11:04 مساءً
ارجو الانضمام ال جمعيتكم احتاج الدعم
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة